الطيب مصطفى

وزراء لا يستحقّون الإعفاء


بقدر ما سعدتُ بالتغيير، حزنتُ والله العظيم لخروج بعض أهل الإنجاز من الوزراء الذين لم أجد مبرراً البتة، ولن يُقنعني أحد مهما حاوَل وقدّم من البيّنات والبراهين أنهم يستحقون مغادرة مواقعهم، فقد خبرتهم عن قرب بتفاوت اقتضته طبيعة عملي في المجلس الوطني أو متابعاتي خارجه:

بروف سمية أبوكشوة

تلك العالمة الفيزيائية الزاهدة التي ربما أُخصِّص لها مساحة أكبر في مقبل الأيام .. خسرت البلاد ولم تخسر هي، والكلام عنها يطول، وليت الناس علموا موجة الحزن التي صاحبتْ خروجها الأليم، فقد كانت تقتلع التصفيق من أيدي الجميع، معارضهم ومُؤيّدهم، عندما تقف أمام نواب البرلمان لتُجيب عن الأسئلة وتقدّم بيان وزارتها.

د. تهاني عبد الله

عالمةٌ أخرى مثل سمية، جاءت من قاعات التدريس بجامعة الخرطوم، وما كان ينبغي أن تُغادر موقعاً تعلم خباياه، فالاتصالات علم ودراية وقاطرة ضخمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا يُحسن التعامل معه كل من هبَّ ودبَّ، ولكن ماذا أقول غير أن أدعو على المحاصصات الجهوية والسياسية التي جنت على بلادنا وعطّلت مسيرتها (وطلعت روحها).. محزون أنا ومحزون قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.

مكاوي محمد عوض

عندما تمتزج الخبرة الطويلة مع العلم الغزير والبصيرة المُبصرة والإخلاص والدأب والمتابعة لا تنتظر غير الإنجاز وتطويع المستحيل من أجل تحقيق الأهداف.

خرج من البترول وهو في قمة عطائه، ثم يتكرّر المشهد الآن مع النقل، وما أدراك ما النقل، الذي يضم في طيات ملفه الضخم السكة حديد وسودانير والطرق العابرة وغير ذلك كثير .

خرج وهو ممسكٌ بتلابيب هذه الملفات ليُحقق ما انتظره السودان طويلاً لإنقاذ سودانير وإخراجها من جب الفشل الذريع، وقد حان خلال هذه الأيام أوان القطاف، ثم لتنفيذ طريق الحرير القاري من الشرق إلى تشاد عبر الفيافي والقفار، بعد رحلة قام بها مكاوي مع الرئيس إلى الصين تناولت المشروع الضخم وحلت عقده المعقدة، ولكن.. واحر قلباه ثم وا حر قلباه .. أرجو من حاتم السر الذي أثق في قُدراته وخبراته أن يستصحب مكاوي فهو كنز زاخر بالمعلومات.

إبراهيم الميرغني

شاب صغير، لكنه متفتح وذو خلق.. أعجبتني ثقته في نفسه خلال لقاءاتنا، ونحن نتداول في اللجنة البرلمانية حول قطاع الاتصالات، كما أعجبني استعداده وحماسه الفطري للتطوّر والتعلّم بالرغم من أنه من حزب متكلِّس لم يُبقه في قيده غير ولاء الاسم وميراث الأجداد .. كان جديراً بأن يبقى ويخرج القاعدون الكبار الذين (لا يهشون ولا ينشون)، وسيبقون عالة على الوطن يمتصّون عرقه ودماءه وشعبه عبر الأزمان والأجيال.

هذا لا يعني أن كل من لم أذكرهم من الذين أعفوا لا يستحقون كلمات مني فبعضهم بذلوا وأذكر منهم الطيب حسن بدوي، ذلك الوزير الشاب الذي (يمشي جارياً)، فقد منح الرجل وزارة الثقافة أبعاداً جديدة من خلال مشروعات العواصم الثقافية.

نعم، هناك من أعطوا، ولكن من ذكرت كانوا هم الأجدر بزفراتي، فقد جنت عليهم السياسة بمنعرجاتها وأفعالها، ذلك أن السياسة لعبة قذرة.

Politics is a dirty game

ثمة نقطة جديرة بالنظر، فقد دُهِشتُ والله لدمج المعادن والنفط.. الوزارتان الإيراديتان الأكبر .. بدلاً من ابقائهما على حالهما حتى يكون على رأس كل منهما وزير يبذل غاية الجهد في سبيل تعظيم عطاء وزارته مع تعويض الصرف من خلال تقليص وزراء الدولة، بدلاً من ذلك تُدمج الوزارتان، والحديث ذو شجون!

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. دائما نتحسر على مافات ولكن عندما كانوا فى هذة المناصب كنا ننعتهم باقبح الالقاب عجبا لك ياسودان