من هي الصحابية التي نزلت فيها آية المواريث إنصافًا لحقها؟
إنها جميلة بنت سعد بن الربيع رضي الله عنهما، شهد بدراً، واستشهد يوم أحد، فرضي الله عنهم أجمعين، وقد نزلت فيها آية المواريث.
كانت النساء في الجاهلية وصدر الإسلام لا ترث، ولما مات الصحابي سعد بن الربيع في معركة أحد، ترك ابنتين وزوجته فأخذ أخوه كل ما كان يملك، فذهبت أمهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكوه عم ابنتيها بعد أن استولى على ميراث أبيهما- وفق ما جاء في “الإصابة في تمييز الصحابة” لابن حجر العسقلاني.
فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: (جاءتْ امرأةُ سعدِ بنِ الرَّبيعِ بابنَتَيها من سعدٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ هاتانِ ابنَتَا سعدِ بنِ الرَّبيعِ قُتلَ أبوهما معكَ يومَ أُحدٍ شهيدًا وإنَّ عمَّهُما أخذَ مالهما فلم يدعْ لهُما مالاً ولا تُنكحانِ إلاَّ ولهُما مالٌ، قال: يَقضي اللهُ في ذلكَ، فنَزَلتْ آيةُ الـمِيراثِ 11 و 12 من سورة النساء: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ،فبعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم إلى عمِّهما فقال: أعطِ ابنَتَي سعدٍ الثُّلثينِ وأعطِ أمَّهما الثُّمنَ وما بقي فهو لكَ). أخرجه الترمذي في سننه، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ففي شأن هذه الصحابية وأختها وأمها عمرة أنزل الله عز وجل قرآنًا ودستورًا للناس يُتلى ويُعمل به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وينص هذا الدستور القرآني على إبطال عادة جاهلية مقيتة، كانت تهضم حقوق المرأة، ولا تعترف بمكانتها، فجاء نصّ القرآن الكريم، على لسان النبي العظيم ﷺ فوضع المرأة المؤمنة في المكانة التي تستحقها، وأعطاها حقوقها المهدورة، جاءت الشريعة المحمدية فأبطلت هذا الظلم، واختصت النساء زوجات وأمهات وبنات وأخوات من الوارثات بنصيب من تركة الرجل الميت، وهذا ما سمي بالفرائض أي المواريث.
مصراوي