زهير السراج

التعيس وخايب الرجا !!


* سأعطيكم نموذجين للجهل والغباء والخداع والتسلط الذى يحمنا ويتحكم فى مصائرنا ..!!

* الأول هو زير التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض (حاج على المنصور) الذى هدد المدرسين المضربين لعدم صرف مرتباتهم وإستحقاقتهم المالية على الولاية، بالفصل وتعيين غيرهم، قائلا لهم بأن الهرجلة والفوضى والجوطة ولوى اليد الحكومة ما بتقبلها، (واضربوا وأمشوا أهلكم، بكرة بعين غيركم، ولو أضربتوا تلاثة شهور موش تلاتة أيام، ما فارقة معاى ) … هذا أيها السادة وزير التربية والتعليم وليس وزير الداخلية، أو مدير جهاز الأمن .. !!

* هذا الوزير (المنفوخ على الفاضى) .. الذى إذا فقد وظيفته سيبكى بالدمع السخين ويذرف الدموع الحرى، كما فعل كثيرون غيره من قبل (وليس المدرسين)، يعتقد أنه صاحب الرزق الذى (يرزق من يشاء) و(يعز من يشاء ويذل من يشاء) فيهدد المواطنين بقطع الرزق، وينظر الى التوقف عن العمل و(الإضراب) لنيل الحقوق المغتصبة بأنه (هرجلة وجوطة ولوى يد) ..!!
* ولا أدرى إن كان (ابو جعفر المنصور) يدرى أو لا يدرى ــ وأرجح أنه لا يدرى ــ أن الإضراب حق مشروع للعاملين، يقره الدستور السودانى الذى يعتبرالمواثيق والعهود الدولية جزءا لا يتجزأ منه فى الباب الثانى (وثيقة الحقوق)، ومن ضمنها العهد الدولى الخاص بالحقوق الإقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966 الذى ينص على الحق فى تكوين النقابات وفى الإضراب، وليس من سلطة الوزير أو أية جهة أخرى، تعطيل هذا الحق وغيره من الحقوق، كما نصت على ذلك المادة (27 / 4 ) من الدستور السودانى (بتنظيم التشريعات والحقوق والحريات المضمنة فى الباب الثانى وعدم مصادرتها والانتقاص منها) .. فهمت يا وزير التربية والتعليم، ولا أقول تانى، فـ(التكرار يعلم الشطار) كما يقولون !

* أفرض ياخى إنو الإضراب غير مشروع، هل ده اسلوب يتعامل بيو وزير تربية وتعليم أو أى زول تانى مع المعلمين، ألم تسمع ببيت الشعر: (قم للمعلم وفهِ التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا) .. أم أنك تعتقد نفسك فوق هذا الرسول، كما اعتبرت نفسك فوق القانون والدستور .. ثم لماذا تحرمون الناس من حقوقهم وأجورهم الضئيلة التى كدوا وشقوا وتعبوا وذرفوا العرق من أجلها (وإنتو ماكلين شاربين ومتشبرقين) .. ما مر بيك الحديث الشريف (اعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، أم أن الذقن الذى ترتديه هو للمنظرة والخداع والتسلط على العباد؟!

* النموذج الثانى، رئيس لجنة الصحة بولاية كسلا (عبدالله إسماعيل) الذى اتهم مخابرات دولة مجاورة بتحضير فيروس الشيكونغونيا (الكنكشة) فى معاملها ونشره فى السودان، ولا أدرى كيف وصل هذا الـ(عبدالله) لمنصب رئيس لجنة الصحة فى برلمان الولاية، وهو لم يحاول ــ دعكم من أنه لا يعرف فليس مطلوبا منه أن يعرف ــ أن يفهم طبيعة المرض الذى إنتشر فى ولايته وتسبب فى إصابة الآلاف وموت الكثيرين، أم أنه يعتقد أن البعوضة الناقلة للمرض التى تسمى الزاعجة المصرية (Aedes Egypti ) سميت هكذا لأنها صنعت فى مصر .. أم أنه يظن، مستغلا حساسية البعض ضد كل ما هو مصرى، أن الناس أغبياء سيهللون له باتهامه لدولة مجاورة بنشر الفيروس، ويوافقونه بان مخابراتها هى من تسببت فى نشره، وليس فشلهم وخيبتهم وتقاعسهم عن القيام بواجبهم الذى يتملصون منه بنشر الخداع والأكاذيب والتلفيق ؟!

* ثم إنه يتمادى ويخادع ويحاول اللعب بالمشاعر بتوسيع دائرة الإتهام لتلك المخابرات، بإنتاج فيروسات تستهدف خصوبة التربة والثروة الحيوانية فى السودان، حتى يصدقه الناس ويعلنون الحرب على مصر فى الوسائط والمواقع .. ألعب غيرها !!

* وإذا فرضنا يا (أبو العريف) إنو الدولة المجاورة كانت بالفعل وراء معاناة الناس وموتهم فى كسلا، أين أنتم وحكومتكم من حماية المواطنين وتلقين هذه الدولة درسا لن تنساه لاعتدائها على صحة وارواح الناس فى البلد الذى تقبضون فيه على كل شئ، من الاجور وحتى الارواح .. أم أنكم عاجزون وخائبون وضعفاء، فلماذا إذن .. تصرون على الكنكشة التى تقتلون بها الناس، ولا تغادرون .. فترتاحون وتريحون ؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. الضرب علي الميت حرام …… لا حياة لمن تنادي … نستلف عبارة الأستاذ / جبرة .. الناس ديل بجيبوهم من وين ؟؟