بلاغ (أول) إلى لجنة تحقيقات الفساد !!
* تصر وزارة الصحة بولاية الخرطوم (لسبب غير معروف) على منح إمتياز صيانة بعض الأجهزة الحساسة بمستشفى الذرة بالخرطوم، لشركة تدعى (بايولاين) ليس لها خبرة أو تاريخ معروف فى صيانة المعدات الطبية، وكانت قد فشلت قبل عامين (يوليو 2016 ) فى صيانة نفس الأجهزة التى منحت إمتياز صيانتها مؤخرا، مما تسبب فى توقف الأجهزة عن العمل وتكدس آلاف المرضى وتأخرهم فى العلاج ومعاناتهم الشديدة !!
* كتبت فى الأول من يونيو، 2018 مقالا تحت عنوان (حدث فى مستشفى الذرة) تناولت فيه منح الشركة المذكورة إمتياز توريد اسبيرات وصيانة جهازى علاج إشعاعى من أهم أجهزة العلاج بالمستشفى مقابل (10 مليار ج)، ولكنها فشلت فى المهمة التى أوكلت إليها (بالتخصيص) وظلت الأجهزة معطلة منذ يوليو 2016 حتى هذه اللحظة، وكانت النية تتجه لمنح الشركة نفس الإمتياز (عبر مناقصة مفبركة) هذا العام، ولكنها أُلغيت فى آخر لحظة بعد نصيحة من إحدى الجهات بأن رائحة الفساد بدأت تنتشر ومن الأفضل التريث بعض الوقت، فألغيت المناقصة قبل أن تفتح مرة أخرى، أو مرتين بالأحرى فى وقت وجيز جدا، وجاءت المفاجأة أن العطاء رسا مرة أخرى على الشركة الفاشلة، التى ستحصل هذه المرة على (20 مليار ج) بدلا عن (10 مليار) لتوريد الاسبيرات وصيانة الجهازين اللذين فشلت فى صيانتهما قبل عامين، وكان من ضمن أسباب الفشل إستيراد قطع إسبيرات منتهية الصلاحية من شركة سمسرة تركية تدعى (أُونكوكت) تقوم بشراء الأجهزة الخردة بأبخس الأثمان، وتدخل عليها بعض التحسينات الشكلية ثم تعيد بيعها للصوص والسذج بأسعار باهظة .. كانت هذه الشركة التركية هى الصيد الثمين الذى وقعت عليه (بايولاين) لتشترى منها قطع الغيار الخربة، وعندما قامت بتركيبها رفضت الأجهزة العمل، وظلت معطلة منذ ذلك الوقت !!
* توقع الجميع بعد إكتشاف تلاعب (بايولاين) وإستيرادها لقطع غيار خردة، أن تُعاقب على جريمتها الفادحة التى تسببت فى تكدس المرضى وتأخر العلاج واهدار المال العام فى وقت تعيش فيه البلاد ازمة مالية طاحنة، وتيقنوا من ذلك عندما أرسل مدير المستشفى نيابة عن لجنة فرز العطاء بالمستشفى خطابا لـ(بايولاين) جاءت صيغته كالتالى:
السادة شركة بايولاين،
الموضوع: إعادة تأهيل جهازى المعجل الخطى
بالإشارة الى الموضوع أعلاه، نتقدم لكم بوافر الشكر والامتنان لاثرائكم روح المنافسة فيما يخص عطاء تأهيل وصيانة جهازى المعجل الخطى، ورأت اللجنة أن عرضكم غير مطابق للمواصفات الفنية، وعليه قررت اعادة طرح العطاء.
خاطر يوسف عبدالله
المدير العام لمستشفى الخرطوم للأورام
(التوقيع والختم)
* كل من قرأ هذا الخطاب وصل الى حقيقة قاطعة لا يتسرب إليها الشك بأن (بايولاين) لم يعد لها وسيلة للمنافسة على الجولة الثالثة للعطاء، دعك من الفوز بها، ولكن هيهات، فلقد كان لها من (الوسائل) ما كان، مما جعلها تفوز بالعطاء وتمد لسانها ساخرة لإدارة المستشفى، بل وتقصى شركة تتبع لجهاز الأمن من المنافسة، مع أن الكل يعرف أن الشركات التابعة لجهاز الأمن تفوز بكل العطاءات التى تنافس عليها فى أجهزة الدولة المختلفة، ولكنها فشلت فى مواجهة (بايولاين) الفاشلة التى أقصتها من المنافسة على عطاء مستشفى الذرة وفازت بعطاء صيانة أجهزة، كانت قد فشلت فى صيانتها من قبل ذلك، وخالفت القانون بإستيراد وإستخدام قطع غيار مستخدمة على أنها جديدة، مما تسبب فى توقفها منذ عامين، وبدلا عن معاقبتها، كوفئت بالحصول على العطاء الجديد، وبقيمة مضاعفة تبلغ (20 مليار ج) .. ويقولون لك الفساد ومحاربة الفساد .. !!
* هذا بلاغ (أول) للجنة التحقيقات فى قضايا الفساد التى أُحتفل بافتتاح مقرها أول أمس، ولنرى ماذا ستفعل لو كانت جادة فى محاربة الفساد !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
اتصل علي الرقم المجاني وجهز مستنداتك الدليل علي كلامك؟؟