زوال الهيبة .. الحلول الوهم!!
من يقرأ التاريخ ويتبين قصصه يكتشف أن كثيراً من الممالك وأنظمة الحكم الراسخة بدأت رحلة سقوطها بزوال )الهيبة(، والأمثلة على ذلك كثيرة من تواريخ قديمة كالعباسيين والأمويين وأنظمة عربية أخرى في التاريخ الحديث أطاح بها ما سمي بالربيع العربي، هذه الهيبة التي هي الحصانة والسياج لأجهزة الدولة والقائمين عليها ومتى ما زالت بدأ كل شيء في الهبوط، والآن للأسف بدأت رحلة هبوط الهيبة لبعض المؤسسات المهمة التي هي ركيزة من ركائز الحكم الراشد، ومنها البرلمان الذي للأسف فقد ثقله وثقة المواطن فيه بسبب تصريحات كثير من نوابه وهي تصريحات غير مسؤولة ومستفزة وغير مواكبة لأزمات الناس وقضاياهم الحقيقية، وكدي فسروا لي يعني شنو معنى حديث نائب برلماني كان في يوم يقود اقتصاد البلد وزيراً له، ينصح المواطنين بأكل الذرة كسرة وعصيدة بدلاً عن الخبز كما فعل “علي محمود” رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، في ذمتك فرقك شنو من “ماري أنطوانيت” التي طالبت شعبها بأن يأكلوا الجاتوه حينما لم يجد رغيف العيش وشوال العيش تمنه أكثر من ثمانمائة جنيه، من أين لأسرة متوسطة العدد به إن أصبح طعامها التلاتة وجبات، بعدين كدي النسألك في ذمتك الكسرة والعصيدة دي بياكلوها بالموية واللا فعلاً عايزم يأكلوها بالموية!!.. وسعر كيلو الطماطم مائة جنيه والويكة ملوتها بأكثر من ستين جنيهاً، يا سيدي أنت نائب برلماني مؤكد لشعب غير الشعب السوداني، وإلا كنت عارف أن صحن العصيدة المستهونو ده يكلف مائه جنيه، يعني في تلاتة وجبات تلاتماية جنيه يعني في شهر تسعه آلاف جنيه، يا حضرة وزير المالية الأسبق لتؤكد مثل هذه الأحاديث أن شعب السودان ما عنده وجيع إن كانت هذه نظرة وتفكير من يفترض أنهم مدافعون عن حقوقه وقضاياه وراسمون لسياساته الاقتصادية ولن أجد دليلاً دامغاً على زوال هيبة البرلمان أكثر من حديث النائبة “حياة آدم” التي قالت إن البرلمان نائم وشبعان نوم، وهل ينوم جائع يا سيدتي، الناس دي شبعانة حد التخمة وحق لها أن تنوم ملء جفونها، وواصلت السيدة “حياة” حديثها قائلة إن البرلمانات المحترمة تنعقد حتى في الإجازات لحل قضايا مواطنيها، واعترفت النائبة بأنهم مقصرون، والاعتراف سيد الموقف وسيأتي اليوم الذي يحاسبون فيه جميعاً، والحساب ولد لتلخص بذلك الكارثة الحقيقية التي يعيشها المواطن السوداني المصدوم في مثل هذه المؤسسات الكبيرة التي يفترض أن تنحاز له حقاً وعدلاً، وخلوني أقول إن زوال هيبة الحكومة وتعرضها للتهكم والسخرية تجلبه عليها أفكار سطحية وليس فيها قدر من الجدية، وما هي إلا محاولات لخلق فرقعات إعلامية لا يستفيد منها المجتمع بشكل حقيقي كمبادرة “أشعريون” الأخيرة التي لخصت معاناة المواطن السوداني وتفاصيل حرمانه في كراع خروف هي وحدها ستدخل السعادة والفرح للبيوت التي دخلها الهم والغم وعسر الحال.
الدايرة أقوله إن مؤشرات هذه الأزمات المتلاحقة ووقوف المسؤولين عن الأمر موقف المتفرج يهدد بكارثة حقيقية، والغبن الاجتماعي والعوز تمكن من الناس بشكل مخيف والمسؤولون ما جايبين خبر لتكون حلولهم المطروحة هي حلول رخوة وهشة زي حكاية العصيدة وكراع الخروف والله غالب.
{كلمة عزيزة
أعجبني جداً جداً ما خطه قلم الكاتب الكبير الأستاذ “محمد حامد جمعة” عن غياب التوثيق لملحمة إعادة ضخ نفط الجنوب في ظروف أقل ما يقال عنه إنها استثنائية، لا يقوى على الصمود فيها إلا أبناء السودان صناع المعجزات قاهرو المستحيل، لكن يا أخي من يسمع ومن يعي وكثير من القنوات والأجهزة الإعلامية يقودها أفندية لا قدرة لهم على الابتكار أو التجديد أو وضع بصمة يحفظها التاريخ، هؤلاء لا يجيدون إلا إرسال الكاميرات للمؤتمرات المحنطة التي وكما قال “جمعة” فيها الخيل تجقلب والشكر لـ”حماد”.
{كلمة أعز
)غداً( نكتب عن برامج العيد في الفضائيات وروتانا سينما مش ح تقدر تغمض عينيك
بقلم: ام وضاح
تسلم البطن الجابتك با أم وضاح……هذه الحلول المستفزة التي يقدمها بعض تنابلة النظام إنما تدل على استهانة مقرفة وسمجة بالشعب…إذا حلت مسألة الخبر المقترحة من قبل ذلك البرلماني بالعصيدة فبماذا يقترحون أن تحل أزمة المواصلات….بالعودة لاستخدام الحمير …..وبماذا تحل أزمة غاز الطبخ؟ بالعودة إلى استخدام روث البهائم …..وقس على ذلك…..تخيلي أن السودان تبرع (أيوا تبرع) لجمهورية الهند في أوائل السبعينات بحمولة سفينة من القمح كإغاثة لدرء المجاعة التي ضربت الهند في تلك السنوات….اليوم الهند تطالبنا بتسديد قروض لها علينا لا نعلم أين ذعبت وفيما استخدمت…وبلغ بنا الحال أن نستجديها لجولة تلك الديون…..يبدو أن موضوع القرض الهندي الضائع في أضابير وزارة الصناعة هو أمر صحيح…..