بعد تعيينه رئيساً للوزراء معتز موسى… رجل المهام (الخاصة)
اختار الرئيس عمر البشير، وزير الموارد المائية والري معتز موسى عبد الله سالم رئيساً لمجلس الوزارء القومي، خلفاً للنائب الأول الفريق أول ركن بكري حسن صالح، وتقول السيرة الذاتية لموسى إنه ولد في السابع من شهر يوليو في العام 1967م أي مولود “السبعات الثلاث” بمنطقة صراصر التابعة لمحلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة، ويعرف عن موسى علاقة صلة الرحم التي تربطه بالرئيس البشير من ناحية والدته.
التزام سياسي
بحسب أقرانه، فقد درس معتز جامعة الخرطوم، وعندما كان الرئيس عمر البشير يهم لتلاوة بيان الإنقاذ الأول في العام 1989 كان معتز موسى يستعد ـ الذي عين رئيساً لمجلس الوزارء القومي أول من أمس “الاحد” ـ لحزم حقائبه متخرجاً في كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية وتخصص في الإدارة والمحاسبة، وخلال فترة تواجده بجامعة الخرطوم عرف عن معتز موسى الالتزام بصورة واضحة تجاه الحركة الإسلامية ، لكنه ظل بعيداً عن أركان النقاش، وممارسة العمل السياسي بصورة واضحة، بالرغم من التزامه السياسي الواضح.
وقال التوم حمدان زميل دراسة معتز بجامعة الخرطوم في حديث لـ”الصيحة” أمس، إن معتز موسى عرف خلال فترة الجامعة بالالتزام السياسي الصارم والواضح للجميع، لكنه لم يشارك في أركان النقاش في الجامعة، وتابع: “معتز موسى من الناس “الشاطرين” جداً في الأكاديميات، ويعتبر معتز والسفير كمال حسن علي أكثر الطلاب ذكاءً في الجامعة في ذلك الوقت.
البركس والترابي
ولأن غالبية طلاب جامعة الخرطوم يتخذون من داخلية البركس مأوى لهم، كان معتز موسى كذلك كغيره من الطلاب، لكنه يعرف عنه تواجده بصورة دائمة بمسجد جامعة الخرطوم الذي يكن له الإسلاميون محبة خاصة وصلت درجة أن يأتي بعضهم من أماكن بعيدة في العاصمة الخرطوم لأداء صلاة الجمعة فيه باعتباره قبلة لهم، كما أن شيخهم الدكتور حسن الترابي كان كذلك دائم الحضور لمسجد الجامعة، ربما هذا الأمر جعل معتز موسى من أكثر الأشخاص الذين يقلدون الترابي بصورة دائمة باللغتنين العربية والإنجليزية، ويقول التوم حمدان أحد زملاء معتز موسى بالجامعة في حديث لـ”الصيحة”، أن موسى كان دائم التقليد للترابي وأضاف: “معتز موسى دائماً يقلد الترابي في الداخلية باللغتين العربية والانجليزية واشتهر بهذا الأمر”، فضلاً عن كونه مارس رياضة المشي مع بقية زملائه بصورة يومية.
التزام إسلامي
دائماً ما يُعرف الإسلاميون بصيام يومي “الإثنين والخميس”، ويبدو أن رئيس مجلس الوزراء القومي معتز موسى من الإسلاميين الملتزمين منذ وقت بعيد حيث اشتهر خلال فترة دراسته بجامعة الخرطوم بصيام يومي الإثنين والخميس، فضلاً عن عدم اهتمامه بالقضايا محل اهتمام بقية الشباب.
ويقول زميله بالجامعة التوم حمدان: “معتز كانت له علاقات جيدة بالطلاب، وعرف بالتعامل الطيب والمرن مع جميع زملائه، ودائماً ما يبعد عن الحدة في الحديث، كما كانت له علاقة قوية بمسجد الجامعة حيث يتواجد فيه بصورة دائمة وصيامه يومي الإثنين والخميس، وكلما كنت أبحث عنه أجده في مسجد الجامعة.
موسى المجاهد
ولأنه ملتزم بانتمائه للحركة الإسلامية فقد شارك معتز موسى بعد تخرجه مباشرة في الحرب الدائرة في جنوب السودان “قبل الانفصال”، مع كتائب المجاهدين في عدد من المعارك، وهنا نشير إلى أن شقيقه “أباذر” استشهد في معركة الميل “40” الشهيرة.
أول وظيفة
بعد تخرجه في جامعة الخرطوم، عُين معتز موسى في أول وظيفة له في العام 1989م، مديراً للمركز القومي للإنتاج الإعلامي ، ويعتبر من المؤسسين للمركز القومي، وعمل فيه حتى العام 1992، وعمل موسى وتدرج في عدد من الوظائف بالحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني، وكان مسؤولاً عن قطاع الطلاب، ثم عين الأشهر الماضية رئيساً لقطاع الإعلام بالحزب، ثم رئيساً للقطاع الاقتصادي، فضلاً عن إصداره صحيفة عندما كان مديراً للمركز القومي.
موسى الدبلوماسي
بعد أن قضى موسى ثلاث سنوات بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي، التحق بالسلك الدبلوماسي، وعمل برئاسة وزارة الخارجية في الفترة “1992 ـ 1994”. وهنا يقول زميله التوم حمدان إن معتز كان يعمل في وظيفة سكرتير ثالث بالخارجية لديه سيارة “لاندروفر” قديمة، وكان يتعلم فيها القيادة، ويأتي في الصباح الباكر للوزارة من منزله بشرق النيل، بعدها اختير للعمل بقنصلية السودان في جمهورية ألمانيا الاتحادية في الفترة من “1994 ـ 1998″.
ملف المياه
بعد عودته من ألمانيا عُين موسى مديراً في عدد من الإدارات بوزارة الري، وهي ” الإدارة العامة للإعلام والمعلومات، والإدارة العامة للتمويل والإدارة العامة للمشروعات بوحدة تنفيذ السدود”. وعمل بهذه الإدارت في الفترة من “1998ـ 2013″، ومن أهم الملفات التي أنجزها موسى خلال هذه الفترة عندما كان مسؤولاً عن المشروعات بوحدة تنفيذ السدود، ونجح في قيام سد مروي، لأنه كان مسؤولاً عن التمويل، وفي العام 2013 عُين معتز وزيراً للري والكهرباء، ومن أهم الإنجازات في الوزارة إدارته ملف سد النهضة بحكمة واقتدار، ومن أبرز الإنجازات أنه جمع وزراء الري بدول مصر وإثيوبيا والسودان في الخرطوم وعقد اجتماعاً حول سد النهضة وإشرافه على محطة أم دباكر.
“يصنع الفارق”
أمين أمانة الصحافة بحزب المؤتمر الوطني الكاتب الصحفي محمد الفاتح أحمد، قال في حديث لـ”الصيحة”، إن معتز موسى يهتم بالبحوث لاسيما قضايا العطش في فترة توليه وزارة الري، ويشير إلى أن لديه قدرات إدارية هائلة في متابعة القضايا بصورة شخصية تمكنه من إحداث الفارق في عمله، فضلاً عن المهارات الفردية التي يتمتع بها، ووصفه بأنه مثل “لاعب كرة القدم الذي يصنع الفارق”، إضافة لذلك يهتم معتز بإصلاح بيئة العمل.
صفاته
أجمع التوم حمدان زميل دراسة معتز موسى، والإعلامي محمد الفاتح ومدير إدارة الإعلام بوزارة الري، على أن معتز موسى يتمتع بالتسامح مع الآخرين، فضلاً عن كونه متواضعاً لدرجة تفوق الخيال، وقول كلمة الحقـ، ويمتع بالقدرة على العلاقة مع كل طاقم عمله دون تفرقة، فضلاً عن كونه يتمتع بشخصية قوية في إدارة العمل.
ويقول مدير إدارة الإعلام بوزارة الري محمد عبد الرحيم جاويش لـ”الصيحة”، إن موسى رجل ودود يقابل الجميع مبتسماً ويستمع للجميع باهتمام، فضلاً عن كونه ذكي وسريع البديهة ويتمتع بالقدرة العالية على التعبير بالعربية والإنجليزية، وأشار إلى أن قدراته مكنته من إدارة ملفات طبيعتها هندسية رغم عدم دراسته للهندسة، وقال جاويش إن معتز موسى قدم له رؤى اقتصادية قدمها خلال اجتماعات مجلس شورى المؤتمر الوطني الأخيرة حول ضرورة توازن السياسات بين تلبية حاجات الطبقة المتوسطة وتحفيز الاستثمار ما يمكنه من قيادة الحكومة لبر الأمان في الفترة المقبلة إضافة لقدراته الإدارية.
لم يتنكر
ما يحفظ لمعتز موسى من زملائه في جامعة الخرطوم والمقربين منه عدم تنكره لزملائه والتواصل معهم والرد على اتصالاتهم حتى بعد أن عين وزيراً للموارد المائية والكهرباء، كما يعرف عن معتز التزامه وتقيده بصورة صارمة بالزمن ومراعاة شعيرة الوقت.
الخرطوم: صابر حامد – الصيحة
يا استاذ / صابر حامد دعونا نرى عمل الرجل بالواقع المعاش وبعدين نحكم عليه ، وخلونا من التطبيل قبل ما نرى شئ على الواقع ، فالتواضع وحسن الخلق من صفات المسلمين عامة ، وحسن الإدارة والتخطيط يتضح من النتائج وليس من احاديث الافراد ، لك التحية والإحترام .