تفسير قوله تعالي {وإذا القبور بعثرت}
يقدم لنا الدكتور عصام الروبي-أحد علماء الأزهر الشريف-تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآية القرآنية {وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت} .. [الانفطار:4*5].
بُعثرت: يقال: بعثر فلان متاعه، إذا جعل أسفله أعلاه. وبعثرت الحوض وبحثرته: إذا هدمته وجعلت أسفله أعلاه. والبحثرة والبعثرة: إثارة الشيء بقلب باطنه إلى ظاهره. أي: أثيرت وأخرج ما فيها.
والمراد: أُخرج ما فيها من الأموات حتى قاموا لله عز وجل. وقال قوم: (بعثرت): أخرجت ما في بطنها من الذهب والفضة.
علمت نفس: هي جواب إذا وما عطف عليها في الآيات التي سبقتها.
نفس: هنا نكرة لكنها بمعنى العموم. أي: كل نفس وقت هذه المذكورات الأربعة (ما قدمت وأخرت): ما قدمت من الأعمال وما أخرت منها فلم تعمله.
خلاصة المعنى في الآية الاولي: ومن علامات هذا اليوم المهول-يوم القيامة-بعد تشقق السماء وتصدعها، وتساقط الكواكب وتفرقها وسيلان المياه عذبها ومالحها وتداخلها أو ذهاب ماؤها بالكلية، أن الحق سبحانه وتعالى يأمر الأرض أن تُخرج وتلفظ ما بداخلها من الأموات حتى يحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال.
وخلاصة المعنى في الآية الثانية: عند حصول هذه الأهوال الأربعة التي تقدمت في الآيات السابقة من علامات هذا اليوم المهول علمت كل نفس العلم التفصيلي عند انتشار صحائف الأعمال ما قدمت من خير أو شر، وما أخّرت من الأعمال بسبب التكاسل والإهمال، أما العلم الإجمالي فيحصل في أول زمن الحشر، لأن المطيع يرى آثار السعادة، والعاصي يرى آثار الشقاوة في أول الأمر.
مصراوي