استشارات و فتاوي

مغفرة الذنوب صفة من صفات الله.. تعرف على فضلها وأسبابها


الذنوب آفة عظيمة تصيب العبد، وتجعله بعيدا عن ربه، لا يشعر بلذة وحلاوة الإيمان والقرب من الله – عز وجل -، لكن مهما بلغت ذنوب الإنسان وعظمت وأثقلت ظهره، فباب التوبة مفتوح، ورب العالمين الغفار موجود يقبل توبة عباده.

يقول الله تعالى في كتابه العظيم في سورة الكهف (آية: 58): {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ…}، ولكون مغفرة الذنوب هى صفة من صفات الله تعالى، نتحدث في السطور القادمة عن عظم وفضل وأسباب المغفرة:
* عظم وفضل المغفرة

جاء في (البحار الزاخرة في أسباب المغفرة): “مغفرة الذنوب هى صفة من صفات الله، “فمغفرة الذنوب هى الرحمة والفضل من الله، وهى صفة من صفاته، والغفور الرحيم والرحمن قابل التوب من أسمائه”، قال تعالى في:

– سورة الحجر (آية: 49): {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

– حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتي سبقت غضبي) – صحيح ابن ماجه،

– سورة غافر (آية: 7): {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.

– حديث النبي – صلوات الله عليه-: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها وإني اختبأت دعوتي)، وفي رواية: (وأريد أن أختبىء دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة)،

– وقال الكاتب إن المغفرة أيضا هي دعوة الأنبياء ودعوة التوحيد، وذكر دعاء أكثر من نبي من أنبياء الله – عليهم جميعا السلام – منهم دعاء سيدنا شعيب – عليه السلام -: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}، ودعاء نبي الله صالح – عليه السلام- : {إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}.

– وقد حرم الله تعالى الشيطان من المغفرة، وأنعم بها على بني آدم تشريفا من الله لهم – مثلما جاء في المصدر السابق ذكره – استنادا إلى قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني).
* من أسباب مغفرة الذنوب:

ولعظم المغفرة وشرفها عند الله، على الإنسان أن يدرك أن هناك العديد من الأمور المكفرة للذنوب والخطايا، منها ما ذكره سعيد بن علي بن وهف القحطاني‎ في كتابه (مكفرات الذنوب والخطايا وأسباب المغفرة من الكتاب والسنة):
الإيمان والعمل الصالح:

فقال الله تعالى في سورة العنكبوت (آية: 7): {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}
الصبر والعمل الصالح

قال تعالى في سورة هود (آية: 11): {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
الإيمان والتقوى

قال الله تعالى في سورة المائدة (آية: 65): {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
إخفاء الصدقة وإعطاؤها للفقراء

قال الله تعالى في سورة البقرة (آية: 271): {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
محبة الله واتباع النبي – صلى الله عيله وسلم –

قال تعالى في سورة آل عمران (آية: 31): { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، كما أن اجتناب الكبائر يكفر السيئات أيضا، يقول الله تعالى في سورة النساء (آية: 31): {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا}.
الاستغفار

قال الله تعالى في سورة آل عمران (آية: 135 – 136): {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.
التوبة النصوح تبدل بها السيئات حسنات

قال الله تعالى في سورة الفرقان (آية: 70): {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

مصراوي