طالبها الرئيس بترك الفنادق الحركات ولقاءات العواصم.. جرد حساب
في ختام اجتماعات شورى المؤتمر الوطني، بعث رئيس الحزب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير برسالة للقوى السياسية وقادة الحركات المسلحة بالعودة إلى البلاد وتحقيق السلام من الداخل. الرئيس البشير ذكر في رسالته من أسماهم بالمتجولين في فنادق العواصم الغربية في كل من باريس وبرلين، وألمح لإمكانية تحقيق السلام من الداخل وليس عبر المحطات الخارجية في ظل ما توفر لأهل البلاد من إرادة سياسية ومجتمعية أنتجت مشروع الحوار الوطني.
حصار إقليمي
مع تطور علاقات حكومة السودانية مع عدد من دول الجوار، كانت النتيجة أن طلبت تلك الدول خروج قادة الحركات المسلحة من أراضيها ومنعها من ممارسة أية أنشطة معادية للخرطوم، وكانت تشاد أولى الدول التي بادرت باكراً بطرد قادة الحركات بموجب اتفاق تطوير العلاقات الذي وُقِّع بين الخرطوم وانجمينا.. أما دولة جنوب السودان فقد أقدمت هي الأخرى على تلك الخطوة بعد أن كانت الحاضن الرئيسي لوجود الحركات سياسياً وعسكرياً، ويعتقد كثير من المراقبين أن حكومة الجنوب أقدمت على تلك الخطوة عقب اندلاع النزاع بينها وحركة رياك مشار، حيث أبقت على بعض الفصائل المسلحة السودانية لمعاونتها في قمع التمردات التي تفجرت بعدد من مناطق شمال غرب البلاد..
أما إرتريا، فقد أبلغ مصدر رفيع بالحركات المسلحة (السوداني) في وقت سابق، أن الرئيس أسياسي أفورقي اعتذر عن طلب للقائهم به في الأراضي الإرترية وأضاف: “أفورقي قال لنا أنا عندي اتفاق مع عمر البشير ويجب أن لا تحضروا إلى إرتريا تحت كل الظروف”. وكانت الحركات قبل الانفصال اتخذت من العاصمة الأوغندية كمبالا مقراً رئيسياً لقياداتها السياسية ومركزاً لتحركاتها المسلحة، وفيها تم توقيع وثيقة إعلان الفجر الجديد بين الحركات وبعض الأحزاب السياسية لإسقاط الحكومة وهو الاتفاق الذي أجهضته الولايات المتحدة لعدم تأييدها إسقاط الحكومة عبر العمل المسلح كما أعلن أحد مبعوثيها. ويعتبر وجود الحركات بيوغندا الأقل تأثيراً في الوقت الراهن عقب تطور علاقاتها مع السودان مؤخراً.
أما مصر التي كانت تحتضن مكاتب عدد من الحركات مثل حركتي تحرير السودان بزعامة مناوي والعدل والمساواة بزعامة جبريل، فضلاً عن شخصيات سياسية وحزبية؛ فقد أقدمت الشهر الماضي على الحد من أي نشاط معارض للحكومة السودانية وقامت بمنع رئيس نداء السودان الصادق المهدي من دخول أراضيها، وتفسيراً لهذه الخطوة تحدث البعض عن صفقة أُبرمت بين مخابرات البلدين لوقف الأعمال العدائية المتبادلة.
إقليمياً يعتقد عدد من الخبراء العسكريون أن الحركات ما تزال تنشط عسكرياً في بعض مواقع دولة الجنوب بجانب تحركاتها في إفريقيا الوسطى التي تشهد اضطرابات أمنية، فيما تؤكد الحكومة أن قوات من العدل والمساواة وتحرير السودان بزعامة مناوي تقاتل كفصائل مرتزقة في الجماهيرية الليبية التي تشهد هي الأخرى نزاعات مستمرة.
محطة باريس
تعتبر العاصمة الفرنسية باريس محطة رئيسية لأنشطة الحركات المسلحة وبعض الفصائل السياسية، بجانب أنها مقر إقامة عدد من قادة الحركات، الذين توزعوا بينها ولندن، عقب مضايقتهم إقليمياً.. وراج حديث كثيف بأن تواجد الحركات في باريس يتم بإشراف ومساعدة من جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” وهو ما لم يعضده أحد رسمياً..
عموماً، بعد احتضانها لرئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، استقبلت باريس أولى اجتماعات قوى نداء السودان الذي تشكل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل التوقيع على خارطة الطريق للسلام والحوار بين الحكومة والحركات المسلحة، وضم عند تأسيسه في إثيوبيا، إلى جانب حركتي مني وجبريل، الحركة الشعبية قطاع الشمال وحزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، وظلت تحتضن اجتماعات تحالف نداء السودان، التي عادة ما تتمخض عنها قرارات داعية لإسقاط الحكومة ورافضة للسلام معها، وكان آخر هذه الاجتماعات الشهر الماضي وانتخب بموجبه الصادق المهدي رئيساً لقوى نداء السودان.
برلين للمشاورات
أما العاصمة الألمانية برلين تعتبر اجتماعاتها التشاورية الأقل حدة من باريس؛ حيث درجت معاهدها على استضافة عدة لقاءات تشاورية بين المبعوثين الدوليين ووفود الحكومة والحركات المسلحة، وبرغم وصف عدد من المراقبين لتلك الجولات بالفشل في تحقيق نتائج ملموسة على صعيد السلام، إلا أن جميع الأطراف المتفاوضة ما يزالوا يتمسكون بها وبنتائجها غير المعلنة.
استياء دولي
ما أن يكتب اسم السودان في محرك البحث على شبكة الانترنت، وإلا وتقفز أخبار العواصم التي تحتضن لقاءات الحركات المسلحة وبعض الفصائل السياسية بالداخل التي أعيت محاولات كل الوسطاء والمبعوثين في إلحاقهم بالتسوية السياسية، وهو ماد فع المبعوث الأمريكي السابق للسودان دونالد بوث، لتوجيه انتقادات عنيفة لقادة الحركات المسلحة، عقب فشل مباحثاته في إقناع الحركة الشعبية قطاع الشمال بقبول اتفاق نقل المساعدات الإنسانية الذي كان سيمهد للشروع التفاوضي في إنفاذ خارطة الطريق الإفريقية بين الحكومة والحركات. وقال دونالد بوث: لقد اتضح لي أن بعض قادة المعارضة السودانية وبالخصوص أولئك الذين يحملون السلاح مستعدون تماماً لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية. فهم يعتقدون أن بإمكانهم تحقيق مكاسب من خلال القتال، وأنهم سيواصلون ذلك بغض النظر عن التكلفة التي سيتحملها المواطنون حتى يحصلوا على ما يريدون سياسياً”.
عموماً، غض النظر عن طبيعة العواصم التي تستضيف اجتماعات تلك الحركات، إلا أن الكثير من الخبراء والمحللين يرون أن ثمة مللاً دوليّاً وإقليميّاً من تطاول أمد الصراع في المنطقة، خصوصاً في ظل الفواتير الإنسانية الباهظة، بالإضافة إلى وجود أكثر من بؤرة متوترة؛ كليبيا ومصر وإفريقيا الوسطى، الأمر الذي يجعل التسوية السياسية السيناريو الأفضل لجميع الأطراف، وهو ما يتجلى بوضوح من الاشتراطات الأمريكية على الخرطوم قبيل رفع العقوبات، ما يعني أن الحركات باعتبارها الطرف الآخر مطالبة عبر العواصم الأوروبية أيضاً بتقديم ما يعزز انحيازها لخط السلام.
الخرطوم: عبد الباسط إدريس
صحيفة السوداني.
جاء ذلك في سلسلة من التغريدات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: “عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارعو الطبول والمتفيهقون.. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعاني والكلمات.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل.. عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة.. ويتحول الصديق الى عدو والعدو الى صديق.. ويعلو صوت الباطل..”
وتابع قائلا: “ويخفت صوت الحق.. وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة.. وتشح الأحلام ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.. ويصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقا.. والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان.. ويضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء .. والمزايدات على الانتماء.. ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين.. ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة.. وتسري الشائعات عن هروب كبير.. وتحاك الدسائس والمؤامرات.. وتكثر النصائح من القاصي والداني.. وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.. ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته..”
وأضاف: “ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.. ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين.. ويتحول الوطن الى محطة سفر.. والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب.. والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات.. هذا ما قاله ابن خلدون في مقدمته عن أمور الدول وكيف تبدأ وكيف تنتهي لا سمح الله. وإني عندما أرى كل هذا الذي يحدث في وطننا العربي وبالأخص ما يجري اليوم في الخليج، لا أجد أصوب وأصدق مما قاله ابن خلدون رحمه الله”.اعلاه كلام قطر اها البشير اتعظ