قضايا وملفات أمام حكومة معتز.. ماذا ستفعل؟
رئيس الوزراء معتز موسى بدأ العمل في منصبه الجديد بالاطمئنان على ما يهم المواطن بتدشين حملة على البنك المركزي ومطبعة العملة لتخفيض التضخم وفك أزمة السيولة ثم اتجه نحو محطة الكهرباء بمنطقة قري، بعدها ذهب إلى مصفاة الجيلي للاطمنئان على الوقود. لم تتوقف جولات رئيس الوزراء منذ تعيينه، إذ أن هناك ملفات عدة تنتظر الحكومة الجديدة منها ملف السلام ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذلك الملف الاجتماعي، وملف الخدمات. (السوداني) سعت لمعرفة كيفية إدارة تلك الملفات.
“لا بد أن تضع الحكومة الملفات أمامها وتدرسها”، هكذا قال القانوني إسماعيل حاج موسى لـ(السوداني) أمس، موضحاً أن الحكومة تحتاج إلى أبعاد المشكلة الأساسية ثم تفكر في معرفة كيف حلها، وأشار إلى أنه لا بد من معرفة الأسباب التي أدت إلى وجود عُقَدٍ في الملفات. وقال موسى: “يجب أن تكون لدى الحكومة الجديدة صلاحيات كبيرة وكافية حتى تقرأ الأسباب، وتضع حلاً مباشراً وسريعاً”، مطالباً بالعمل الجماعي للوزارات وأن يكون منظماً تتوزع فيه الأدوار.
(رزق اليوم باليوم)
أما المحلل السياسي صفوت فانوس، فقال لـ(السوداني)، إن الملفات متعددة ومعقدة أيضاً وإن ملف السلام أولها ويحتاج إلى تمتين العلاقات بدول الجوار، والسلام بالمنطقتين مربوط بالأوضاع في جنوب السودان والوضع الآن يشهد حراكاً، موضحاً أن ملف الشرق والغرب يتم تجاوزه بالعلاقات في دول الجوار، وأنه أمر يرتبط بالبعد الدولي والأمم المتحدة يهمها ذلك، واصفاً الملف بغير البسيط والعمل فيها طويل. وأضاف فانوس أن المطلوب من الحكومة الجديدة في فترة زمنية معقولة ليس كبيراً، وعلى كل وزارة أن تقدم خارطة طريق تقدم برنامج بدائل ومقترحات حلول وترفعها إلى الجهات الأعلى، وتقدم فيها مشاورات، مطالباً بتجاوز سياسة رزق اليوم باليوم، بعد أن تم تكوين حكومة جديدة لحياة جديدة، وقال: “يجب على الوزير الجديد عمل خارطة لكيفية الحلول للأزمات التي تمر بها وزارته، والمطلوب الآن من تضافر الجهود في حل أزمة الغلاء والسيولة وشح السيولة، وتعدد أسعار صرف العملات، بجانب الأزمات الاقتصادية وكذلك بقية الملفات”.
معالجة الملفات
“يلزمها أن تعتني بالملفات الداخلية أولاً”، هكذا ابتدر أستاذ علم النفس السياسي محمد محجوب هارون حديثه لـ(السوداني) قائلاً: “يجب على الحكومة الجديدة أن تعتني بالملف السياسي المتعلق بإنهاء النزاعات والعمل على بناء قاعدة لتوافق وطني أوسع”، مؤكداً وجود ترابط بين كافة الملفات وأنها تنعكس عليها خاصة الملف الاقتصادي وهو أهم الملفات لأنه متعلق بمعاش الناس. وأضاف هارون يجب أن الاعتناء بالملف الخارجي الذي يتعلق ببناء قاعدة أفضل لعلاقات خارجية مع المحيطين الإقليمي والدولي، ومن ثم ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال هارون إنه يلاحظ أن القيادة التنفيذية الجديدة يبدو من مخاطبتها أنها تُولي الأولوية للملف الاقتصادي لتخفيف تكاليف المعيشة وتحسين وتوفير السيولة، موضحاً أنه إذا لم تتم معالجة الملفات داخل الإطار السياسي الأوسع بأولوياته وبتسوية النزاعات وتعزيز قاعدة التوافق الوطني، فإن سيصعب إحراز تقدم حقيقي في الملفات ذات الطبيعة الاقتصادية.
العدو أمامه والبحر خلفه
رئيس لجنة التجارة والصناعة بالبرلمان عبد الله مسار قال لـ(السوداني)، إن معتز لديه فرصه للنجاح لأن الحكومة صارت خفيفة ومهامها محددة والمرض معلوم ومشخص وهو الأزمة الاقتصادية ومعاش الناس وهو رئيس الوزراء ووزير المالية، وجمع بين الأُختين وصارت الوزارات قليلة والتنسيق والتعاون بينها سهلاً، وأضاف: (يحتاج إلى أن يكون سائق الباص وليس الكمساري، لأن العدو أمامه والبحر خلفه)، وأوضح أن التحدي الثاني هو كيفية العمل على اختراق في العلاقات الخارجية لصالح الاقتصاد، والتحدي الثالث أن يتخلص من الحكومة العميقة صاحبة المصالح، بجانب أن هناك تحدياً رابعاً عليه أن يواجهه وهو الفساد والمفسدون، وخاصة الذي يأتي من مراكز القوى، وكيف يصلح الخدمة المدنية ليستطيع بها إصلاح حال الدولة، وأيضاً كيفية إيقاف الصرف الأمني لتذهب الأموال لصالح الخدمات والإنتاج، وأخيراً كيف يضبط الوقت والموارد المُهدرة في الاحتفالات والاستقبالات، وكيف يوقف التهريب الذي وراءه الكبار كتهريب الذهب مع كل هذه التحديات لديه فرصة للنجاح. فيما قال رئيس كتلة أحزاب الأمة والتحرير والعدالة بالبرلمان، عيسى مصطفى، إن حكومة رئيس مجلس الوزراء معتز جاءت في توقيت تمر فيه البلاد بالأزمات وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية، وهنالك تحديات كثيرة وعقبات جمة أمام هذه الحكومة لذلك ينبغي أن تكون حكومة المهام الصعبة، وأوضح في حديثه لـ(السوداني) أن نجاح الحكومة يرتبط بأن تضع في سلم أولوياتها معالجة الأزمة الاقتصادية مع وضع تدابير تخفيف حدتها على المواطن وترتيب أولويات الصرف، والسعي الجاد لإكمال السلام، مع ضرورة إعطاء ملف العلاقات الخارجية أهمية، وتهيئة المناخ للتحول الديمقراطي، والسير على نهج مخرجات الحوار الوطني.
صحيفة السوداني.