تحقيقات وتقارير

السودان .. رعاية المصالحات الداخلية في دول الإقليم


قاد السودان عدد من المبادرات في محاولة مساعدة أشقائه في الجوار الإقليمي خاصة دولة جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطي، فضلاً عن أدواره المشهودة في جمع الأطراف الليبية وتوحيد رؤاها نحو إنتهاء الأزمة الليبية المتطاولة منذ رحيل القذافي.
واعادت هذه المبادرات إلي الأذهان التذكير بالدور الرائد للسودان بين دول المنطقة والقارة الأفريقية والعالم العربي، فقد ظل علي الدوام مؤهلاً للعب ادوار إيجابية لتعزيز الأمن والسلم الاقليمي.

وقد ظل السودان طوال حقبة النضال ضد الإستعمار الأجنبي، هو الملاذ الآمن لكل الثوار الأفارقة و الداعم الرئيسي والمؤثر لهذه الشعوب لتحقيق ماترجوه من سلام وتقدم وإزدهار، ودائما ما تؤكد الأوساط السياسية السودانية بأن مبادرات السودان لتحقيق الأمن والسلم بدول الجوار إستوجبتها عوامل كثيرة ومتعددة من بينها أواصر حسن الجوار والتعاون والمصير المشترك في مجابهة الأخطار والتحديات المتعددة وارزها في الوقت الراهن الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، ويكتمل هذه الدور بمساندة مواقف الإتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية كالإيقاد والجامعة العربية، مع التأكيد بأن الدور السوداني لايسعي للتدخل في الشأن الداخلي لهذه الدول لأن القناعة السودانية الراسخة بأن الحلول المستدامة يجب أن تكون بأيدي مواطني الدولة المعنية نفسها وليس بيد غيرهم مهما خلصت النوايا.

وكان وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد خلال مخاطبته لمؤتمر دول الجوار الليبي الذي إنعقد بالخرطوم آواخر نوفمبر الماضي، قد أوضح الرؤية السودانية للتعامل مع جواره الإقليمي، حيث قال: “أن السودان يتطلع لقيام دول الإقليم والإتحاد الأفريقي بدور إيجابي في رفد الجهود الجارية لإحلال السلام بليبيا، مضيفاً بأن السودان يمد يده لكافة الأشقاء بالجوار لخلق الأجواء المناسبة التى تساعد في إحراز مزيد من التقدم في سبيل تحقيق تسويات وتفاهمات سياسية ومجتمعية تكفل لليبيا العودة إلي مكانها الطبيعي”.

ويشير المراقبون للشأن السياسي إلي أن ما يشجع السودان للمضي قدماً في هذه المبادرات هو الثقة الكبيرة والقبول الذي يحظي به السودان لدي شعوب هذه الدول، فضلاً عن البناء علي ماتحقق من نجاح كبير للدبلوماسية السودانية في إنجاح المفاوضات بين الفرقاء بدولة جنوب السودان تحت رعاية منظمة الإيقاد وحضور وتشريف من الإتحاد الأفريقي، والشركاء من المجتمع الدولي الحادبين علي الأمن والإستقرار بالإقليم.
ولذلك وجدت المبادرة السودانية في جمع الفرقاء الليبيين الإشادة والترحيب من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة، حيث قال :” أرحب بالمبادرة السودانية لعقد الإجتماع في وقت تتلاحق فيه التطورات داخل ليبيا”. معتبراً بأن السعي لجمع الفرقاء هو أمر إيجابي يساعد في إيجاد الحلول السياسية ، فضلاً عن الترتيبات الإقتصادية التي تخفف من معاناة المواطن الليبي.

كما نادت ممثلة الاتحاد الافريقي أميرة الفاضل إلي إشراك كل الاطراف الليبية دون إقصاء، للوصول للسلم والتصالح علي أسس من الوفاق والرضا من كل الأطراف.

وإتفق مندوب الجامعة العربية صلاح الجمالي مع موقف ممثلة الاتحاد الأفريقي في التأكيد علي أن الدور السوداني يساهم في تقوية التنسيق الأقليمي وتقوية وسائل وآليات المراقبة علي الحدود مع ليبيا ومحاربة التهريب والهجرة غير الشرعية وإستغلال المهاجرين في تجارة الأعضاء وتهريب البشر، فضلاً عن إنتشار الخارجين علي القانون والإرهابيين، منادياً بأن يكون الحل عربياً وإفريقياً بجانب تقوية التنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي في هذا المجال، لأن المسوؤلية جماعية لتجنيب المنطقة تفاقم الأزمة والتدخل الأجنبي.
حظي الدور السوداني في حفظ الأمن والسلم في جواره الإقليمي، بالإشادة من فرنسا وإيطاليا اللتان شاركتا بصفة مراقب في مؤتمر دول الجوار الليبي بالخرطوم ودعتا إلي أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية، لأنه لا يكمن أن تنجح إلا في وجود كل الأسرة الدولية، فضلاً علي أن موقع السودان الجيوسياسي يؤهله للعب الدور الكبير في قضية الأمن والسلم في المنطقة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والوطنيين، وتنسيق كافة المبادرات المطروحة لمعالجة الأزمة.

تقرير: محمد عمر(smc)