قصة 5 أغاني لـ”وردة” : إحداها بأمر عبدالناصر .. وأخرى تسببت في خلافٍ مع نجاة
احتفل العالم العربي، أمس، بذكرى ميلاد الفنانة وردة التي أثرت الحياة الفنية والطرب العربي بالعديد من الأعمال، فقد غنت للفراق، للحب، للحنين، للأوقات التي تحلو بوجود الحب.
وردة التي غنت لكل شيء وُلدت في الجزائر، وعاشت في مصر، وأحبها كل الناطقين بالعربية.
في التقرير التالي، نرصد لكم 5 أغانٍ في حياة وردة:
أوقاتي بتحلو :
كُتبت هذه الأغنية للفنانة أم كلثوم، وأجريت عليها بروفات، وكانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة، سنة 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي.
بودعك:
في آخر أيام الملحن والشاعر بليغ حمدي، واجه اتهام بالقتل، واضطر للهرب خارج مصر، وفي تلك الفترة كان يعيش أسوأ أيام حياته متنقلا بين باريس وغيرها من الدول، حتى تدهورت حالته الصحية، فأرسل لوردة كلمات أغنية بودعك التي كتب مطلعها فقط وأكلمها الشاعر الغنائي منصور الشادي، وكانت آخر ما أهداه بليغ لعشقه الوحيد وردة.
وطني الأكبر:
أوبريت من تلحين الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وقد أمر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب أن يضيف لها مقطعا في أوبريت وطني الأكبر.
العيون السود
في عام 1972 اتفقت الفنانة نجاة مع الشاعر محمد حمزة على كتابة أغنية جديدة هي أغنية “العيون السود” وطلبت منه أن يكملها على أن يتولى الموسيقار بليغ حمدي تلحينها، وفى هذا العام توجه بليغ إلى الجزائر لتقديم لحن “من بعيد أدعوك يا أملى” الذي ستغنيه الفنانة وردة، في عيد استقلال الجزائر، وبعدها طلب بليغ من الفنانة وردة العودة إلى الغناء، ودعاها للرجوع مرة أخرى إلى مصر؟
وأمسك بورقة وقلم، وكتب «وعملت إيه فينا السنين فرقتنا لا، غيرتنا لا، ولا دوبت فينا الحنين السنين، وبحبك والله بحبك، أد العيون السود بحبك وانت عارف قد إيه كتيرة وجميلة العيون السود فى بلدنا يا حبيبى “، وأمسك بالعود ودندنها فأدمعت عيون وردة، وقالت له حلوة أوى يا بليغ كمل فقال أنا كنت كاتب دول بس، فردت لو كملتها هسمع كلامك وأرجع مصر أغنيها فأدمعت عيونه من الفرحة والكلام لا يزال على لسان حمزة، فقال كملها يا حمزة من فضلك، وأكملتها لتناسب الفنانة وردة، وقد كنت أعلم مدى حب بليغ لوردة فقد كانت الكلمات صادرة من القلب وليدة مشاعر صادقة.
وعادت وردة تغنيها في أول حفل لها بمصر بعد العودة في نهاية عام 1972 وحققت الأغنية انتشارا كبيرا، وقد أحب المخرج حلمي رفله أن يستغل نجاح هذه الأغنية فطلب من وردة أن تغنيها في أول أفلامها صوت الحب، ولكن الفنانة نجاة الصغيرة أقامت دعوى في المحاكم لإثبات حقها في أغنيه العيون السود وبالفعل كسبت القضية ومنعت وردة من غناء هذه الأغنية مرة أخرى في مصر، وحدثت قطيعة فنية كبيرة بين ألحان بليغ وصوت نجاة ، وبعدها بمدة تم التصالح بين بليغ ونجاة بعد مكالمة منها لبليغ بعد منتصف الليل، واتفقت معه على العودة مرة أخرى لألحانه، وأفرج عن الأغنية وغنتها الفنانة وردة في حفلاتها.
أيام
هي آخر أغنية غنتها وردة، وغنتها من كلمات منير بوعساف، وألحان بلال الزين، والتي تم تصويرها بعد وفاة وردة بطريقة الفيديو كليب، من خلال استخدام تقنية الرسوم، وبعض الجرافيكس والتي بدت وكأن وردة في الكليب، رحلت وردة وتركت لنا رسالتها الأخيرة “لكن يا خسارة الحياة تمرق ما فينا نردها، كنا رجعنا أحباب فرقناهم، كنا صالحنا أصحاب زعلناهم، كنا سامحنا ياللي جارحنا، كنا اللي مرة جرحنا رحنا نقله سامحنا”.
رحلت وردة وسيبقى شذاها.
مصراوي