ماذا تقدم زيارة السيسي السادسة للسودان لملف سد النهضة؟
في زيارة هي السادسة لرئيس سلطة الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي إلى السودان، يثار التساؤل عما
يمكن أن تحققه زيارة اليوم الواحد بأزمة المياه وبناء سد النهضة الإثيوبي، الملف الأهم والأخطر لدى الشعبين الشقيقين.
ويصل السيسي الخرطوم الخميس، ليترأس وفد مصر باجتماعات اللجنة العليا المشتركة للبلدين، في ثاني اجتماع لها بعد لقاء القاهرة في 2016، ومن المنتظر تدشين عدد من المشروعات الاقتصادية والتنموية، خاصة بافتتاح منفذ “أرجين” البري على حدود الدولتين، وسط ترقب في أن يقود التقارب الأخير بين النظامين لإمكانية توحيد موقفهما بمقابل أديس أبابا.
وزيارة السيسي للخرطوم، الخميس، هي السادسة له، والأولى بولايته الثانية، وهي اللقاء الثالث له بالبشير هذا العام، فيما شهد حزيران/ يونيو 2014 تاريخ أول زيارة له إلى الخرطوم فيما عرف بزيارة الساعات الثلاث.
وفي آذار/ مارس 2015، جمعت الخرطوم القمة الثلاثية لقادة مصر والسودان وإثيوبيا، التي تم فيها توقيع “وثيقة مبادئ سد النهضة”، ليشارك السيسي في حزيران/ يونيو من العام ذاته في حفل تنصيب البشير لولاية جديدة.
وشهد تشرين الأول/ أكتوبر 2016، زيارة السيسي الرابعة للسودان، وفي 19 تموز/ يوليو 2018، كانت الزيارة الخامسة.
وتفجرت في الأعوام الماضية عدة أزمات بين دولتي مصب نهر النيل، ويعد أخطرها النزاع على مثلث “حلايب وشلاتين” الاستراتيجي على الحدود الشرقية للجارتين، مع اتهامات سودانية لمصر بدعم المتمردين بالسودان، ما قاد الأمر لحالة تلاسن إعلامية، وصلت لمسؤولين بالبلدين، فيما اتخذت الخرطوم موقفا مغايرا للقاهرة بملف سد النهضة، الذي ما زال التفاوض بشأنه قائما مع إثيوبيا دون نتيجة واضحة.
وتتخوف مصر من تأثير عمليات بناء سد النهضة الإثيوبي على حصتها التاريخية من المياه “55 مليار متر مكعب سنويا”، فيما تعتقد السودان أنه لن يؤثر عليها.
وفي تعليقه على زيارة السيسي السادسة للخرطوم، وما يمكن أن تنتجه بملف المياه، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، أن “ملف المياه يكاد يكون انتهى إلى هذا الوضع، فإثيوبيا تبني السد بلا توقف ولا تنازل عن شيء، والسودان متماهية معها، ونحن ندفع الثمن، والنظام أمر المصريين بشرب مياه المجاري بعد تحليتها”.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، في حديثه لـ”عربي21″، أن السودان لم يعد يثير ملف الخلاف حول مثلث “حلايب وشلاتين”؛ لوجود وعد من النظام في مصر بالتفاهم حول هذا الأمر، مشيرا إلى أن وصول السيسي والبشير لحل حول أزمة سد النهضة أمر صعب المنال.
وأكد الأشعل أن “التواصل بين الشقيقتين خطوة محمودة، ونتمنى فتح آفاقه، وليصل قطار العلاقات لأقصى حد ممكن من التكامل الاقتصادي لخدمة الشعبين”.
وتحدث الأشعل عن وجود خلافات في سياسة النظامين رغم الزيارات المتبادلة، مشيرا إلى عدم توافق بالملف الليبي والسوري واليمني، كون السيسي يدعم اللواء خليفة حفتر، وبشار الأسد، بينما يدعم البشير أطرافا مقابلة لهما، مضيفا أن “السيسي لا ينسى دعم البشير للإخوان المسلمين”.
وختم السياسي المصري بقوله إن “علاقة مصر والسودان معقدة، والزيارة جزء من زيارات متبادلة لتحسين العلاقات، وتسوية بعض الملفات العالقة، ولكن ليس بينها الملفات الرئيسية والشائكة”.
وفي رؤيته، يرى الخبير في الشؤون الأفريقية، الدكتور بدر شافعي، أن “هذا التواصل بين السيسي والبشير رسمي ونتيجة لاتفاقات مسبقة”، موضحا أنه “أمر جيد فيما يتعلق بتوطيد العلاقات بين البلدين، والتي نتمنى أن تزيد”.
أستاذ العلوم السياسية، قال لـ”عربي21″، إنه بخصوص موضوع المياه “فلا يزال هناك تباعد بشأن المواقف بينهما”، واصفا الأمر بـ”عدم قدرة مصر على جذب السودان إليها بهذا الملف كما اتضحت المفاوضات الأخيرة لسد النهضة”.
ويظن شافعي أنه ” في ظل ما تردد عن وجود مشاكل هيكلية بسد النهضة قد تؤثر على السودان أولا، يمكن أن تتخذ هذه النقطة كخيط لتقارب مصري سوداني”، مشددا أنه “لكي يحدث هذا التقارب لا بد من إيجاد حلول للقضية الأساسية المتعلقة بموضوع (حلايب وشلاتين)، التي يعتبرها السودان نقطة مفصلية”.
ويعتقد الباحث والأكاديمي المصري أنه “إذا كانت مصر ترفض فتح هذا الموضوع حتى في إطار اعتبار المنطقة منطقة تكامل، فليس أقل من أن تعلن تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التي وقعت بين البلدين عام 2004 كخطوة أولى، خاصة أنها تقضي بحرية التنقل والإقامة والعمل والتملك”.
وبين شافعي أن “السودان بالفعل كانت شرعت في تطبيقها من جانبها، لكن هذا لم يقابل بالاهتمام ذاته من الجانب المصري”، مؤكدا أن “خطوة تفعيل الاتفاقية قد تكون خطوة أولى لإعادة جذب السودان ثانية بملف المياه”.
من جانبه، أكد الباحث والمحلل السياسي، محمد حامد، أن “زيارة السيسي السادسة للخرطوم تعد مهمة جدا مع تبادل الزيارات بين الرئيسين”، مشيرا إلى حالة التقارب الأخيرة بينهما، وأن “مصر منحت البشير مؤخرا نجمة سيناء لمشاركته بحرب أكتوبر 1973”.
ويرى حامد أن “الزيارة مهمة واستراتيجية وتأسيسية لمرحلة جديدة في العلاقات بين الشعبين”، مشيرا إلى أن “تدشين خط قطارات بينهما فكرة تعزز التجارة البينية والشراكة الاستراتيجية”.
وقال إن “مصر طوت صفحة الإخوان المسلمين هناك؛ باعتبار أن نظام السودان كان يدعمهم لفترة ويؤوي بعض عناصر الجماعة”، مضيفا أن “القاهرة تنظر نظرة إيجابية للنظام بالخرطوم، خاصة أن منطقة القرن الأفريقي وجوار السودان يعيشون أفضل مراحلهم بالمصالحات التي دشنها رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، مع الصومال وجيبوتي وإريتريا”.
وأكد الباحث المصري أنه “حان وقت المصالحة، وطي صفحة الخلافات المصرية السودانية، وتطوير العلاقات الثنائية”، متوقعا أن تشهد هذه المنطقة “مرحلة جديدة من الهدوء والبناء والسلام والتآخي”.
محمد مغاور
عربي21
لا علاقات مع الكيان المحتل
عليه اولا انهاء احتلال حلايب وشلاتين وابورماد مع الاعتذار
لا يستقيم علاقات مع احتلال
ونسأل الله ان ياتي بحكومة يراعي كرامة الشعب السوداني وينهي الاحتلال
الأنظمة المصرية لا تؤمن بوائقها !!!!!! وهم عدو دائم لنهضة السودان، وسبب في كثير من الفتن والحروب التي نشأت في السودان، اللهم أصرف شرهم عنا بما شئت كيف شئت.
أما الشعب المصري المغلوب على أمره مثلنا، فهم إخواننا وسيظلون كذلك.
مصر تدعم المتمردين ضد السودان وتحتل حلايب وشلاتين وابورماد فلا يمكن ان تكون هناك علاقات
لا بد من اولا من انهاء الاحتلال
وايقاف دعم الارهابيين
زيارة تحصيل حاصل …مصر تريد من السودان أن يقف معها في ملف سد النهضة بعد ما فشلت كل محاولاتها لإرضاء الجانب الأثيوبي وإقصاء السودان …
كل المفات التي تلي الجانب السوداني مع مصر يتم تأجيلها وعدم النظر فيها … إجتماعات اللجان المشتركة لم تأتي بجديد أو نتيجة ملموسة …ومصر تسعى فقط لتحقيق مصالحها
كدي خلي السيسي يمد السودان بالغاز لمدة سنة فقط.. بدل إمداده لإسرائيل
على السودان أن يدير مصالحه مع مصر بحنكة ودبلوماسية