صراع الحلو والجنرالات: هل ينفرط عقد الشعبية؟
تمضي الأحداث داخل الحركة الشعبية “جناح الحلو” نحو مآلات و سيناريوهات عديدة عقب تصاعد الخلافات بين عبد العزيز الحلو رئيس الحركة وقيادات اركان الجيش الشعبي بقيادة عزت كوكو والطيب خليفة وجقود مكوار الذين يعتبرون من المؤسسين للحركة الشعبية قطاع الشمال.
ووجهت لرئيس الحركة إتهامات بتهميش رئاسة هيئة أركان الجيش عزت كوكو وتعامله مباشرة مع القادة الأقل رتبة بالجيش الشعبي وهو ما تطور لاحقاً إلي مواجهات بين التيارين أدت الي مقتل الحرس الشخصي للحلو وفقا الي مارشح في الاخبار.
ووضعت هذه الخلافات مستقبل الحركة علي المحك وجعلتها في مفترق طرق حيث اصبح من الصعب ان يدير الحلو مؤسسات ومكونات الحركة في ظل وجود القادة الثلاث، وكذلك من الصعب ان يعمل القادة الثلاث تحت إمره الحلو نظراً لإنعدام المصداقية في رئيس الحركة .
وقال القيادي بمنطقة جبال النوبة بشير توتو أن قيادات الحركة الشعبية متضاربة المصالح فيما بينها فكل منهم يمثل محور من المحاور ولذلك من الطبيعي ان يحدث هذا الخلاف الذي زادها وجود تراكمات قديمة.
ويقول توتو ان الحلو يعمل بسياسة ( فرق تسد) في محاولة للتأثير علي الأثنيات المكونة للجيش الشعبي، مشيراً إلي إتهامه بالتصرف في كافة أمور الحركة بصورة منفردا وانه صاحب القول الفصل في كل الأمور متعمداً تهميش القادة الثلاث ورفاقهم وهو الأمر الذي يفضي في نهاية المطاف الى تعميق الخلافات.
ويؤكد توتو أن الحركة الشعبية حاولت فيما مضى أن لا تبرز خلافاتها علي السطح ، لكن يبدو انه لم يكن هناك مجال للمعالجة لأن إختلاف المصالح والأهداف كان كبيراً منذ البداية الامر الذي زاده وجود تراكمات عميقة في نفوس ابناء الجبال الغربية بصفة خاصة، مضيفاً ان الحلو كان يعمل علي تنفيذ اجندته الخاصة واماله وطموحاته الكبيرة وبسط هيمنته علي الاوضاع في مناطق الجبال الغربية والشرقية علي حد سواء لينفرد بقيادة الحركة خاصة بعد الاطاحة بمالك عقار وياسر عرمان من الحركة نهائياً.
وفي هذا المنحي يرجع القيادي بالحركة كومي عبدالله الخلافات داخل الحركة الى تعمد الحلو تهميش عزت كوكو والتعامل مباشرة مع قائد الجبهة الاولى للجيش الشعبي ابراهيم الملفا، مشيراً إلى أن الحلو عمل أيضاً على ابعاد القائد جقود مكوار من الجيش الشعبي بتعيينه نائباً له للشئون المدنية والسياسية، فضلاً عن نشوب خلافات أخرى مع العميد خليفة كجور قائد الإستخبارت بالجيش الشعبي، وهو الامر الذي قاد كجور لعدم الانصياع للتعليمات مما استدعى إرسال قوة للقبض عليه ولكنه تحصن وسط اهله في مناطق الجبال الشرقية والذين هددوا بمقاومة أي محاولة لإعتقاله. وإنتقد كومي سيطرة الحلو وإنفراده بالقرارات المصيرية، مبيناً أن هذه التصرفات عملت على زيادة شقة الخلاف بينه وقيادات الجيش الشعبي.
من جانبه قال القيادي احمد تيه ان اقالة الحلو لجقود من منصبه في رئاسة الاركان جاءت بنتائج سالبة وتوقع بان تفضي الي انقلاب داخلي خاصة ان الحلو لايثق في القادة الاخرين. وأشار تيه الي ان الخلافات تعود الي ان الحلو تعمد تهميش ابناء جبال النوبة الذين يشكلون الاغلبية لكن رغم ذلك هم اقلية في تقلد المناصب .وقال ان جقود يرفض قدوم اي من قيادات الحركة الشعبية الي كاودا ويتربص بالحلو لابعاده من ادارة موسسات الحركة الشعبية. واضاف قائلا الحلو قام باضاعة مكتسبات ابناء النوبة ونضالهم الطويل في الجيش الشعبي علي حد تعبيره.
ويرجع خبراء اسباب جذور الصراعات داخل الحركة الشعبية لارتكاب مجموعات الحلو لجرائم عديدة اوقعت خسائر بشرية في مناطق مختلفة بولاية النيل الازرق وولاية جنوب كردفان.
ويتوقع الخبراء بان تقود خلافات الحركة الشعبية الي فصول جديدة من المواجهات بين مكونات الحركة وهو ما قد يؤدي إلى فقدان سيطرة القيادة وبالتالي انفراط عقد الجيش الشعبي.
تقرير: نوال تاج السر (smc)
جعل الله كيدهم في نحرهم….