زهير السراج

نظرية (كراع الخروف) !!


* بعد توصية مجلس شورى الوطنى بترشيح البشير لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى عام 2020، تحولت الحرب على الفساد من حرب على (القطط السمان) الذين يقبضون بالمليارات فى الهبرة الواحدة، الى حرب على صغار التجار والسماسرة بالسوق الذين يكسبون رزق اليوم باليوم، باعتبارهم سبب الغلاء الذى تشهده البلاد .. !!

* حسب نظرية البشير التى افصح عنها فى اجتماع المجلس بعد الحصول على الترشيح، بأن ارتفاع الدولار ليس حجة لارتفاع قفة الملاح التى لا تأتى من الخارج، “وروني حاجه فى قفة الملاح بتجي من بره، وأي حاجه يقولوا الدولار تسبب في ارتفاعها”!!

* فى رأيه، أن الذى يتسبب فى ارتفاع الأسعار هم السماسرة والطفيليون الذين يمتلئ بهم السوق، موجها الولاة والمعتمدين بضبط الأسواق : “السوق مليان بالسماسرة والطفيليين، ولا بد من حسمهم، وربط المنتج بالمستهلك حتى يراعي حقوقه، وتُوصل السلع بسعر مناسب”، واعداً بزوال الغلاء: “الغلا البشكو منو أهلنا انشاء الله الى زوال وشغالين”، موجها اجتماعات جلسة الانعقاد السادسة للوطني، بقيادة نفير ومبادرات اجتماعية لتخفيف أعباء المعيشة، كما طالب الشعب بالصبر لان البلاد أمام امتحان وابتلاء!!

* قفة الملاح ليس لها علاقة بارتفاع سعر الدولار(هو فى حد بيفهم أحسن من الحكومة؟) .. التقاوى والسماد والجازولين والمبيدات البيزرعوا بيها بتجى من وين ولا الخضروات دى بتجى من الهوا، والناس البيزرعوا ديل ما بيشتروا حاجات لى رقبتهم بيأثر عليها ارتفاع سعر الدولار وانخفاض سعر الجنيه، وقفة الملح دى خضروات بس؟، ما فيها لحمة ورغيف، وزيت، وغاز وفحم وترحيل دى كلها وين، وبهايم اللحمة البتجى من الصعيد بتكلف كم ترحيل ودوا وامصال وعلايق، ده غير الأتاوات والرسوم المتلتلة .. سيبك يا ريس من الحاجات دى ما تشغل بيها نفسك، إنت وراك انتخابات وحملات انتخابة وعرضات كتيرة، خللى الحاجات دى للخبرا الاقتصاديين بتاعينك !!

* أحدهم وهو نائب رئيس المؤتمر الوطنى فى الخرطوم (محمد حاتم سليمان)، ما أن سمعك تطالب بتخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين حتى هب من غفوته، واستجمع كل تفكيره، وخرج على الناس بأحدث النظريات فى علم الاقتصاد الحديث ضمن حملة لحزبكم العظيم تحت شعار (أشعريون) تتضمن عشرين مبادرة اقتصادية لتخفيف أعباء المعيشة ــ وما عارف والله الدَخَّل الدِين والمعتزلة والسلفية وأبو الحسن الأشعرى فى الخرفان شنو !!

* هذه النظرية، سيدى، هى (كراع الخروف) ــ ولكى أكون منصفا فالرجل أسماها (ذراع خروف) من منطلق التمسك بلغة القرآن الكريم واللغة العربية السمحة، ولكننى رأيت أن (كراع) أفضل لأنها السائدة وسط الناس، كما أنها أخف فى النطق وأسهل فى الفهم، وتتلخص فى (إعادة) توزيع (ذراع خروف) بأرض المعارض ببرى فى اليومين القادمين على الفقراء (ثم تترى بعد ذلك المبادرات لعبور التحدي الاقتصادي بعزيمة أهل السودان وتكافل مجتمع الخرطوم) ــ أو كما قال، جزاه الله خيرا وجعل كراع خروفه فى ميزان حسناته يوم القيامة، بإذن الله ـ حد فاهم إعادة توزيع دى شنو؟!

* هكذا سيبدأ الأشعريون حملتهم لعبور التحدى الاقتصادى والنهوض بالمجتمع السودانى الحديث إنطلاقا من إعادة توزيع (كراع خروف) ثم (تترى المبادرات لعبور التحديات) .. بس ان شاء الله ما تصل لمرحلة إعادة تدوير كراع كلب .. والله أكبر والعزة للسودان !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. كلمة كراع كلمة عربية فصحى و تحمل نفس المعنى :

    بَابُ مَنْ أَجَابَ إِلَى كُرَاعٍ
    5178 – حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ.

  2. يجب أن نصفق لخطابات الحكام حتى لو لم نفهم منها حرفاً واحداً أو حتى لو كان يصدر أحكاماً بإعدام جميع أفراد شعبه الكريم نفر نفر ، حيث أن هذه الخطابات تعتبر نبراساً يضيء لنا الطريق حتى لو لم تكن هناك مثقال ذرة من الكهرباء ، وهي اللآليء المنثورة في الأحاديث المنشورة . وبناءً عليه فإن التفسير العلمي الصحيح لقفة الملاح التي وردت في خطاب ليلة الشورى في عام الرمادة مقصود بها القفة الفاضية فهي فعلاً ليست لها علاقة بالدولار فهي مصنوعة من مواد محلية قبل إكتشاف أمريكا . أما عبقريتو الذي يريد أن يعالج الآزمة الاقتصادية الطاحنة التي تطحن العباد بضربة ذراع فنقول له (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ).