صلاح الدين عووضة

شاسيه !!


*ما زلت أذكر هذه الحادثة الغريبة..

*ليس ما أصاب العربة من عطب… وإنما محاولة مرافقي المضحكة لإصلاحها..

*وقد كان تاج الدين… ابن عمنا حاج عبده..

*وكان ذلك أمام بوابة ابتدائية حي القنا المزدوجة التي درَّس فيها وردي… حيناً..

*فترجل مرافقي… وطلب مني فتح غطاء المحرك..

*وحين نظرت إليه من أسفل الغطاء لاحظت أنه لا يفعل شيئاً… سوى النقر بأصابعه..

*كان ينقر على مبرد الماء… ثم يصرخ (كده دوِّر)..

*ولم يدر المحرك طبعاً….. وما كان سيدور وإن استمر الطرق إلى الصبح..

*وكأني – لحظتها – بصوت وردي يأتيني من داخل المدرسة ..

*يأتيني ضاحكاً ومترنماً (العملتو كان بـ ايدك)..

*وربما كانت محاولة مرافقي تلك أقل عبثاً مما قاله (أدروب) في ظرف مماثل..

*فهو لم يكن يفقه أي شيء في عالم (الحديد)..

*اللهم إلا بعض مصطلحات – ومفردات – سمعها هنا وهناك… دون أن يعي معناها..

*وكانت الشاحنة قد تعطلت بهم في قلب صحراء مقفرة..

*ورغم ذلك أدلى بدلوه ناصحاً السائق ومساعديه (تقول علي المشكلة في الشاسيه)..

*وفي العام (94) كنت قد كتبت مقالاً بالزميلة (أخبار اليوم)..

*وعنوانه (سياسة التحرير الاقتصادي إلى أين؟!)..

*وكان مهندسها – عبد الرحيم حمدي – يتغزل فيها كلاماً… وقتذاك..

*محض كلام جميل… عن سياسة أراد لها أن تكون جميلة..

*وقلت فيه – من بين ما قلت – إن هذه السياسة محكوم عليها بالفشل الذريع..

*فلا تحرير اقتصادي بمعزل عن التحرير السياسي..

*ولا طيران بجناح واحد… دون الآخر..

*فما دامت السياسة تتحكم في كل شيء فلن يفلت من قبضتها حتى الاقتصاد..

*وعما قليل سنشهد عواراً اقتصادياً يفرز أزمات..

*وهو ما حادثٌ اليوم بالضبط … وأمَّن عليه رئيس الوزراء السابق أواخر ولايته..

*فقد قال بكري بأسى (كل مدارسنا الاقتصادية فشلت)..

*ووصلنا الآن مرحلة الرتق… والجذب… والمباصرة… ونهج رزق اليوم باليوم..

*ما أن تُحل أزمة حتى تظهر أخرى… وهكذا..

*وبتنا نعيش دوامة أزمات لا نهاية لها ؛ الخبز… الوقود… السيولة… الدولار..

*وحار إزاءها رئيس الوزراء الجديد… رغم همته واخلاصه..

*وفاقم من مخاطر سياسة التحرر الاقتصادي تطاول سنوات عدم (التحرر) السياسي..

*فسرحت ومرحت التماسيح… والقطط السمان..

*وكنا قد نصحنا معتزاً بردع الحرامية – أولاً – لوقف التدهور… على الأقل..

*ما دام ليس بمقدوره – طبعاً – توفير شرط التحرر السياسي..

*فعربة حكومته وقفت الآن (دُد)…. مثل وقفة عربة كاتب هذه السطور تلك..

*والنقر على محركها لن يفيد…وإن استمر إلى الصبح..

*فالمعضلة باتت حقاً – لا هزاراً – في (الشاسيه !!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. المعضلة ياسعادة الكاتب وانت الصادق ليس في الشاسيه وحده، وإنما أضف إليها المكنة الجربوكس والمشكلة الأكبر في الدركسون الما عايز يلف العربية من الهاوية الكبيرة دي، والغريبة إننا وغيرنا شايفنها قدامنا !!!!!!! الله يستر من الجايي بس.