عالمية

عمران خان: بطل كريكت قد يحكم باكستان

توجه ملايين الباكستانيين اليوم إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية. وبرز خلال هذه الحملة اسم عمران خان، وهو بطل عالمي سابق في لعبة الكريكت وزعيم حزب حركة إنصاف المعارضة الذي وعد ببناء “باكستان جديدة” خلال حملته الانتخابية.

بماذا وعد؟
في خطاب موجه لمؤيديه وأنصاره في مدينة لاهور، وعد خان أنصاره بأنه سيبني باكستان جديدة حيث سيخضع جميع المواطنين للمساءلة القانونية بغض النظر عن خلفياتهم إذا فاز حزبه بالانتخابات.

وقال أيضا إنه يريد تحسين قطاع التعليم والرعاية الصحية فضلاً عن تعزيز نظام جمع الضرائب والحد من الفساد في البلاد.

من هو؟
ولد عمران أحمد خان نيازي عام 1952 في مدينة لاهور، وكان نجم الكريكت الذي قاد فريق بلاده إلى الفوز بكأس العالم عام 1992، وتوج بطلاً واحتفل به الباكستانيون داخل البلاد وخارجها.

أسس حزب حركة إنصاف عام 1996 بهدف القضاء على الفساد وكان حزبه قد فاز في انتخابات عام 2013 بالمركز الثالث.

تزوج من جميما خان البريطانية عام 1995أثناء تواجده في بريطانيا، وانفصلا عام 2004 ولهما طفلان.

وتزوج عام 2015، من رهام خان، وهي صحفية ومقدمة النشرة الجوية في بي بي سي، لكنه طلقها برسالة نصية من هاتفه المحمول بعد 10 أشهر فقط.

وفي فبراير/شباط من العام الحالي، تزوج من بشرى مانيكا التي كانت مرشدته الروحية على الطريقة الصوفية، وهي متدينة وأم لخمسة أطفال.

وكان قد اعترف خان لصحيفة ” ميرر” أنه لم يرَ وجه زوجته الأخيرة إلى أن تم عقد الزواج.

فرص الفوز
يشغل أعضاء حزبه حالياً 32 مقعداً في البرلمان، مقابل 186 مقعداً للحزب الحاكم ( الرابطة الإسلامية)، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية حزب خان في ارتفاع.

وجعل خان محاربة الفساد هدفاً رئيسياً لحزبه، وقال لـ بي بي سي: ” الطريقة التي ستسير بها باكستان إلى الأمام هي عبر محاربة الفساد، وأعتقد أن الحملة الانتخابية ستدفع بالعديدين للتصويت لصالح حزبنا”.

وزعم أنصار شريف أن المؤسسة العسكرية، أبعدته لأنه اختلف معها حول عدة قضايا أساسية، مثل علاقة البلاد بالهند، لكن جنرالا في الجيش وعمران خان نفيا ذلك.

وقال خان:” إن قائد الجيش الحالي، الجنرال جين باجوا، هو على الأرجح من أكثر الناس تأييدا للديمقراطية على الإطلاق”. وأضاف:”لا نشعر بالقلق بشأن دور الجيش في المجتمع الباكستاني”.

مهادنة
واجه عمران خان اتهامات بالتساهل مع التطرف الإسلامي، وفي مرحلة من المراحل أطلق عليه لقب “طالبان خان”. لكنه رفض بشدة تلك المزاعم موضحاُ بأنه دعا فقط لمحادثات السلام مع الجماعات المتمردة كطريقة لحل الصراع في باكستان.

وكانت بي بي سي سألته فيما ستكون باكستان “ليبرالية” أ/ لا، في حال فوز حزبه بالانتخابات. فأجاب بالرفض وعلق:” بأن قضية باكستان لا علاقة لها بالليبرالية أو الأصولية، بل هي قضية حكم.” وتابع:” “لدينا 25 مليون طفل خارج المدرسة، ولدينا أعلى معدل لوفيات الأطفال في العالم، لكن هذا هو الغرب، ينظر إلى باكستان على أنها قضية ليبرالية وأصولية”.

وقال خان أن كافة المجتمعات فيها ليبراليون وأصوليون، وهذه ليست قضيتنا الأساسية في باكستان.

وحول القضايا الدولية، نفى خان كأي سياسي باكستاني مزاعم الولايات المتحدة بأن البلاد توفر “ملاذات آمنة” لحركة طالبان الأفغانية وحلفائها.

وفي مسيرة في لاهور، أثناء الحملة الانتخابية، أعلن سياسي بارز من حزب خان بأن “أي شخص يوالي الولايات المتحدة فهو خائن”.

وقال خان لبي بي سي: ” سياسة الولايات المتحدة هي الأسوأ تجاه أفغانستان، فقد حاولت طوال 16 عامأ حل المسألة عسكريا، لكنها فشلت، فأين الملاذات الآمنة؟ يجب ألا ينسوا أن 70 ألف باكستاني قتلوا في الحرب ضد الولايات المتحدة”.

وقال خان لبي بي سي إن معارضيه في الانتخابات سيفشلون “بسبب سجلّهم الحافل بالفساد عندما كانوا في السلطة. وستكون الانتخابات عادلة ونزيهة، وهو الأمر الذي يقلق معارضيه بعد ارتفاع شعبية حزبه في الآونة الأخيرة”.

ويزعم أنصار حزب الرابطة الإسلامية، جناح نواز شريف، الذي كان في السلطة في السنوات الخمس الماضية، أن الجيش سيفرز الأصوات بطريقة تضمن فوز حزب حركة إنصاف الذي يتزعمه خان. لكن ينفي الجيش الباكستاني تدخله في الشؤون السياسية.

وينظر العديد من الناخبين إلى خان باعتباره مرشح “التغيير”. على عكس منافسيه، فهو لا ينحدر من سلالة سياسية ولم يكن حزبه قط في السلطة.

ووُجهت له انتقادات بسبب قبوله في حزبه من يطلق عليهم اسم “المنتَخَبون”، وهم ساسة يتنقلون بين الأحزاب والأطراف المتنافسة، والذين يفوزن عادة في الانتخابات بسبب ثرائهم وثرواتهم القادرة على جذب عدد كبير من الناخبين بغض النظر عن موقفهم.

وقد دافع خان عن ذلك بقوله:” إن هؤلاء يعرفون فن خوض الانتخابات”، وأكد على أنهم لن يؤثروا على موقف حزبه الأيديولوجي.

ولم يستبعد خان تشكيل حكومة ائتلافية إذا لم يفز أي حزب بالأغلبية. لكنه استبعد التحالف مع الحزبين الكبيرين في البلاد، الرابطة الإسلامية، جناح شريف وحزب الشعب الباكستاني بقيادة بلاوال بوتو زرداري ووالده آصف زرداري. وقال:” إذا تحالفنا معهم فسيفسد الهدف بالكامل من وصولنا إلى السلطة” .

بي بي سي عربية