أم وضاح

الصدمة!!


في أول تصريح له عقب تعيينه رئيساً للوزراء، قال السيد “معتز موسى” إن أولويات حكومته تنفيذ برنامج اقتصادي وهيكلي شامل يبدأ ببرنامج (صدمة) قصير الأجل!!.. وللأمانة أن لفظ صدمة مثل في حد ذاته للكثيرين صدمة لقسوته أو ربما لأننا شبعنا صدمات وأصبح لدينا تحسس من الكلمة ومفرداتها، وكان يمكن للأخ “معتز” أن يستعمل لفظاً أكثر نعومة على الأقل، لأنه في بداية أيامه والناس مستعدة ومتأهبة لسماع كلمات متفائلة وخضراء ترقص وعداً وقمحاً وتمنٍ، ومالو خلو الصدمة موضع التنفيذ، لكن ما تدونا ليها كده جرعة واحدة حتى لا نكون كالمريض الداخل إلى عملية ويقول ليه الطبيب العملية دي احتمال ضعيف تطلع منها، دون أن يراعي لمعنوياته ونفسياته، لكن طالما أن الكلمة وجدت حقها من الذيوع، خلونا نقول للأخ “معتز موسى” إنه البرنامج الاقتصادي ليس وحده الذي يحتاج إلى صدمة والدولة السودانية بأكملها تكاد تكون محتاجة لصدمة كهربائية تعيدها إلى رشدها وتوازنها، فنحن يا سيدي محتاجون لصدمة في التعليم الذي شابه ما شابه من التدهور والتراجع والمصائب تمر هكذا ببساطة دون أن تهز كراسي أو تحرك جموداً، وفضيحة كالتي حدثت في الشهادة السودانية لعامين متتالين، كانت كفيلة بأن تهز الوزارة هزاً وتعيد لها مجدها ووضعها وثقة الناس فيها!! الصدمة يجب أن تصيب المدارس في الولايات والمدن البعيدة ولا زالت قرى في القرن الواحد والعشرين تظل تلاميذها السماء ومقاعدهم إما حجارة أو أحذيتهم البالية!!
يا سيدي نحن محتاجون لصدمة في الصحة التي تدهورت وتراجعت وأصبح العلاج والدواء عند الغلابة والبسطاء كما الحج لمن استطاع إليه سبيلاً!!
الصدمة يجب أن تطال مستشفيات الحكومة حقت المساكين الذين من حقهم أن يجدوا سريراً نظيفاً وصيدلية عامرة بالدواء في متناول يدهم وإمكاناتهم!!
الصدمة يا سيدي يجب أن تصيب جدار الثقافة والرياضة والسياحة والشباب المائل وحال هذه الأوجه الأربعة يغني عن السؤال رغم أنها ملاعبنا التي نمتلك فيها ما نمتلك من الإمكانات والقدرات والثروات، لكن حصادنا فيها صفر لأنه ليس هناك تخطيط ولا إستراتيجيات ولا إرادة ولا رغبة في تحقيق شيء، الصدمة يا سيدي يجب أن تصيب الخدمة المدنية التي ترهلت وأصبحت عبئاً على الخزينة بلا عطاء حقيقي يحرك هذه البلاد بقوة دفع رباعي، الصدمة يجب أن تصيب مفاصل الفساد وتهز أركانه وتزلزل عرشه، الصدمة الحقيقية يا سيدي يحتاجها طاقمك الوزاري منذ لحظة أداء القسم ليعلموا أن هذه حكومة تحدي وشغل ونتائج مصححة على الهواء مباشرة ولتعلم أيضاً أن هذه الحكومة إما أوصلت حزبك إلى ٢٠٢٠ على ممر من الأزاهير والورد أو على ممر من أشواك الضريسة!!.. وعندها ح تعرفوا معنى الصدمة الحقيقي وتفهموا حاجة.
}كلمة عزيزة
قبل أيام تم تزوير مين شيت لهذه الصحيفة وتم تداوله بشكل مقصود ومتعمد أمس، تمت ذات الفبركة للزميلة أخبار اليوم، وبصراحة هذه الألاعيب تؤكد أن بعض معارضي الحكومة فشلوا في منازلتها على أرض الواقع بفشل دعاوى الإضراب والمظاهرات والعصيان التي قدموها لشعب السودان وفشلت تلفيقات الفيس بوك والواتساب والآن بدأت مرحلة جديدة من النضال الجبان بتلفيق أخبار على ألسنة الصحف، لذلك ستظل المعارضة أسفيرية وهلامية، لأن أسلحتها أسفيرية وهلامية!!
}كلمة أعز
أحزن والله عندما أكتشف أن بعض من يدعون الدفاع عن الديمقراطية والحرص عليها يضيق صدرهم على تحمل الرأي الآخر ويتمترسوا خلف كبرياء وعنجهية وتسقط أقنعة المثالية التي يلبسونها لزوم الخطب الرنانة ودغدغة مشاعر الشارع.

صحيفة المجهر السياسي


تعليق واحد