زهير السراج

اللهم طَشِش الشبَّكة !!


* لا ادرى ماذا يستفيد المواطنون من (تغريدات معتز) مع الأزمات المتلاحقة التى يعانون منها، حتى يخرج علينا مدير المركز القومى للمعلومات (المهندس محمد عبدالرحيم) معربا عن سعادته فى حديث صحفى، بما حققته تلك التغريدات (الجوفاء) من زيادة عدد السودانيين فى موقع (تويتر)!!

* جاء فى الحديث الصحفى: ” كشف مدير المركز القومي للمعلومات المهندس (محمد عبد الرحيم) عن تزايد السودانيين في (تويتر)، بسبب اتجاه رئيس الوزراء (معتز موسى) للموقع وإطلاق تغريداته حول الشأن العام ، وقال إنهم في المركز نصحوا رئيس الوزراء بتسجيل حساب باسمه على مواقع التواصل وقاموا بتكليف مهندسين لإطلاق الحساب .!!

* وأشاد مدير المركز بخطوة (معتز موسى)، قائلاً: “حسناً فعل رئيس مجلس الوزراء بالدخول لتويتر وإطلاق تغريداته، بجانب إنشاء صفحة على الفيسبوك، وهو ما مكَّنه من إدارة حوار مع الجمهور وأصبحت المعلومات وتحركاته متاحة للجميع”!!

* وأشار المهندس (عبد الرحيم) إلى أن الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن تبلغ (1940) خدمة، “وقمنا بحصرها ووضعناها في مرشد نشرناه في بوابة السودان الإلكترونية، وحددنا (51) خدمة يمكن للمواطن أن يقدِّم لها من منزله منها الكرت الصحي، والتقديم للحج والجامعات، ونرتب قبل نهاية العام الحالي للعمل على الإجراءات الهجرية، ومثلاً تاني ما حتكون محتاج تمشي لتجديد جواز السفر، وخدمات المرور، وإجراءات السجل المدني، كل الحاجات دى ممكن تبداها من البيت، وتنهي (90%) من مطلوبات الخدمة قبل الذهاب للمجمع”.

* كما أكد بأنه ليس هنالك “حاجة اسمها الشبكة طاشة، في أي حتة بقولوا ليك الشبكة طاشة معناها أن الموظف الذي يقدم الخدمة يتعلل بالشبكة حتى لو شغالة حتى يذهب لتناول كباية شاي (مثلا)، ودعا مدير مركز المعلومات المواطنين من اختبار ذلك من خلال الهاتف، فإذا دخلت واتساب أو فيسبوك، فهذا يعني توفر الشبكة وأنها ليست طاشة” انتهى الحديث.

* أبدأ تعليقى على المهندس (عبدالرحيم) من الآخر، وأقول له بأن حديثه عن الشبكة الطاشة غير صحيح، “وهنالك حاجة إسمها الشبكة طاشة”، بل إن (طششان الشبكة) زاد فى الفترة الأخيرة، حتى صارت القاعدة هى الطششان، بسبب الضغط الشديد على شبكة الإنترنت، وانقطاعها عن بعض المناطق تماما، ليس فى الأطراف وإنما وسط الخرطوم، ولا يعقل أن يكون السبب الوحيد هو تسيب الموظف المسؤول من الخدمة، ولكل منا تجاربه المريرة فى هذه المشكلة، ولقد كان لى الكثير من التجارب، وأذكر هنا تجربة جميلة مررت بها فى وزارة الخارجية قبل فترة عندما ذهبت لتوثيق بعض المستندات، ولم يكن جمال التجربة فى عدم غياب الشبكة، ولكن فى (غيابها وطششانها)، حيث أمر وكيل وزارة الخارجية الموظفين بتحصيل الرسوم واستخراج الايصالات بالطريقة التقليدية وعدم انتظار الشبكة رحمةً بالمواطنين، وكان ذلك من أكثر القرارات التى اسعدت الناس إذ ان الطريقة التقليدية كانت اسرع، مما جعل الكل يتمنى بأن تعود الدولة الى العمل بالنظام التقليدى، حفظا للوقت والجهد !!

* يبشرنا المهندس (عبدالرحيم) باقتراب انطلاق الخدمة الإلكترونية فى عدد من المجالات منها الجوازات والسجل المدنى ..إلخ، وهو شئ جميل، ونرجو الا تكون فى جانب والواقع فى جانب آخر، مثل تغريدات السيد معتز!!

* ما يريده المواطن السودانى فى الوقت الحالى هو أن تتوفر وتتحسن الخدمات، إلكترونية كانت أم تقليدية، وأن تكف الحكومة عن الخداع والكذب على الناس، ويكون حديثها مطابقا للواقع، ولا يهمنا بعد ذلك إذا غرد معتز أو صاح او نهق .. وليت الشبكة تطش نهائيا حتى يتوقف السيد معتز عن التغريد الأجوف، ويتفرغ للعمل!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد