منوعات

احذروا.. هذا المرض قد يطال أطفالكم!

لا يظهر مرض الشريان التاجي بشكل مفاجئ أو بين ليلة وضحاها، إنما يبدأ “خلال الطفولة المبكرة ويتطور بشكل خفي لعدة عقود إلى أن يبلغ نقطة النهاية التي

غالباً ما تكون غير متوقعة، فتبدو في ألم الصدر ونوبة قلبية أو حالات وفيات مفاجئة”، وفقاً لمقال الدكتور مايكل غريغر، عضو مؤسس للكلية الأميركية LifeStyle Medicine، والذي نشره موقع Care2.

ويوضح غريغر، الحاصل على درجة الدكتوراه وخريج كل من كلية الزراعة بجامعة كورنيل وكلية الطب بجامعة تافتس، أن “التصلب الشرياني يبدأ في مرحلة الطفولة على شكل خطوط دهنية في الشرايين والأوعية الدموية، التي تعد بداية مواضع التصلب والانسدادات التي تؤدي إلى أمراض الشريان التاجي في نهاية الأمر”.
دور محوري لأطباء الأطفال

ويشير غريغر إلى أنه في الوقت الذي يبلغ فيه الشخص العشرينات من العمر، يتم تغطية 20% من السطح الداخلي للشريان الخارج من القلب بخطوط دهنية، مضيفاً أنه “في الثلاثينات من العمر، يعاني العديد من الشباب بالفعل من تصلب الشرايين التاجية المتقدمة”.

لذلك، فإن الحل الحقيقي، وفق غريغر، يبدأ عند أطباء الأطفال ويكون أمامهم فرص أفضل بكثير من أطباء القلب للبالغين، وذلك لأن احتمال تصلب الشرايين المتقدم موجود بالفعل، وبالتالي، فإن التدخلات العلاجية هي مجرد محاولات لتخفيف ويلات المرض، بدلاً من منع المرض نفسه.
مشكلة عالمية

والأكثر من ذلك، أن المشكلة ليست محلية أو إقليمية وإنما تنتشر في جميع أنحاء العالم، حيث أثبتت دراسة علمية، أجريت على عدد من الشباب الصغار النحيفي القوام، والذين يبدو على مظهرهم العام أنهم يتمتعون بصحة جيدة، أن 97% من شرايين هؤلاء، من جنسيات متعددة، كانت مصابة بالتصلب. لذا، فإن أمراض القلب تظهر في المشهد في هيئة مرض وبائي يجتاح كل قارات العالم بلا استثناء سواء متقدم أو نامٍ، بسبب تفشي العادات الغذائية الخاطئة وعدم الكشف المبكر عن أمراض تصلب الشرايين واحتشاء عضلة القلب والنوبات القلبية.
السن المناسبة لتحاليل الكولسترول

وبحسب غريغر، فإن اكتشاف خطوط دهنية تظهر في شرايين الأطفال الصغار ليس بالجديد وإنما يرجع إلى أكثر من قرن مضى.

وترجع بداية التفكير في إجراءات وقاية مبكرة إلى عام 1994 فقط، عندما “توصلت مجموعة بحثية إلى أن الحل الاستراتيجي هو الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية، ومنع تطور مخاطر الأمراض القلبية الوعائية في المقام الأول في المهد”.

وفي هذا السياق، صدرت أحدث توصية لأكاديمية طب الأطفال الأميركية بضرورة إخضاع جميع الأطفال لاختبار الكولسترول ابتداءً من سن الـ9 إلى الـ11، بعدما تبين وجود شرائط دهنية في شرايين ما يقرب من 100% من الأطفال في سن العاشرة، الذين تم تربيتهم على أساليب التغذية الأميركية.
7 قواعد صحية أساسية

وبطبيعة الحال، لا تقتصر الحلول ببساطة على مجرد تعاطي الأدوية لتمكين المراهقين والأطفال من الاستمتاع بالوجبات السريعة، التي تحتوي على الغذاء اللذيذ وغير الصحي في نفس الوقت.

لكن غريغر يحذر من أن “التدخل الطويل الأمد للأدوية مكلف ويمكن أن يؤدي إلى تأثيرات ضارة”. لذا فإن الحل المثالي يقتضي أن يتم تعديل نمط الحياة. واتباع 7 قواعد أساسية لحماية قلب وشرايين الذين تثبت التحاليل أن معدلات الكوليسترول لديهم تنبئ باحتمالات إصابتهم بأمراض القلب والشرايين في مرحلة الشباب، وتتلخص في:

1- السيطرة على ضغط الدم.
2- السيطرة على الكوليسترول
3- تخفيض السكر في الدم.
4- الحفاظ على حياة نشطة.
5- تناول غذاء صحي.
6- الامتناع عن التدخين.
7- الحفاظ على وزن مثالي.

ويلفت غريغر إلى أن معظم الفتيان والفتيات لا يدخنون في سن المراهقة، كما لا يعاني معظمهم من زيادة الوزن، لكن غالبيتهم لا يتناولون وجبات وفق نظام غذائي صحي.

وتؤكد الإحصائيات أن أقل من 1% من الشبان والشابات يلبون الحد الأدنى من معايير النظام الغذائي الصحي.
حالة مؤسفة

ويختتم غريغر مقاله محذراً من عواقب عدم التعامل وفقاً لمنظور شامل وعاجل مع هذه الحالة المؤسفة، قائلاً إن “تقييم حالة الجيل الحالي من الأطفال والمراهقين هو أنهم يتوقع لهم أن يكونوا أقل صحة وأقصر عمراً من آبائهم”.

العربية نت