استشارات و فتاوي

احترس .. 8 أخطاء يقع فيها الحجاج أثناء السعي بين الصفا والمروة

يعد السعي بين الصفا والمروة ركنًا من أركان الحج، كما قال الله تعالى: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (سورة البقرة: 158).

والسعي بين الصفا والمروة يكون سبعة أشواط يبدأ الساعي من الصفا ويختم بالمروة، «فإذا بدأ من الصفا ووصل إلى المروة فهذا يحسب مرة واحدة، وإذا رجع من المروة إلى الصفا فيكون مرتين، وإذا رجع من الصفا إلى المروة ثلاثة، وهكذا، حتى يكمل السبعة».

وثبت عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه «لَـمَّا دَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّفَا قَرَأ: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ”، أبْدَأ بِـمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ فَبَدأ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى البَيْتَ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ، وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ…، الحَديْثُ، وَفيهِ: فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا»، رواه مسلم.

ويسن للحاج أو المعتمر أن يطيل القيام على الصفا، ويستقبل الكعبة، فيكبر، ويدعو فيقول: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير».

وبعض الحجيج يرتكبون عدة أخطاء عن السعى بين الصفا والمروة ومنها: الخطأ الأوَّل: الاعتقاد أنَّ الوضوء لازمٌ للسَّعي كلزومه للطَّواف: والصواب: أنَّ الوضوء لا يلزم السَّعي، فيجوز السَّعي على غير وضوء؛ لأن السَّعي لم يكن بالمسجد الحرام، ولكنه ضُمَّ بعد ذلك؛ فدخل ضمن المسجد في هذه الأيام.

الخطأ الثَّاني: قراءة الحُجاج الآية: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ» [البقرة: 158]، وذلك كل شوط: والصواب: قراءتها مرَّةً واحدةً فقط عند الاقتراب من الصَّفا أوَّل مرَّة.

الخطأ الثَّالث: تخصيص كلِّ شوط بدعاء معين: والصواب: أنَّ الحاجَّ يدعو بما شاء من الأدعية، وليس هناك دعاءٌ مخصوصٌ لكلِّ شوطٍ من الأشواط، وينبغي ألاَّ يرفع صوته بالذِّكْر أثناء السَّعي، وهناك مَنْ يترك الأدعية الواردة أثناء صعوده وهبوطه ذهابًا وإيابًا، وهذا لا يُبْطِل السَّعي، ولكنه يُنْقِص الأجر.

الخطأ الرَّابع: الرَّمَل -الهرولة- بين الصَّفا والمروة في كلِّ المسافة: والصواب: أنَّ الهرولة بين الميلَيْن الأخضرَيْن فقط، وليس في كلِّ المسافة ما بين الصَّفا والمروة.

الخطأ الخامس: الرَّمَل بين العَلَمين في الأشواط الثلاثة الأولى كما يُفْعَل في الطَّواف: الصواب: أنَّ الرَّمَل بين العَلَمين يكون في الأشواط السبعة كلِّها، وهو سنَّةٌ في حقِّ الرجال دون النساء، مع أن حِكْمَة الرَّمَل سببها امرأةٌ؛ وهي هاجر- عليها السَّلام – ولكنه ليس بواجبٍ عليهم ولا مستحبٍّ.

الخطأ السَّادس: الاستمرار في السَّعي بين الصفا والمروة عند إقامة الصلاة، ظنًّا من بعض الحجَّاج أنه لا يجوز الفصل بين أشواط السَّعي: والصواب: ضرورة قَطْع السَّعي عند إقامة الصلاة، ومعاودة السَّعي بعد الانتهاء منها، ولا يضرُّ الفصل بين الأشواط بالصلاة.

الخطأ السَّابع: اعتبار الشوط الأول من الصَّفا إلى الصَّفا: والصواب: أنه من الصَّفا إلى المروة شوطٌ، ومن المروة إلى الصَّفا شوطٌ، وهكذا، ويقول الشَّوْكاني في “السيل الجرَّار”: “لو كان السَّعي من الصفا إلى المروة، ثم منها إلى الصفا شوطًا؛ لكان قد طاف الطَّائف بين الصَّفا والمروة أربعَ عشرة مرَّةٍ لا سبعًا فقط، والذي ثبت في “الصحيحَيْن عن ابن عمر – رضي الله عنهما -: أنه – صلَّى الله عليه وسلَّم – طاف بين الصفا والمروة سبعًا”.

الخطأ الثَّامن: صعود المرأة الصَّفا ومزاحمة الرِّجال: قال ابن مُفْلِح – كما في “البدع” -: “والمرأة لا تَرْقى الصَّفا؛ لئلا تزاحم الرِّجال، ولأنه أَسْتَرُ لها”.

صدى البلد