زهير السراج

هكذا تتحقق (الديشليونات) يا معتز !!


* لا أدرى من الذى خدع رئيس الوزراء وصوَّر له أن تصدير اللحوم والحصول على مليارات الدولارات لا يتطلب سوى وجود مسالخ أو مصانع حديثة حديثة، ما جعل (المعتز بالله) يسرع لزيارة بعض المسالخ، ثم يغرِّد وهو طائر من الفرح

:

” تفقدت اليوم 4 مسالخ للحوم الصادر، سررت بمجهودات حثيثة لتطوير صادرات اللحوم المصنعة، متفاءلون بتحقيق مليار دولار عائد صادر اللحوم المصنعة في القريب العاجل، يمكن أن تقفز خلال سنوات قليلة ل5 مليار دولار باكتمال سلاسل تصنيع القيمة المضافة…نسير في الطريق الصحيح”

* تعكس هذه (التغريدة) أحد أمرين: إما مدى الخداع الذى تعرض له من البعض عن الطريقة الصحيحة للإستفادة من الثروة الحيوانية واستغلالها إقتصاديا، أو محاولته دغدغة مشاعر الناس بأحلام لن تتحقق بالطريقة التى قيلت له ..!!

* عندما قرأت تلك التغريدة، كنت أود التعليق عليها حتى يتمكن رئيس الوزراء من قراءتها بشكل مباشر، إلا أننى خشيت عليه من إدمان التويتر والإنشغال به عن هموم الوطن خاصة أنه محب ولهان للتغريدات، فآثرت يكون تعليقى فى شكل مقال انشره على موقع الصحيفة الإلكترونى، إذ أننى ــ كما يعلم الجميع ــ ما زلت محروما منذ عامين بقرار من السلطة الجائرة من نشر مقالى على النسخة الورقية للصحيفة، وأقول للمعتز بالله ..

* سيدى رئيس الوزراء الموقر .. إن المسألة ليست كما تظن، مجرد بنية تحتية حديثة للذبح أو التصنيع، وإنما عدة عوامل تتضافر مع بعضها البعض لتحقيق ما يسمى بـ(الاستغلال الاقتصادى للثروة الحيوانية) الذى يجلب العائدات الضخمة التى ذكرتها فى تغريدتك، ويحتاج كل عامل من هذه العوامل نفسها الى جهود مخلصة وصبر وصرف كى تتحقق، وألخصها لك فى الآتى:
1 – مكافحة الأمراض
2 – تحسين المراعى
3 – تحسين النوع والانتاجية
4 – التصنيع
5 – التسويق وإيجاد اسواق خارجية ثابتة

* قد يبدو تحقيق هذه العوامل من السهولة بمكان، وهو كذلك بالفعل، ولكن بشرط أن تتعامل معها الدولة بجدية كافية، وتضع تنمية الثروة الحيوانية على أعلى قائمة أولوياتها، بما يحقق العائد الاقتصادى الضخم المطلوب منها فضلا عن تنمية المجتمعات المحلية الضخمة التى تعتمد على الثروة الحيوانية فى معيشتها وحياتها، وتشكل غالبية المجتمع السودانى!!

* ولا بد من وجود إيمان عميق لدى الكافة، خاصةً صُنَّاع القرار (وليس صناع السوق)، بأن الثروة الحيوانية يمكن أن تضعنا فى قائمة الاقتصاديات الكبيرة فى العالم ( أو لنقل أفريقيا)، وتعود علينا بمنفعة إقتصادية واجتماعية بل وسياسية كبيرة تتمثل فى العائد الضخم، والتطور الاجتماعى، ووضع حد للصراع على الموارد الذى يتطور فى أغلب الأحيان الى صراع سياسى يأخذ أشكالا وانماطا متعددة ومعقدة، مثلما يحدث الآن فى غرب السودان، وخاصة فى إقليم دارفور !!

* لقد حبانا الله بكم هائل من الثورة الحيوانية بالاضافة الى تنوعها الفريد، فلدينا الماشية بأنواعها المختلفة، ولدينا الثروة السمكية، ولدينا الحياة البرية ..إلخ، ولكل نوع ميزاته التى يمكن تنميتها وتحسينها لتساهم فى تطوير المجتمع !!

* وإذا أخذنا الماشية فقط كمثال (البقر، الضأن، الماعز، والجمال)، سنكتشف أن أكثر الإحصائيات تحفظا تحدد تعدادها بحوالى (مئة مليون رأس)، ولكن ليس لها، للأسف، أية قيمة إقتصادية تذكر، بسبب تفشى الأمراض الوبائية، وسوء النوعية وضعف الجودة وضآلة الإنتاجية، بما يقصيها بشكل نهائى من المنافسة الاقتصادية عالميا أو حتى إقليميا، ولن يفيد بشئ أن نرفع مستوى المسالخ أو نشيد المصانع الحديثة، فالمعيار الأساسى فى إقبال السوق الخارجى عليك هو خلو بلدك من وبائيات الحيوان والنوعية الجيدة، وليس مستوى التصنيع أو التغليف، ويكفى كمثال أن أقول لك ان (السعودية) وهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تستورد الضأن السودانى، لاغراض موسم الهدى، ظلت تعيد الشحنات تلو الشحنات بسبب الأمراض على مر السنين، وترسل الوفود تلو الوفود لتنبيه المسؤولين بضرورة مكافحة الأمراض ورفع الجودة حتى تستورد الماشية السودانية، ولكن لا عين ترى ولا أذن تسمع ولا عقل يفهم، ولكم ضاعت علينا (دشيليونات) بسبب هذا الاهمال!!

* نستطيع أن نفهم هذا الحديث إذا قارنا بين هولندا التى تبلغ مساحتها (16 ألف ميل مربع فقط) ويبلغ عدد ماشيتها (بما فى ذلك الخنازير) 16 مليون فقط، وبين السودان الذى تبلغ مساحته (700 ألف ميل مربع، ومليون قبل الانفصال) ويبلغ تعداد ماشيته (100 مليون)، لا تساوى شيئا من الناحية الاقتصادية، بينما تعد هولندا من أكبر المصدرين لمنتجات الألبان واللحوم فى العالم، بسبب جودة منتجاتها وخلوها من الامراض ،وهو ما ينطبق ايضا على الأرجنتين، ونيوزيلندا، والبرازيل ..إلخ، وبالطبع لا مجال للمقارنة مع استراليا والولايات المتحدة التى بناها فى الأصل (رعاة البقر) كما نشاهد فى افلام (الكابوى) الأمريكية، قبل ان تبنيها الصناعة باستثمار عائدات الزراعة بنوعيها النباتى والحيوانى فى المقام الأول، والمزواجة بينهما !!

* أما نحن، الذين حبانا الله بالمساحات الشاسعة، والاعداد الضخمة من النعم والثروات التى تمشى بيننا فوق الأرض، فأهملناها ولم نفكر فى تنميتها واستغلالها إقتصاديا، وجرينا نبحث عن البترول والذهب تحت الأرض، وحتى هذه عندما وجدناها أضعناها سدى، لم نفكر فى إستثمارها بتنمية النعم والثروات التى حبانا الله بها وتطوير بلادنا، ولم نتركها للأجيال القادمة لتنتفع منها، ولا نزال سادرين فى غبائنا وعمى بصيرتنا، وكما نفذ البترول، فالذهب فى الطريق !!

* ما دمت سيدى أبديت إهتماما بهذا الكنز المهمل، فلا بد أن تفهم أن الموضوع ليس مجرد مسالخ ومصانع فقط، وإنما عمل جاد وطويل يحتاج الى عقول جبارة وإخلاص و جهد وصبر وإنفاق ووقت، ليس عاما ولا عامين، ولا عشرة، ولا عشرين .. ولا دورة رئاسية واحدة تتحقق فيها إنجازات وهمية كرغوة الصابون لينتخب البشير رئيسا للجمهورية، وانما عشرات الأعوام .. أما عن المكاسب، فليس مليارا واحدا أو خمسة كما تظن، وإنما ما لا يعد ولا يحصى من الثروات والخيرات .. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫5 تعليقات

  1. حبيبنا زهير .. في تقديري الضعيف إت رجل محبط ولا تنتقد بشكل إيجابي ..الرجل والحق يقال أول رئيس وزراء يجهد ويعمل قدر الإمكان لإخراج البلد من المأزق ..

    1 – مكافحة الأمراض
2 – تحسين المراعى
3 – تحسين النوع والانتاجية
4 – التصنيع
5 – التسويق وإيجاد اسواق خارجية ثابتة

    بالنسبة للأمراض ما كل الماشية مريضة وخلينا نبدء بالسليمة وهي كثيرة …

    وبالنسبة للمراعي طبيعية ومتوفرة ولله الحمد وهي من الأنواع الجيدة ومرغوبة خارجيا … وخاصة في دول الخليج

    وبالنسبة للتسويق الأسواق متوفرة في دول الخليج ومصر والراجع منها داخليا الناس محتاجة ليهو

    والبناء ببدء من طوبة .. وكويس إنو الآن بدء في المشروع والفكرة جيدة وان شاء الله تتطور

    أترك الحكومة على جنب في سبيل مصلحة البلد وخليك متفاءل في المشاريع البتقدم البلد

  2. صدقت ابو احمد هذا الشخص ما قراءت له مقال فيه مدح او كلمة حق دائما محبط ويخالف ما اجمع عليه الناس
    الكلمة مسئولية امام الله قبل الضمير ياخي الناس معظمهم اجمعو على الخطوات الايجابية من هذا الراجل نحفزه بكلمة
    احسنت ام نحبطه بهذا النقد الغير منطقي نعم نختلف مع الحكومة ولكن لا نختلف على الوطن والله نخشي على الغلابة في بلادي من سياسات ارتكبيت في حقهم كما اخشى على فلذات كبدي ونري في هذا الرجل خيرا من خلال ما يقوم به نسال الله له التوفيق والسداد والخروج بهذا الوطن من ما هو فيه .

  3. اغرب صحفي سوداني! لايملك اي مقومات للصحافي الناجح فاشل جدا في كتاباته ولا بري الا مايصوره له عقله المتشائم ما فعله رئيس الوزراء في ايام معدوده لاينكره الا جاحد مثلك انت علي طول تنتقد من كان خيرا او شريرا ولا تري اي محاسن في اي شخص ولو كنت مسئولا لالغيت عضويتك في مجلس الصحافة! ليس لديك اي مقال هادف وحتي كتاباتك ركيكه واسلوبك منفر للقراء لم استطع ان اكمل هذا المقال ولا اي مقال تكتبه لما فيه من حقد وتجني علي الآخرين! اري ان تغير من نفسك ومن صورتك المرفقه بالمقال والتي تدل علي بؤسك وعدم البركة في افعالك واكاد اجزم انك من تاركي الصلاة وجهك كالح ومعروف ان للمصلي نور علي وجهه او انك وسخ لا تستحم. بالله عليك فكنا من كتاباتك النتنه.

  4. السادة المحترمين AbuAhmed، ابو باسل وشرف، علي بالطلاق كاتب زي زهير دا مافي وكلامه درر وكله حقيقة واضحة. واظن معتز صدمة لو قرأ مقالته هذه لأخذ بها ولشكره عليها. أما انت يا شرف ما عارف على أي أساس حكمت عليه (بأنه من تاركي الصلاة ووجهه كالح ومعروف ان للمصلي نور على وجهه) أها عاد نسألك من ناس علي عثمان وايلا ونافع وبقية العقد الفريد هل هم من غير المصلين مع كل هذا السواد الكالح على وجوههم ولا الرأي كيف؟؟ دي زي قصة حسين خوجلي لمن أجاب على السؤآل بان وجهه ناير بسبب كثرة الوضوء وهنا كان السؤآل يعني ناس علي ديل بيتيمموا ولا شنو ههههههههههه للأسف اخطأت يا المدعو شرف في حق الكاتب الرائع الشجاع وأخير تمشي تستحمى لأنك شكلك كدا من النوع الكالح الوجه بسبب عدم الصلاة وبالأحرى عدم الحمام. تعليقك يا شرف غاية في النتانة والعفن

  5. من يقرأ المقال يجد أن جله ( الأمراض ، الأمراض ، الأمراض ) وتكرر ذلك في كل ققرات المقال تقريباً ..
    وكأن (الأمراض) أصبحت بصمة لماشية السودان ..
    وهذا حديث لا أظنه صحيحاً أبداً ، ولم يأت لنا بإحصائيات علمية عن ذلك ..
    مما جعل الشك يحوم حول المقال بأن الكاتب ربما يهدف إلى شي آخر والله أعلم ..
    ومما يعزز ذلك أننا لم نقرأ له يوماً أمراً واحداً .. واحداً فقط نظر فيه إلى نصف الكوب المليان ..
    وكأن بيت الشعر ( وعين الرضى عن كل عيبٍ كليةٌ / ولكن عين السخط تُبدي المساويا ) ينطبق عليه تماماً .
    حتى تواصل المسؤول مع الجمهور ( كما يفعل كل قادة العالم الذين يحترمون آراء شعوبهم) عبر وسيلة تواصل اصبحت الأوسع إنتشاراً ..
    حتى هذه لم ينظر إليها بإيجابية وأطلق عليها عبارات السخرية ..
    عموماً .. الحمد لله أن الآراء التي يطلقها الصحفيون إنما يخاطبون خلالها شعب واعي جداً يستطيع أن يميز الغث من الثمين ..
    وتفاءلوا بالخير تجدوه .. ودمتم بخير