السلب والنهب.. “إسلوب نضالى” لقطاع الشمال
أدت المجهودات الكبيرة التي قامت بها القوات المسلحة السودانية وسيطرتها الكاملة علي الأوضاع العسكرية والأمنية بجنوب النيل الأزرق، الى إنحسار المواجهات العسكرية مع متمردي الجيش الشعبي..
مما ساهم في عودة المواطنين المتأثرين بالأحداث إلي مناطقهم وقراهم الأصلية ومباشرة حياتهم الإعتيادية في الزراعة والرعي والتجارة الحدودية، عقب ذلك عمدت المجموعات المتبقية من متمردي قطاع الشمال “بممارسة طريقة جديدة للنضال” وذلك بممارسة النهب والسلب وترويع الآمنين للتأثير علي الجهود الجارية لإنحاج الموسم الزراعي وعمليات الحصاد، فضلاً عن التعرض لمسارات الرعاة ونهب مواشيهم وممتلكاتهم، في ظل رفض كبير لدي الأوساط الشعبية والمجتمعية بالمنطقة لهذه الممارسات، معتبرة أن الحركات المسلحة فقدت البوصلة وإتجهت للإضرار بالمواطن الذي تدعي النضال بإسمه.
وخلال الاشهر الماضية عاني المواطنون بالمنطقة من الإنتهاكات العديدة من مسلحي الحركة الشعبية، حيث قامت قوة من الجيش الشعبي قادمة من دولة جنوب السودان في الأول مطلع أبريل الماضي بنهب تراكتور من مشروع زراعي لأحد المواطنين بمنطقة (قلي) بمحلية التضامن، كما أطلقت مجموعة من الحركة الشعبية النار علي أحد الجنود التابعين للشرطة أثناء قيامه بواجب التأمين بالمنطقة الواقعة جنوب جبل كلقو بمنطقة الإنقسنا مما أدي لإصابته في ساقه الأيمن وتم إخلائه لمستشفي الدمازين.
ولم تتوقف إنتهاكات منسوبي الجيش الشعبي علي المزارعين ورجال الشرطة العاملين في تأمين المشاريع الزراعية فقط وإنما إمتدت الإنتهاكات لتشمل الرعاة في فرقانهم ومساراتهم الرعوية، ففي النصف الثاني من ذات الشهر، قامت قوة من مجموعة “الأدوك” تقدر بحجم جماعة مشاة قادمة من منطقة ميلك غرب مدينة الكرمك بمهاجمة فرقان للعرب الرحل بمنطقة (سركم) ونهب (300) رأس من المواشي وإصابة الراعي بعيار ناري في رجله اليمني، وبعدها تمكنت القوات المسلحة الموجودة بمنطقة (سالي) من ملاحقة الجناة وإسترداد المواشي المنهوبة.
أما في شهر(مايو) فقد رصدت السلطات المحلية بالمنطقة ثلاث حالات لإنتهاكات منسوبي قطاع الشمال ضد الرعاة والمزارعين، حيث قامت قوة متمردة من (مجموعة الإنقسنا) تقدر بحجم فصلية مشاة من نهب “مراح” من الأبقار من قبيلة الفلاتة الرحل وذلك بمنطقة (بالدقو) وتم إدخال الأبقار لجبال الأنقسنا، وفي النصف الثاني من الشهر نفسه قامت مجموعة من الحركة الشعبية بإطلاق النار علي أحد الرعاة وإصابته في كتفه الأيمن ونهب أبقاره بمنطقة (بنجوسي) الواقعة تحت سيطرة مجموعة الأدوك.
وبسبب الأوضاع المزرية التي تعيشها قوات الحركة الشعبية بعد إنقطاع الدعم عنها من الحركة الشعبية الأم بدولة جنوب السودان، وتضييق الخناق عليها بواسطة القوات المسلحة السودانية، فضلاً عن تأثيرات إنقسام الحركة إلي جناحين بقيادة الحلو وعقار والإستقطاب الحاد بين المجموعتين، وتصاعد عمليات التصفية وسط القيادات العسكرية وتبادل الإتهامات داخل فصائل الحركة حول عمليات الإغتيال، عانت قوات الحركة بالمنطقة من حالة الجوع ونقص الإمدادات والمؤن الغذائية، وأصبحت تتسلل إلي المشاريع الزراعية للسكان المحليين وتقوم بنهب تعيينات العمال وموادهم الغذائية، حيث تسللت قوة من الحركة الشعبية في الإسبوع الأخير لشهر(مايو) تقدر بحجم جماعة مشاة مسلحين بقرنوف وأربجي وعدد”7″ بنادق كلاشنكوف لمشروع أحد المواطنين بالقرب من جبال(جانيت) وقاموا بنهب وسرقة تعيينات العمال بالمشروع ولاذوا بالفرار تجاه معسكر داموك، فضلاً عن قيام عناصر من الحركة بإطلاق النار علي أحد الرعاة ه في منطقة محطة البركة مما أدي لإصابته بعيار ناري في أعلي الكتف ونهب عدد(30) رأس من الضأن والإنسحاب بها لإتجاه منطقة(ميك).
كما تعدت عمليات التعدي علي الرعاة ونهب مواشيهم إلي القيام بقتل أحد الرعاة بمنطقة (ميك) وذلك في بداية شهر(يونيو) حيث قامت مجموعة من عناصر الجيش الشعبي المتواجدين بمنطقة “الجقب وجبل بوي” بجبال الإنقسنا يتبعون لقوات مالك عقار بالهجوم علي “فريق” للرحل ونهب عدد(80) راس من الأبقار.
وتتابعت أيضاً عمليات التسلل لعناصر الحركة الشعبية نحو المشاريع الزراعية التابعة لمحلية التضامن لنهب ممتلكات العمال بالمشاريع الزراعية، حيث قامت مجموعة من الإنقسنا موالية للمتمرد مالك عقار في شهر(أكتوبر) الماضي تقدر بحوالي “20” فرد بنهب العمال الآمنين بمنطقة أقدي بمحلية التضامن، فضلاً عن المعلومات التي تتحدث عن قيام قوة من الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان بعملية جمع الضرائب ونهب موبايلات المواطنين العاملين في المشاريع الزراعية بالقرب من منطقة(جريوة) التي تقع في الحدود مع جنوب السودان ومناطق مشاريع الأدهم في الحدود الغربية مع دولة جنوب السودان.
وتتفق أغلب إفادات المراقبين وقيادات الإدارة الأهلية بالمنطقة أن عمليات السرقة والنهب التي تنفذها عناصر الجيش الشعبي بالنيل الأزرق تزيد من نفور المواطنين ورفضهم للدعاوي التي تطلقها الحركة الشعبية بأنها تقاتل بإسم البسطاء والمهمشين، لأن الأوضاع علي أرض الواقع تكذب ذلك تماماً.
فيما أكدت حكومة ولاية النيل الأزرق عدم تأثر الموسم الزراعي للعام 2018م من إعتداءات منسوبي الحركة علي المزارعين ، وأن عمليات الحصاد للموسم الزراعي مستمرة، حيث تجاوزت فيه المساحات المزروعة لـ(40) ألف فدان للذرة والسمسم (50) ألف فدان للقطن بجانب الإستمرار في برنامج الحلول المتكاملة لتوفير الآليات الزراعية والحاصدات ودعم محاصيل الصادر.
تقرير:محمد عمر(smc)
السرقة والنهب طبيعة متأصلة فيهم
وهي مهنتهم الاساسية