تحقيقات وتقارير

خفايا وأسرار ما قبل لقاء “هارون” و”حميدتي” في منزل الرئيس

إذا كان الرئيس “عمر البشير” قد استثمرت القارة الأفريقية في خبراته وحضوره وعلاقاته..

ونجح في نزع فتيل الحرب في دولة جنوب السودان بعد أن عجز الغرب ووكلاؤه في المنطقة ولمدة ثلاث سنوات من التفاوض المتعثر عن تحقيق السلام، وقد توصل “البشير” لاتفاق أنهى الخصومة المريرة بين “سلفاكير ميارديت” رئيس حكومة جنوب السودان ود.”رياك مشار” زعيم المعارضة، فإن نجاحات “البشير” الخارجية لن تحقق مقاصدها إذا كان هناك تصدع في جدران بيته الداخلي..

ويهاجم قائد أهم قوة عسكرية في الفضاء الإعلامي أهم ولاة الولايات وأقربهم للرئيس “عمر البشير”.. ولم يخذل قيادات كبيرة في الدولة والمؤسسة العسكرية الرئيس “عمر البشير” حينما استطاع قيادات هم: الفريق أول “بكري حسن صالح” النائب الأول للرئيس، والفريق “عوض ابن عوف” وزير الدفاع واللواء “عبد الله علي صافي النور” واللواء “عبد الرحيم حمدان دقلو” الشقيق الأكبر لـ”محمد حمدان دقلو” والمهندس “صلاح قوش”، لم يخذلوه في حمل “هارون” و”حميدتي” على التصافي والتوافق، وقد التزم مولّانا “هارون” منذ أن أطلق “حميدتي” حديثه الغاضب عبر قناة (سودانية 24) الصمت وترك للقيادة حل أي خلاف بينه و”حميدتي” عبر المؤسسات، وأمسك لسانه في موقف نبيل وشجاع ومسؤول جداً.. في الوقت الذي كان “حميدتي” شجاعاً جداً في تقديم اعتذاره لأخيه “هارون” والشجاعة (لا تتجزأ) عند من يقاتل ولا يخاف الموت مثل “حميدتي” يملك شجاعة الاعتذار والرجوع من الخطأ للصواب..

ومساء (الأربعاء) جمع الرئيس “البشير” بحكمته وصبره ونفاذ بصيرته القائد “دقلو” والوالي “هارون” في منزله الذي شهد حل أكثر القضايا تعقيداً في الساحة.. ولم يمض وقت طويل على لقاء الرئيس بهما حتى بُثت صورة في الفضاء جمعت القائد “البشير” بجندييه “هارون” و”دقلو” والابتسامات تضيء الوجوه.. وقد خابت توقعات المتربصين.. وتبدّد حلم الحالمين بتصدع جدار الحكومة وتصاعد الخلافات.. وانقشعت بذلك سحابة ظللت علاقات “حميدتي” و”هارون”.

وإذا كان الوالي يشعر بأن ظلماً قد حاق به من أخيه “حميدتي” فإن الأول قد صبر كثيراً على المتربصين بقوات الدعم السريع التي تتعرض للظلم الشديد.. ويتم تصويرها في الإعلام (المعادي) للدولة بالقوات المتوحشة التي تعتدي على المواطنين دونما أسباب، وتقتل وتحلق رؤوس الشباب في الخرطوم، وهي لم تفعل أي شيء من هذا القبيل إلا قتالها للتمرد وحلق رؤوس المتمردين في دارفور وكردفان، حتى أنهت أسطورة التمرد وطردته خارج الحدود وبات مجرد عصابات تقاتل في دول الجوار لمن يدفع خاصة في ليبيا.. لذلك بدا “حميدتي” بحرصه الشديد على سمعة قوات الدعم السريع وهو القريب منها في الميدان غاضباً على الذين يبثون الشائعات وتلك هي غضبة المظلوم.. وفي سياق رده على أسئلة الزميل “الطاهر حسن التوم” (تطاير) الشرر من لسانه وأصاب ثياب مولانا “أحمد هارون” الذي يبني ويعمّر الأرض ويسقي الناس الماء ويمد طريق الصادرات.. وشعر “هارون” أيضاً بالظلم من جهة عدم تقدير ما يقدمه من عطاء في ميادين نفير النهضة واستعادة “حميدتي” لأحداث غابرة كان مسرحها قرى حول مدينة الأبيض.

الآن انقشعت الأزمة، وتصافى “هارون” و”حميدتي”، وخابت مرة أخرى آمال الجالسين في الأرصفة يمنّون أنفسهم بزوال حكم الإنقاذ بيد قادته من خلال خلافاتهم المتوهمة.. لكن حكمة الرئيس قادرة على درء المخاطر عن حكومته.

صحيفة المجهر السياسي.

‫2 تعليقات

  1. مجرم مطلوب لدى العدالة الدولية يصالح بين مجرم آخر مطلوب للعدالة الدولية و مجرم هو زعيم مليشيا مرتزقة ترتكب كل انزواع الجرائم ضد الانسانية … مجرج يصلح بين مجرم و مجرم … تماما مثل اجتماعات عائلات المافيا للتصالح