بيع تذاكر الطيران بالدولار.. سفري السبَّب لي عناي !!
بقُدرة قادر استطاعت “محاسن” أن تسحب كل ما أودعه زوجها الذي يرقد طريح الفراش؛ من مال بأحد البنوك الشهيرة بالخرطوم..
بعد أن قرَّر الأطباء حتمية سفره لتلقِّي العلاج بالخارج، لكن قبل أن تتنفَّس (المسكينة) الصعداء من (عذاب) سحب (فلوسهم) من (جوف) البنك، باغتتها إحدى الموظفات بوكالة (ر) بأم درمان بأن سعر تذاكر الطيران منذ أيام أصبح بالدولار وليس الجنيه السوداني، لتدخل “محاسن” في (دوَّامة) جديدة اسمها (رحلة البحث عن دولارات)، ليس لصرفها في دولة العلاج التي حدَّدها لهم الطبيب، بل لشراء تذاكر السفر..!! ومن هُنا بدأت المُعاناة.
ســــــــــــــواسية..!!
(ما فيش حد أفضل من أحد)؛ يبدو أن شركة الخطوط الجوية السعودية بالسودان، عملت بمبدأ تلك المقولة حين أعلنت مؤخراً ضوابط جديدة لمبيعات تذاكرها بالدولار وعممتها على كافة وكالات السفر والسياحة العاملة بالسودان، حيث تمَّ اعتماد نظام جديد لمبيعات التذاكر لكافة الشرائح المذكورة بحيث تُسدَّد قيمة التذاكر فيه بالدولار على أن يسري التطبيق بأثر رجعي اعتباراً من العاشر من أكتوبر 2018م وأشارت إلى أنه في حالة مخالفة النظام من قبل أي وكالة يتم تطبيق غرامة مالية مع تحمل الوكالة لجميع المصاريف والتعويضات التي تنشأ عن مخالفة التعليمات داعية كافة الوكالات للالتزام بقرارات الطيران المدني وعدم تعريض المسافرين لوضع غير مريح.
وقبل الخطوط السعودية كانت شركات الطيران الأوروبية والخطوط الملكية الأردنية والإثيوبية قد شرعت في تطبيق قرار البيع بالدولار بالسودان في سبتمبر الماضي، فيما نفذت المصرية بيع تذاكرها بالدولار في العام المنصرم 2017 ، والإماراتية منذ عام ونصف العام، والقطرية قبل (8) أشهر، وطيران الاتحاد قبل (7) أشهر بينما أضافت الخطوط التركية مؤخراً التعامل بالدولار في مبيعاتها إلى جانب العملة المحلية الجنية.
حال الوكالات
وفي جولة قامت بها (السوداني) على وكالات السفر، تقول الموظفة بوكالة الشرقاوي للسفر والسياحة نهى محمد إن بيع تذاكر الطيران بالدولار أصاب الوكالات في مقتل وجعل العاملين بها مهددون بإنهاء خدماتهم في أي لحظة لأن أصحاب العمل لا يمكن أن يدفعوا للموظفين بلا فوائد يجنوها، مشيرةً إلى أن المواطنين أيضاً سيطالهم ضرر بليغ لأنهم إذا كانوا قد عجزوا عن الحصول على أموالهم بالعُملة المحلية فما بالك بالدولار الذي أصبح بعيد المنال للأغلبية العظمى من المواطنين.
وتساءلت نهى : هل يستطيع البنك توفير الدولار لـ “2000” وكالة سفر تعمل في هذا المجال، وأضافت بأن الكثيرين من المسافرين يأتون إلينا وعندما نخبرهم بثمن الرحلة بالدولار ينصدمون ومنهم من يطلب محاولة تغيير مساره فمثلاً المسافر للرياض يضطر إلى تعديل مساره إلى جدة، ومن هناك يواصل رحلته بــ” البصات ” المتوجهة إلى الرياض ” وذلك لتقليل تكلفة السفر. وأشارت نهى إلى أن هنالك مشكلات كثيرة يواجهها العاملون في القطاع منها انتشار وكالات عشوائية، هذا بالإضافة للاحتكار الواضح في التعامل والذي تستأثر به بعض الوكالات، منوهة إلى أن اتحاد وكالات السفر لم يوفر لهم الحماية، في حين أنه يطالب برسوم الرخصة وغيرها من (التحصيلات).
من ناحيتها قالت عفراء عمر – من وكالة البروف – لـ(السوداني) إن الدولار في السوق الأسود غير متوفر فكيف يكون عُملة رسمية لقطع تذاكر الطيران، مؤكدة وجود ركود واضح في الحجوزات بسبب هذه الإجراءات، وقالت الآن نعمل فقط بالطيران الاقتصادي ورغم ذلك الحجوزات متوقفه.
الاتحاد الدولي للطيران
وقال مصدر موثوق بمكتب الاتحاد الدولي للطيران (الأياتا) بالخرطوم لـ(السوداني) إن قرار بيع التذاكر بالدولار بالخطوط المذكورة كافة تم نتيجة لمجابهة هذه الشركات لمشكلات تحويل أرباحها لدولها بسبب شح النقد الأجنبي بالسودان ولفت إلى أن البنك المركزي سمح لها ببيع تذاكرها بالنقد الأجنبي للأجانب والمغتربين، كاشفاً عن تحايل بعض الشركات أحياناً في وضع أسعار تذاكر بالدولار بأقل من السعر بالعملة المحلية (الجنيه) ، وقلل من أثر القرار على سوق السفر بالداخل طالما أن الشركات تحدد سعر دولار التذاكر بواقع (18) جنيهاً.
وشملت الضوابط السعودية الجديدة منع إصدار تذاكر سفر بالعملة المحلية لشخص خارج السودان إضافة لبيع تذاكر السفر بالعملات الأجنبية القابلة للتحويل للفئات التالية من جمهور المسافرين، الأجانب باستثناء السودانيين من حملة الجوازات الأجنبية والمقيمين داخل السودان على أن تبدأ الرحلة من داخل السودان إلى جانب السودانيين العاملين بالخارج.
سُلطة الطيران ماذا قالت؟
وقال الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني د. عبدالحافظ عبدالرحيم لـ(السوداني) إن السلطة معنية بأسعار الطيران الداخلي، بينما تحدد أسعار الشركات الأجنبية بواسطة الاتحاد الدولي للطيران بالميل البحري، مشيراً إلى أن سلطة الطيران تقوم بتقديم توصية لبنك السودان المركزي والذي تحول عبره هذه الشركات أرباح مبيعاتها لدولها بالنقد الأجنبي لمنح هذه الشركات أرباحاً بأسعار مجزية دون التحكم في أسعار مبيعاتها.
الخرطوم : هالة حمزة – شيراز سيف الدين
صحيفة السوداني.
عميل الخليج تاني سواها