تحقيقات وتقارير

على ذمة رئيس الوزراء العلاقة السودانية التركية.. الحساب بالساعة


(من فرح بهذه الزيارة فليفرح، ومن يغار فليمُتْ بغيظه). الخرطوم استدعت أمس عبارة وزير الخارجية السابق بروفيسور إبراهيم غندور التي قالها إبان زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي، ومثلت مؤشرا لحرص الخرطوم على المضي في علاقتها مع أنقرة دون التفات لمن يشكك في هدف هذه العلاقة. الخرطوم استقبلت أمس الأول، نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي الذي حل ضيفا عليها لثلاثة أيام.

الرجل عقد أمس لقاءين مهمين استمرا لساعات طوال، الأول في القصر الجمهوري والثاني بمجلس الوزراء، بيد أن ما قيل داخل هذه الاجتماعات المغلقة ظل بعيدا عن الإعلام، لكنه طبقا للمراقبين سيعزز من تحالف يخطو سريعا في ظل متغيرات كبيرة يشهدها العالم.
أوقطاي استهل زيارته للسودان بلقاء مطول مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح بالقصر الجمهوري، ومن ثم عَقَدَ الطرفان مباحثات وزارية.
مناقشات بكري ـ أوقطاي، تركزت على مسار التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين السودان وتركيا وتنشيط التعاون بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري وتنويعه وتوسيع مجالاته، بموجب أعمال المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى الذي تأسس خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبلاد أواخر العام الماضي، وتم ترفيعه من مستوى لجان وزارية إلى مجلس يترأسه من السودان رئيس مجلس الوزراء معتز موسى ويقوده في الجانب التركى أوقطاي.

ماذا قال أوقطاي؟

نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أكد في لقائه مع بكري أن بلاده تعتزم تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع السودان بأقصى سرعة ممكنة، مؤكدا أن زعيمَي البلدين يمتلكان الإرادة الحقيقية لتحقيق النمو في السودان وتطويره، وأضاف: يعتزم البلدان تفعيل الاتفاقات المُبرمة بأسرع وقت ممكن، بما يُعزِّزُ موقف الخرطوم ومكانة السودان في المنطقة.
أوقطاي أعلن بأن بلاده ستساهم بشكل إيجابي في استفادة الشعب السوداني من موارده الغنية في مجال النفط والزراعة والثروة الحيوانية، كاشفا عن أن تركيا زودت السودان بخبراتها في مجالي التعليم والصحة.

ما بدا مهما في حديث الرجل الثاني في تركيا إعلانه أن التعاون بين السودان وتركيا في المجال العسكري والدفاعي متميز جدا، داعيا إلى العمل الدؤوب لرفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين وصولا إلى الهدف المنشود المتمثل بـ 10 مليارات دولار سنويا.
فؤاد أشار إلى أن الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) بدأت بترميم جزيرة سواكن ومرافقها، وستصبح نقطة جذب للسياح عند الانتهاء من إعادة تأهيلها.

بنك وتعدين

أوقطاي فاجأ الجميع بإعلانه عن افتتاح شعبة لبنك تركي وشركة للمعادن في الخرطوم قريبا، كما نوه نائب الرئيس التركي إلى أن تدشين خط للطيران التركي ما بين الخرطوم بورتسودان واسطنبول من شأنه أن ينشط حركة التجارة والسياحة.
أوقطاي كشف كذلك في مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء وزير المالية معتز موسى عقب جلسة مباحثات وقع فيها عدد من الاتفاقيات بمجلس الوزراء أمس، عن أن ما تراضوا عليه من مشروعات في الدفاع، التعليم الصحة، التعدين، والنفط والتجارة والزراعة سيرى النور قريبا، قاطعا بأنهم خططوا لرفع حجم التبادل التجاري من 500 ألف دولار حاليا إلى “10” مليارات دولار في المدى البعيد.

أوقطاي أكد أن زيارته للسودان تهدف للإعداد لأول اجتماع للجنة الاستراتيجية العليا التي تستضيفها بلاده الشهر القادم حيث يقود وفد السودان الرئيس البشير.
وقطع بأن بلاده سوف تكون من أهم الدول التي تجعل السودان “قويا” ليس في إفريقيا فقط وانما في العالم الإسلامي أيضا.
من جانبه وصف رئيس مجلس الوزراء معتز موسى علاقة السودان بتركيا بالاستراتيجية، مؤكدا أن لقاءه المطول مع أوقطاي تناول الكثير من الموضوعات الاقتصادية التي سيركز عليها البلدان.

وأضاف أن زيارة فؤاد أوقطاي، جاءت ضمن حلقة مهمة من سلسلة الزيارات المتبادلة، وبمستويات رفيعة بين البلدين، مشيراً للزيارة التي ابتدرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للسودان العام الماضي، وزيارات الرئيس، عمر البشيرلتركيا لأكثر من مرة.
وأضاف موسى، أن تلك الزيارات تعكس عمق العلاقات الأخوية بين الخرطوم وأنقرا، وأبان أن لقائه بنائب الرئيس التركي، ركز على تطوير العلاقات في أبعادها الاقتصادية، لا سيما الزراعة والثروة الحيوانية والنفط والمعادن والكهرباء والنقل الجوي، فضلاً عن مجالات الصحة والتعليم، مبيناً أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على ترفيع لجنة التشاور بين البلدين والتي كان يرأسها وزيرا الزراعة في كلا البلدين، إلى لجنة برئاسة نائب الرئيس التركي، ورئيس الوزراء السوداني.

وشدد موسى على أن مستقبل العلاقة بين السودان وتركيا سيكون واعداً ومشرقاً، وأن الجانبين يتطلعان للوصول لمستوى استراتيجي من العلاقة، مؤكداً حرص الحكومة السودانية على تنفيذ كل الاتفاقيات والمذكرات الموقفة بين الجانبين وتسهيل الصعاب ومواجهة التحديات التي تعتري سير العلاقة، من أجل تحقيق المصالحة المشتركة وبلوغ الغايات والنتائج، مؤكدا أن أية ساعة تأخير لن تكون في مصلحة الشعبين.

برامج أخرى

نائب الرئيس التركي وكعادة المسؤولين الأتراك، الذين يزورون السودان سيزور جزيرة سواكن بولاية البحر الأحمر التي يجري ترميمها على يد تيكا كما سيزور مقر القصر القديم. كما سيلتقي أوقطاي ووفده اليوم كلاً من الرئيس عمر البشير ورئيس المجلس الوطني.

الخرطوم: سوسن محجوب
صحيفة السوداني.


‫2 تعليقات

  1. ظروف البلد تستدعي ذلك لازم الاستفادة باقصى ما يمكن اقتصاديا وعسكريا الزعلان يقع المالح هنا لا توجد العواطف علاقة امن وسلامة بلد لازم حليف محترم

  2. يجب ان تكون علاقة تراعي مصالح السودان و ان لا يعتبرها الكيزان مصلحة جديدة لهم فيبدأوا البيع و قبض الثمن … علاقة ندية و مصالح مشتركة و اعني مصالح السودان و ليس مصالح الكيزان. تعود من هؤلاء ان يبيعوا دون مقابل للبلد و ان يكونوا اليد الدنيا و ان تكون مصالحهم الشخصية و مصالح التنظيم فوق مصالح البلد.