تحقيقات وتقارير

عشرات المسؤولين لقوا حتفهم جراء كوارث جوية


فُجعت البلاد، أمس، بوفاة والي القضارف “ميرغني صالح” وعدد من مرافقيه من أعضاء حكومة الولاية، في حادث سقوط طائرة مروحية كانت تقلهم أثناء جولة أمنية بمنطقة القلابات الحدودية مع إثيوبيا. واستدعى الحادث سلسلة الكوارث الجوية بالبلاد، خاصة التي أودت بحياة قيادات رفيعة المستوى بالحكومة.

ونعى رئيس مجلس الوزراء معتز موسى ضحايا الحادث في تغريدة له: (أنعم بهم من رجال وهم يلقون ربهم أثناء تأدية واجبهم) وعزّى أسرهم ومواطنيهم.
وقال أمين عام حكومة الولاية “عبد المنعم أحمد بلة” في تصريحات صحفية إن كلاً من وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية المهندس “عمر محمد إبراهيم”، والعميد ركن قائد ثاني “يوسف الطيب”، ونائب مدير شرطة ولاية القضارف العميد شرطة “النور أحمد عثمان”، ومنسق الشريط الحدودي بولاية القضارف “صلاح الخبير”، ومدير مكتب الوالي “مجدي حسن النور”، ومدير الاستخبارات بالولاية الرائد “الريح محيي الدين”، لقوا مصرعهم في الحادث، بجانب عدد من المصابين تم نقلهم لمستشفى القضارف لتلقي العلاج.
ونجا من الحادث عدد من قيادات حكومة الولاية وهم العميد أمن “عبد الرحمن الحاج” والعقيد بشرطة الجمارك “الطيب محمد هاشم” والعقيد جمارك “عبد الوهاب موسى” ومعتمد محلية باسندة، والعميد معاش “عبده عبد اللطيف”، بالإضافة لطاقم الطائرة المكون من قائد الطائرة النقيب شرطة “أحمد عبده محمد” وملازم أول “مصعب إدريس” والمساعد “صلاح جمعة” والرقيب “عمر جعفر” والرقيب أول “محمد عبد الله” وحرس الوالي الشخصي “نجم الدين”.

وقال وزير الداخلية “أحمد بلال عثمان” في تدشين الحملة القومية الكبرى للتوعية بمخاطر المخدرات بقاعة الصداقة بالخرطوم، أمس، إن الوالي وأعضاء حكومته كانوا يجوبون بالطائرة لمدة ثلاثة أيام لمكافحة تهريب المحاصيل، وأضاف إنهم كانوا يتجولون منعاً للتهريب، وأشار إلى أن الموسم الزراعي كان يقتضي الحماية، ووضعت حكومة الولاية خطة لحماية المحاصيل، وأوضح أن جولة الوالي كانت لفرض هذه الحماية.

وشهدت البلاد في العقود الثلاثة الماضية، جملة من حوادث الطيران راح ضحيتها قيادات بارزة بالحكومة.. ففي فبراير عام 1998 سقطت طائرة في نهر السوباط بجنوب السودان أدت الى مقتل النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق “الزبير محمد صالح”، وضمت قائمة الضحايا العميد “أروك طون أروك”، و”عبد السلام سليمان” المدير التنفيذي لمنظمة الدعوة الإسلامية، واللواء شرطة “طراد عبد الله عباس”، والعميد “طه الماحي” القائد الثاني لمنطقة أعالي النيل، والدكتور “توماس تونفيلو” والي ولاية أعالي النيل، و”موسى سيد أحمد” المدير العام للمجلس الأعلى للسلام، و”جمال فقيري” المدير التنفيذي لمكتب النائب الأول للرئيس، والمقدم “أمن عبد الله بابكر”، والمهندس “محمد أحمد طه” مدير صندوق دعم السلام، و”عثمان برعي” سكرتير النائب الأول، و”هاشم الحاج” المحرر في إدارة الأخبار في التلفزيون القومي، و”الهادي سيد أحمد المصور” في التلفزيون، و”الفاتح نودين” نائب مدير إدارة المراسم في القصر الرئاسي.. أما الذين تمكنوا من الخروج من الطائرة وسبحوا حتى الشاطئ فهم: العميد “الطيب إبراهيم محمد خير” وزير الإعلام، و”موسى الملوكور” وزير الثروة الحيوانية، والدكتور “لام أكول” وآخرون.

وفي يونيو عام 1999 شهد مقتل (50) شخصاً بينهم ستة ضباط جراء تحطم طائرة بعد إصابتها بعطل فني في ولاية كسلا شرقي السودان. أما في أبريل 2002 لقي العقيد “إبراهيم شمس الدين” وزير الدولة بوزارة الدفاع وأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة السابق مصرعه و(14) ضابطاً إثر تحطم طائرة عسكرية نتيجة عاصفة رملية، عرفت تلك الحادثة بحادثة “شهداء عاشوراء”.

وفي يوليو 2005 تحطمت طائرة قرب مدينة نيالا أسفر عن مقتل (19) عسكرياً.. وفي شهر أغسطس من ذات العام 2005 شهدت البلاد فاجعة كبرى بمقتل النائب الأول السابق للرئيس الجمهورية “جون قرنق”، في تحطم مروحية رئاسية أوغندية كانت تقله في جنوب السودان، بعد (21) يوماً من أول زيارة للخرطوم، بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل.
ولم تتوقف سلسلة حوادث الطيران في البلاد وتكررت في أوقات متقاربة، حيث تحطمت في فبراير 2006 طائرة عسكرية سودانية في مطار بلدة أويل الجنوبية، ما أدى إلى مقتل أفراد طاقمها السبعة و(13) جندياً كانوا على متنها.

وفي نوفمبر 2007 قُتل جنديان جراء احتراق طائرة من طراز “أنتونوف” عقب إقلاعها من مطار الخرطوم. وفي مايو 2008 تحطمت طائرة من طراز “بيتش كرافت” 1900 تابعة لشركة النقل الجوي لجنوب السودان، وكان على متنها (21) راكباً بينهم وزير الدفاع الجنوبي “دومينيك ديم”.

وشهد العام 2012 حادثتين.. الأولى في فبراير، حيث تحطمت مروحية كانت تقل وزير الزراعة “عبد الحليم إسماعيل المتعافي” وخمسة من مرافقيه بمنطقة الفاو بولاية القضارف، وراح ضحية الحادث كل من البروفيسور “الطاهر الصديق” مدير هيئة البحوث الزراعية بود مدني و”عيسى الرشيد” الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة الاتحادية ومهندس جوي “محمد علي”..

وفي يوم عيد الفطر من نفس العام (2012) لقي وزير الإرشاد والأوقاف الاتحادي المهندس “غازي الصادق” و(30) شخصاً مصرعهم، بينهم معتمد بحري ورئيس حزب العدالة الأصل مكي “علي بلايل” ووزير الدولة بالسياحة والآثار والحياة البرية “عيسى ضيف الله” ووزير الدولة بالشباب والرياضة “محجوب عبد الرحيم توتو”. بالإضافة لدستوريين من ولاية الخرطوم من بينهم معتمد الرئاسة بالولاية “محمد حسن الجعفري” ووزير التربية والتعليم “علي الجيلاني” ومعتمد بحري “طارق المبارك”، كانوا على متن طائرة بولاية جنوب كردفان تحطمت إثر اصطدامها بأحد الجبال بمنطقة تلودي، وكانوا في طريقهم لأداء صلاة العيد ومشاركة أهالي تلودي الاحتفال بعيد الفطر المبارك.

وسقطت كذلك طائرة فى منطقة غرب أم درمان بعد لحظات من إقلاعها من مطار الخرطوم وأدى الحادث إلى مقتل (17) شخصاً كانوا على متنها ونجا (7) آخرون.
أمّا الحوادث التي وقعت دون حدوث وفيات أو إصابات، فأشهرها في انتخابات 2015 حيث شهدت البلاد حادثتين لطائرتين في يوم واحد، ففي الوقت الذي ارتطمت فيه طائرة تُقِل وفداً إعلامياً بعمود كهرباء بقرية الشميلياب بولاية القضارف احترقت طائرة أخرى بعد ساعات بمطار الخرطوم بعد هبوطها ونزول ركابها، حيث كانت تُقِل نائب رئيس الجمهورية “حسبو عبد الرحمن”.

وفي العام الماضي انفجر إطار طائرة كانت تقل مساعد الرئيس “موسى محمد أحمد”، تبعه اشتعال حريق لحظة هبوطها في مطار بورتسودان، الأمر الذي كاد أن يودي بحياة ركابها الخمسة عشر.

وحول الحادث الذي وقع بالأمس، ولقي فيه والى القضارف مصرعه، اتصلت (المجهر) بعدد من المختصين من سلطة الطيران المدني والخبراء في المجال إلا أنهم رفضوا الحديث حول الحادثة، بحجة أن الطائرة تتبع لقوات نظامية ولا يستطيعون الحديث عنها.
وبالرغم من تكرار هذه الحوادث إلا أن السلطات لم تصدر أية نتائج نهائية لها، وأرجعت التحقيقات أسباب كل الحوادث لأعطال فنية.

صحيفة المجهر السياسي.


تعليق واحد