الخريف غلطان!!
ليس منطقياً ولا معقولاً ولا مقبولاً أن تظل الخرطوم العاصمة السودانية الأكثر عراقة بين العواصم الأفريقية والأعلى نسباً وشرفاً بين مثيلاتها العربيات، ليس معقولاً أن تظل رهينة لمزاج الخريف كل عام وكل أسبوع وكل يومين تلاتة، فإما أن تقرر السماء أن تصبح الخرطوم على صحو وصفاء فيذهب الناس إلى أعمالهم وتدور الحياة دورتها، وإما أن تقرر أن ترعد وتبرق وتنزل ما في جوفها مطراً مدراراً وعندها تتوقف المدينة عن الحركة ويتعكر مزاج ساكنيها وتتعطل مشاغل الناس وأعمالهم، وليس منطقياً أن نلوم السماء على هذا الخير الذي تحول بفعل البشر إلى شر، والنعمة التي تحولت إلى نقمة، الملامة هنا على حكومتنا التي للأسف أكدت فشلها كل مرة في قراءة دفتر الحال والأحوال لهذا الفصل الذي لم يخلف ميعاده ولم يتأخر عن دوامه.
وخلوني أسأل حكومة الخرطوم تحديداً إن كانت تملك إجابة، عن السبب الذي يجعلها تتهاون في الاستعداد للخريف مبكراً، بل تتهاون وتتفرج حتى على المعالجات الطارئة التي تكتشف بين كل مطرة وتانية، يعني مثلاً الشارع المنحدر في اتجاه ما، مسبباً البرك والتجمعات المائية، لماذا لا تقوم المحلية المعنية بالمعالجة الفورية تحسباً للأمطار القادمة، وبالتالي لا تتكرر المشكلة، لماذا لا تعالج المصارف التي كشفت التلاتة مطرات الفائتة أنها مقفولة ومعطوبة ولا فائدة منها، لماذا لا تكثف أتيام الولاية عملها لمعالجات سريعة حتى لا تتكرر المصيبة وتقع الطوبة في المعطوبة، لمتين حتفضلوا مكتفين يدينكم بلا مبادرات أو خطط إسعافية عاجلة وناجعة، منو الحيشتغل ليكم شغلكم ده إذا أصلاً عرفنا شغلكم شنو؟
الدايرة أقوله إن الخريف أصبح هو المراجع الأول لأداء حكومة ولاية الخرطوم، يكشف حسابها كل عام ويفضح تجاوزاتها الخطيرة وغفلتها عن أداء واجباتها بشكل كلي وجماعي، وتبقى بعض المحليات أو الأحياء محظوظة بشكل فردي إن كان على رأسها معتمد همام كالفريق “أبوشنب”، رجل لا يعرف التثاؤب أو النوم، يعمل في كل الاتجاهات ويعافر في كل الحلول، لكن تبقى محلية الخرطوم رغم اتساع مساحتها، واحدة من سبع محليات لن يظهر جمالها وحسنها وشقيقاتها يعانين من الهزال والضعف والوهن، الخرطوم العاصمة محتاجة أن تنهض وتطير بكل أجنحتها حتى تخرج من هذه الحفرة العميقة والهوة السحيقة التي وقعت فيها ليس بسبب أنها مدينة فقيرة أو عاصمة جدباء خالية من الجمال، أو لأنها لا تمتلك مخزوناً من السحر والجمال ويكفيها فقط تيهاً ودلالاً أن بها مقرن النيلين، لكن قدرها أن تصيبها الشيخوخة والإعاقة والتخلف، لأنها لم تجد حتى الآن من يقدرها ويدفع مهرها مسؤولية واهتماماً وتخطيطاً وتنفيذاً ويظل الخريف مسؤولاً عن هذه الفوضى وعلى وزن المرحوم غلطان، برضو الخريف غلطان والله غالب.
}كلمة عزيزة
اتصلت عليّ أمس، واحدة من قارئات هذه الصحيفة المداومات لتقول لي يا (أم وضاح) أنتِ تشتكين من الذباب والبعوض في بحري، ونحن في أم درمان، اكتمل عندنا مثلث الرعب بأسراب الجراد ولا بوادر لحملات رش أو أي حلول لمواجهة هذه الآفات، فقلت لها يا “نائلة” أختي إن شاء الله تقيف على الجراد وما تجينا الجقور الطايرة.
}كلمة أعز
كما العادة استغل سائقو المركبات العامة مطرة الأمس، وقاموا بمضاعفة التعرفة، يحدث هذا الانفلات وهذه الفوضى والسادة في نقابة النقل العام مشغولون بالبحلقة في لقمة سائقي ترحال!!
يا أم وضاح نسال الله أ، تكون أمطار خير وبركة ..بس ما كان تتعرضي لمطر الله بهذا الأسلوب فهو يساق بأمر الله الي المكان المراد
العاصمة تفتقد للبنة التحتية وكذلك لا يوجد بها تخطيط مدني على نحو يتواكب مع التنمية العمرانية والطرق والكباري والزيادة السكانية وبالتالي مهما تبذل الحكومة من جهد ح تظل المشكلة كما هي بل وتزداد كل خريف
في ظل هذا الفساد والأزمات الإقتصادية المتلاحقة وتدني في الخدمات لا أعتقد يوجد هناك أمل لحل الإشكال في القريب العاجل
ما نملك الا الدعاء … اللهم أبدل حالنا الي أحسن حال