زهير السراج

ماذا يريد (قوش) ؟!


* لا أعتقد أن مدير جهاز الأمن (صلاح قوش) من السذاجة بحيث يرسل خطابا الى القيادى بالحزب الشيوعى السودانى (صديق يوسف) يطلب منه ترشيح

عدد من افراد اسرته للعمل بجهاز الأمن، وهو يعلم تمام العلم موقف (صديق) من النظام وجهاز الأمن، وأنه ليس الشخص الذى يلبى هذا الطلب، ولكنه قصد من خطابه شيئا آخر تماما، وهو الاغتيال المعنوى لشخصية (صديق)، إذ اعتقد أن (صديق) سيكتفى بتجاهل الخطاب وعدم الرد عليه، وهنا ينتهز (قوش) الفرصة ويسرِّب الخطاب الى الميديا، وعندما يرد (صديق) يكون الوقت قد فات، ويحقق (قوش) ما سعى إليه !!

* غير أن (صديق) الذى يتمتع بذكاء حاد وخبرات كبيرة فى مقاومة الظلم والظالمين وكشف مؤامراتهم، فطن الى المؤامرة وقام بكتابة رد حاسم ونشره على الميديا مع خطاب مدير جهاز الأمن الذى انقلب سحره عليه، وأعيد هنا نشر الرد المفحم لمن لم يسعفه الظرف بالإطلاع عليه:

في أكتوبر 6, 2018
السيد / مدير عام حهاز الامن والمخابرات الوطني،

تسلمت خطابكم بالنمرة /ج أ م و/م م ع –بتاريخ/ اكتوبر/ 2018 ، الذي تطلبون فيه مني ترشيح افراد من عائلتي للتقدم للتوظيف في جهاز الامن والمخابرات:


اولاً: منذ انقلاب 30 يونيو وقبل صباح 30 يونيو، قام جهازكم باعتقال عشرات المواطنين وقادة الاحزاب السياسيين، ومن ضمنهم بعض اعضاء اسرتي ومئات من عضوية حزبي وانا منهم ، كما تعرضنا للضرب والاساءات والتعذيب وامضيت شخصيا في فترة اعتقالي بداية فترة الانقلاب مدة سنتين، جزء منها في بيوت الاشباح وسجن كسلا، كما تعرض ابن عمي الدكتور فاروق محمد ابراهيم النور للتعذيب، وتقدم بورقة معنونة لرئيس الجمهورية ونُشرت وفتح بلاغ ضد د نافع علي نافع في المحاكم، ولم تعقد منذ عام 90 حتى الان اي جلسة للنظر في الاتهام الذي تقدم به.


ثانياً: على الرغم من ممارسات جهاز الامن التي استمرت حتى عام 2005 دون اي سند دستوري، وعندما اجيز دستور 2005 الذي حدد سلطات جهاز الامن في جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للسلطات المختصة، وبالرغم من النص الصريح لمسؤليات ومهام جهاز الامن في الدستور الا ان قانون الامن الوطتي الذي اجيز جاء مخالفا للنص الدستوري، وفي عام 2009 اجيز قانون الامن بالرغم من المعارضة الواسعة، وتم اعتقال حتى اعضاء في المجلس الوطني.

ممارسة جهاز الامن الوطني داخل المعتقلات والسجون تسببت في تعرض مئات المعتقلين للامراض المزمنة، وتم قتل كثيرين جراء التعذيب كما حدث لزميلنا وعضو حزبنا الطبيب (على فضل) ووفاة الاستاذ (عبدالمنعم سليمان) في سجن كوبر نتيجة للاهمال وصدمة السكري دون نقله للمستشفي.

تعرضت انا شخصيا لفترات اعتقال طويلة خلال فترة النظام الحالي تجاوزت الست سنوات في مجموعها، ونسبةً لتلك الاعتقالات فقد تعطلت اعمالي الهندسية مما تسبب في افلاسي عملياً، ولابد ان اذكر انه خلال فترات هذا النظام تعرض اثنان من ابنائي للاعتقالات المتكررة وحدث في العام 1996 ان كنا ثلاثتنا في المعتقل في وقت واحد.


ان جهاز الامن والمخابرات غير متوافق مع الدستور والذي شملت انتهاكاته للمواطنين وكممت افواههم وصادرت انشطتهم، وقد تعرضت شخصيا للمنع من السفر 5 مرات للمشاركة في اجتماعات المعارضة خارج البلاد.

المنع من السفر والاعتقالات والتعذيب والتشريد من العمل الذي طال الاف المواطنين، والممارسات القمعية اليومية للنشاط السياسي والجماهيري والعنف المفرط كما حدث في سبتمبر 2013 وللحراك الجماهيري، كله مؤشرات لرفض اي مواطن ان يشارك ويكون جزءا من هذا التنظيم.

كما ان الطريقة التي بعثت بها لترشيح التوظيف عن طريق الواسطة مخالفة لاسس التوظيف الذي يقتضي النشر الكامل للوظائف، وترك التقديم للوظائف اختيارا شخصيا حسب نظم التوظيف المنصوص عليها في قوانين الخدمة المدنية، وليس عن طريق وسائل التمكين لفئات معينة كما ينتهج النظام ويتبع في طرق التوظيف.

صديق يوسف – عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني

* كان هذا هو رد القيادى بالحزب وعضو اللجنة المركزية (صديق يوسف) الذى لا يحتاج لتعليق أوتعقيب، غير قول الشاعر :
وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه
وحافرُ بئرِ الغَدْرِ يسقطُ في البئرِ
وكم حافرٍ لحدًا ليدفنَ غيرَه
على نفسِه قد جَرَّ في ذلك الحفرِ
وكم رائشٍ سهمًا ليصطادَ غيرَه
أُصِيب بذاك السَّهمِ في ثغرة النَّحرِ

أو كما قال الله تعالى (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) .. صدق الله العظيم.

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫5 تعليقات

  1. لا أتفق مع تحليلك الاخ زهير وأعتقد أن ما يرمي له صلاح قوش من هذا الخطاب والذي أتوقع أنه ارسل لعدد من قيادات المعارضة هو التأكيد على قومية جهاز الأمن ويحق لكل سوداني الانضمام له وأنه ليس تابع للنظام، ويريد أن يثبت للرأي العام أن المعارضة هي التي ترفض الانضمام للجهاز وليس العكس.وفي رأي مهما حاول جهاز الأمن أن يتجمل يظهر قبحه أكثر.

  2. الشيوعيون الملحدون أخس خلق الله والإسلاميون تخلصوا من صادقيهم ومتدينيهم وراحوا يتوسلون للشيوعيين للانضمام إليهم مما أوقعهم في المهانة.

    1. في الخساسة يستوي الاثنان الشيوعيين والاسلاميين، كل مهم أشد قذارة من الآخر

  3. بعد كل هذا التحليل والتأويل أعتقد وأظن أن خطاب قوش لو وصلك لكنا نسمع الآن باللواء أمن زهير السراج سيعقد مؤتمرا صحفيا يوضح فيه أسباب انضمامه لجهاز الأمن والمخابرات. فخلينا من البطولات الوهمية يا