رأي ومقالات

دخل المهدي على نميري ولم يسأله دم عمه ودخل قرنق على البشير ولم يتعمر وجه الاخير او مسدسه لان شقيقه (عثمان) شهيد

لا اعرف الوزير احمد محمد عثمان كرار ؛ ولم يحدث ان تقابلنا او تحادثنا لكن القرار الشجاع الذي إتخذه بقبول منصب وزير الدولة بالضمان الإجتماعي قرار ونظرا لحساسية الاوضاع المحيطة بسيرته وكونه نجل احد الضباط الذين اعدموا في إنقلاب ضد الحكومة والنظام الذي ادى له الابن القسم وزيرا فان اتخاذ قرار تحت هذا الضغط ينم عن شجاعة عاتية وروح تجاوزت الغبائن بسبق تاريخي ؛ ولست من هنا انصار لوثة الشتم والسباب التي نصبت للرجل من وكلاء الضمائر واوصياء المواقف والذين كان العميد محمد عثمان كرار قد دفع فاتورة قناعاته موتا وابنه قطعا ناله جزء من التكاليف تيتما ومعاناة وربما ملاحقة فما الذي صنعه الثوار على الوزير ؟! حدث الإنقلاب كان في العام 1990 ؛ منذ ذاك التاريخ (سويتو شنو ) ! الم تكن لكم ارواح تبذل ومهج ودماء تسيل ! كم منكم تفقد مفقود او سجين ؛ كم سلك مسلك (كرار ) طالما ان النظام ظالم وطاغ ؛ الإجابة قلة وربما اقل من القلة ؛ من منكم تجرع عذابات الحزن واليتم والتصنيف وكم فيكم لزم زي والده المرسوم على جدارية او منحوت في دواخل ذاكرة ابن ؟ الإجابة قلة مقابل اغلبية احترفت نصب سرداقات المحاكم (مش معقول ) (انهم خونة اغلبية مثل من تحتفي بقصة مارش (جيبو لي شلايتو من دار قمر ) وما كانوا تحت سنان (جقود) وهو يشد عزم الحديد على (ود الشريف) حتى طارت (ملفحته) في (دار قمر) بدارفور ففر لا يلوي على شئ بما في ذلك قصف ذم الحكامة التي التقط رجزها عسكري جيش وحول الحدث الى (مارش) يتدراسه كتاب النوتة ويهز تحته الكل سواعدهم ؛ الوزير (احمد) لم يخالف سنن الحياة فقد دخل المهدي على نميري في بورت سودان ولم يسأله دم عمه ودخل قرنق على البشير ولم يتعمر وجه الاخير او مسدسه لان شقيقه (عثمان) شهيد ومثل هذا فعل العشرات ممن بينهم دماء وارواح هلكت ؛ فلا تزايدوا على (كرار) الابن بمثل هذه الهتافيات الكسولة هو اليوم ابن كل السودانيين ووزير باسمهم وعليهم واظن ان تعيننه كذلك رد إعتبار مقدر لوالده ولكل رفاقه ومثله غدا قد يأت غيره فمرحبا به وبهم واما ما لا يعجبه هذا فليري المواقف من نفسه افضل من لزوم وظيفة (التعفين) للناس والمواقف بابخرة خلوف الصوم عن المكرمات انتظار للإفطار على إدامة الثآرات والاحن والخصومات ؛ مبارك على الوزير الجديد منصبه وامانته وليرنا بما يليق بابن (الشاهين) وليمش على مهامه مرفوع الرأس والهامة فما اتى عيبا او دنس مقدسا.

وادى ظهر الأربعاء وامام رئيس الجمهورية السيداحمد محمد عثمان حامد كرار وزيرا بالدولة للرعاية والضمان الإجتماعي عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل (مولانا محمد عثمان الميرغني) وذلك ضمن تشكيل للوزراء الجدد شمل وزير دولة للإعلام (مامون حسن ) عن المؤتمر الوطني و(منى فاروق ) عن الحزب الاتحادي المسجل (جناح احمد بلال) ؛ الوزير الجديد الذي سيكون تحت مجاهر الفحص الصحفي والاسفيري سيكون الوزير (كرار ) وهو نجل اللواء طيار محمد عثمان كرار الحاكم الاسبق للاقليم الشرقي والذي لا يزال اسمه وصورته في مقر رئاسة الحكومة بكسلا ضمن قائمة الشرف للحكام السابقين كما انه وكما هو معلوم كان من ضمن الضباط الذين اعدموا عقب محاولة انقلابية اجهضت في العام 1990 فيما عرف بإنقلاب رمضان و(حركة الخلاص )؛ الوزير الجديد احمد كرار نشط ضمن صفوف الحزب الاتحادي الاصل وكان مرشح الحزب لدائرة الدامر الشرقية القومية رقم (4) بولاية نهر النيل. التي ش الدائرة مدينة الدامر و قطاع الاتبراوي شرق و غرب (نهر عطبرة) و سيدون في انتخابات العام 2010 حيث فاز بالدائرة الدكتور قطبي الوطني عن المؤتمر الوطني مما يعني ان (كرار ) انخرط باكرا في العمل السياسي في حقبة الإنقاذ حتى ارتقى اليوم بترشيح حزبه لمقعد الوزارة . واظن كذلك فوق هذا ان ما حدث قدر من التسامح الوطني السوداني المثالي الذي اتمنى الا يفسده من سيجعلون الوزير (كرار) طلب رماحهم اذ لن يكونوا احق بالتسامح من حق ابن لوالد

بقلم
محمد حامد جمعة