تحقيقات وتقارير

الطلاب الأجانب بالجامعات السودانية .. علامة إستفهام


بابتسامةٍ هادئة وصوتٍ خافت ونظرةٍ بعيدة في محاولة لاجترار ذكرياتها مع الطلاب الأجانب الذين التقتهم خلال الدراسة بجامعة إفريقيا العالمية تقول تقوى في حديثها لـ(السوداني) أمس الجامعة بها قرابة الـ(85) جنسية عندما تقام الأنشطة والمعارض بالجامعة من الصعب أن تميز السوداني من غيره، يُظهر الأجانب انبهارهم بالعادات واللبس البلدي والثقافة السودانية، وأن أحد السوريين كان يتحدث باللهجة السودانية بحيثُ يصعب الجزم بأنهُ ليس سودانيًا، مشيرةً إلى أن الأجانب اتفقوا جميعًا من خلال لقاءاتهم بالسودانيين بأنهم يتصفون بالطيبة كما لم تواجههم أيّ صعوبة بالإندماج مع المجتمع وأن الصعوبة الوحيدة التي واجهتهم هي طريقة الحياة بالسودان.

لم يكن هذا الرأي حصرًا على تقوى الطالبة السودانية بل أن شذى المصرية التي درست السنة الأولى بالجامعة ثم انتقلت لمصر لم ينقطع تواصلها مع زميلاتها بالسودان وتقول: عدت إلى وطني وصادقت كثيرات لكني لم أرْ مثل طيبة السودانيات وتداخلهن وتعاملهن فيما بينهن.

وفيما يتعلق برعاية الطلاب الوافدين وما يتصل بقضاياهم ووجودهم بالجامعات السودانية يشير الأمين العام لمنظمة رعاية الطلاب الوافدين مهندس مصعب محمد عثمان في حديثه لـ(السوداني) أمس إلى أن عدد الطلاب المنضوين تحت رعاية المنظمة أكثر من 50 ألف طالب وافد بالسودان وتشكل الصومال أكبر جالية طلابية تليها اليمن مشيرًا إلى أن أكثر من 49 دولة يدرس طلابها بالسودان وأن رعاية الطلاب الوافدين تندرج في عدة مستويات، المنح المطروحة التي يُقدم لها الطلاب حيثُ يتم الحصر وإرفاق المستندات للوزارة، ومن ثم تتولى الوزارة عملية قبولهم وتوزيعهم بالجامعات وفق استيفائهم للشروط، وأن الرقم الذي يخرج من الوزارة ثابت سنويًا مع نسبة القبول الكلية، لافتًا إلى رعايتهم أيضًا في المستوى الأكاديمي، المنشطي، والخدمات موضحًا تولي المنظمة ذلك، إلى جانب الأوضاع الهجرية التي تأخذ فيها المنظمة دورًا كبيرًا مع الشرطة وإدارة شؤون الأجانب فيما يتعلق بالإقامة واستخراج الأوراق الثبوتية، لافتًاً إلى أن إدارة الطلاب تتم عبر أمانات داخل المنظمة واتحادات خاصة بدولهم.

جنسيات متعددة

من جانبه يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة إفريقيا محمد خليفة صديق في حديثه لـ(السوداني) أمس إلى أن جامعة إفريقيا العالمية تضم أكثر من80 جنسية لافتًاً إلى أن اسمها إفريقيا كان “المركز الإسلامي في إفريقيا” وهي تهتم بالتعليم العالي بإفريقيا وعقب تغيير اسمها وتوسعها من ناحية الكليات وعدد الطلاب فإنها تضم جنسيات من كل القارات وليست حكرًا على إفريقيا وأن هناك وجوداً كبيراً من دول آسيا كالصين، أندونيسيا، تايلاند، فلبين وميانمار إلى جانب وجود من الدول الأوروبية وأمريكا الجنوبية. وأضاف: هناك اتفاقيات مع عدد من المؤسسات كما يحدث تبادل للطلاب.
وحول أيّ الجنسيات تمثل الوجود الأكبر بالجامعة يشير خليفة إلى أن الصومال ذات حضور كبير وتليها تشاد واليمن، كما أن عدد المصريين لا يقل عن 100 طالب، فيما يندر وجود طلاب من شمال ووسط إفريقيا.

إيجابيات وسلبيات

تتعامل المنظمة وفقًاً لحديث مصعب مع عدد من الجهات الوقفية إلى جانب الاتفاقيات مع الجامعات ذات الثقل من الطلاب الوافدين، وفيما يتعلق بالجانب الأمني فتتعاون المنظمة مع الجهات المختصة وتشكل مرجعية لها، وينفي مصعب وجود جرائم بعينها فيما يتعلق بالطلاب الأجانب مستثنيًا حالات معينة لافتًاً إلى أنها ليست بالجرائم المهددة، معتبرًا أن الإيجابيات كثيرة وأن الطلاب يمثلون دبلوماسية شعبية مرنة وطبقات متعددة ومميزة، وأضاف: لا توجد سلبيات، فقط تحديات تتعلق بعدم توفيق الأوضاع من حيثُ الإقامات والأوراق الثبوتية.

في الوقت الذي يمضي فيه البعض للجزم بأن للوجود الأجنبي بشكل عام وبشكل خاص بالجامعات سلبيات سواء على الصعيد الاجتماعي، الديني، والفكري، إلا أن خليفة يرى أن تعلم الطلاب الأجانب للغة العربية أحد الإيجابيات وأنهم يتوزعون بين كليات الطب والهندسة والدراسات الإسلامية لافتًا إلى أن معظم الطلاب الذين يحملون الجنسيات الآسيوية يميلون للتخصص في اللغة والشريعة، موضحًا بذات الوقت أنهم يتأثرون بالمجتمع السوداني أكثر من تأثيرهم عليه وأن أحد الأسباب التي تعزز ذلك هي القوافل الدعوية التي تنشط بها الجامعة لمدة ثلاثة أسابيع تقتضي من جميع الطلاب دخول المدارس والمساجد.

وفيما تزخر القارة السمراء في كثير من دولها بالجماعات الموصوفة بالمتطرفة مما قد يشكل وجود طلابها بؤرةً لنقل أفكارها يذهب خليفة في حديثه لـ(السوداني) إلى ظهور اثنين في وقتٍ سابق كانا متأثرين بأفكار بوكو حرام.. نافيًا وجود تأثير لهما في الجامعة لجهة أن أحدهما كان متخفيًا ولم يكن من الطلاب، وكان يتقرب من أفراد جنسيته، وأضاف: هذه أشياء محدودة ولا توجد أفكار منحرفة ولا وجود للظواهر السالبة بالجامعة ولم يتورط أيّ منهم بنشاطٍ هدام.

الخرطوم: إيمان كمال الدين
صحيفة السوداني.