الفقر يمسك بتلابيب البطون :تلاميذ في الخرطوم جوعى خلف المقاعد !!
(فطوووووووووووووور) كانت تلك الصيحة الفرحة يطلقها تلاميذ المدارس في وقت مضى عندما كان يقرع الجرس المدرسى ويسمع رنينه عاليا في الفناء معلناً عن « فسحة الفطور « .. لكن حالياً فإن ذلك (الرنين) قد يمثل لبعض التلاميذ ايذانا بقضاء وقت لاشئ يملأه غير الآلام والحزن على عدم استطاعتهم الحصول على ساندويتش أو على الاقل المشاركة في (فتة فول) يجمع تكلفتها التلاميذ من بعضهم البعض.
(موسى) هو تلميذ بإحدى مدارس محلية الخرطوم ويمثل نموذجاً لعدد من التلاميذ الفقراء الذين يقضون يومهم الدراسى والذى تتجاوز عدد ساعاته الست يغالبون إلتواء إمعائهم جوعاً فى سبيل تحصيل العلم ،فساعة الفطور التي كانت تمثل حدثا سعيدا للتلاميذ باتت الآن تمثل لموسى هاجساً كبيراً لانه لايملك « حق الفطور « ليشترى ساندوتش من « الخالة عشه « فهو على عادته يشاهدها فى مكانها المخصص فى جزء من المدرسة وحولها عدد من التلاميذ المتزاحمين يحاول كل منهم ان يقصى الآخر ليكون أول من يستلم « ساندوتش « وتنتهى الفسحة وتكون الخالة عشه قد خاضت معركة وخرجت منها باكتساب دريهمات ويكون التلاميذ قد تناولوا ماقدر لهم من وجبة وتمتد الأيادى « لشحتة « من يملك « حق التحلية «.
فقد كان (موسى) يراقب هذا المنظر كل يوم ويدعى تشاغله بقضاء واجباته حتى تنتهى الفسحة بسلام … كان يراقب الوضع وكانت تراقبه هى الأخرى نعمات «أم الفصل « التي سألته ذات يوم لماذا لا تتناول افطارك مع زملائك لكن موسى لم يشأ ان يجيب .. وواجهته المعلمة نعمات بحقيقة انه لايملك ثمن الوجبة بعد ان عرفت سبب تغيبه المتكرر وحين أخبرته انها ستتكفل بدفع ثمنها يومياً قال لها بكل صراحة إنها إذا فعلت ذلك سيترك المدرسة فإستجابت لرغبته لكن علمت بعدها ان سبب تغيبه المتكرر يعود الى انه يعمل فى مهمة شاقة بأراضى الجروف يقوم هنالك بتنظيف الأحواض مقابل مبلغ بسيط يمنحه لوالدته لتعد له ولإخوته وجبة يتناولونها مجتمعين بعد عودتهم من المداس فهو يتحمل مسئولية إخوته مع امه التى تعمل فى إحدى المهن القليلة العائد بعد وفاة والده …
وشار الى أن صحف الخرطوم الإسبوع الماضى قد كانت حملت اخباراً عن تجاوز عدد التلاميذ الفقراء الذين لايجدون ثمن وجبة إفطارهم الـ 1،1 ألف طالب بثلاث مدارس فى إحدى أحياء مدينة الشجرة بمحلية الخرطوم.
من جهتها قامت ( الصحافة) بجولة على عدد من مدارس الخرطوم تحصلت خلالها على الكثير من الإفادات التى تعطى مؤشراً سيئاً سيلقى بآثار سالبه على العملية التربوية والتعليمية بتلك المدارس فلم يعد الأمر نقصاً فى الكتاب أو الإجلاس أو المعلم بل فقر وحرمان يمسك بتلابيب بطون التلاميذ ويقلل من فرص إستيعابهم بجانب ذلك توصلت (الصحافة) الى جهات لديها مبادرات لكنها لن تغطى الا مساحات محدودة من الولاية ويبقى هنا السؤال أين الجهات الرسمية من كل هذا لماذا لم تحرك ساكناً حيال هذا الأمر خصوصاً بعد ان أثبتت التقارير الرسمية ان نصف سكان السودان أطفال أين وزارة الشئون الإجتماعية ووزارة التربية والتعليم من كل هذا ؟.
يقول مدير مدرسة النيل الأبيض الأساسية بالفتيحاب صالح إدريس إن مدرسته تقع فى بيئة فقيرة ويعيش أهلها حياه الكفاف واصفاً معظم تلاميذ مدرسته « بأنهم أبناء حواته» يعنى بذلك ان أهاليهم يحصلون على معاشهم (رزق اليوم باليوم) ويعانى غالبيتهم من صعوبة فى ذلك الامر الذى إنعكس فى تزايد نسب الفقر بين تلاميذ مدرسته ليصل عدد التلاميذ الذين لايملكون ثمن وجبة الفطور حوالى 50 % مشيراً الى ان بعضهم يأتى له ببعض الحيل منها « قروش الفطور إتسرقت .. القروش وقعت منى « ويعلق قائلاً : هذه حيل يلجأ اليها التلاميذ خجلاً من إفصاحهم عن عدم مقدرة اسرهم على توفير ثمن وجبة الفطور مشيراً الى ان عدم توفر الوجبات فى وقتها او حرمانهم منها فى هذا السن المبكر سيؤثر حتماً على صحتهم العامة وعلى تفكيرهم وعقولهم فالعقل السليم فى الجسم السليم.
أما مدير مدرسة أبوبكر الصديق بالموردة فتح الرحمن محمد إبراهيم فيكشف عن عدد 20 تلميذاً بمدرسته يأتون الى المدرسة بدون وجبة فطور أو حتى ثمنها قائلاً من خلال متابعتنا لهؤلاء التلاميذ وجدنا ان أسرهم لاتستطيع ان توفر لهم ذلك لهذا لجأنا الى حل هذه المشكلة عن طريق إنشاء صندوق للتكافل يقوم بإفطار هؤلاء يشرف على الصندوق ويقوم بشراء الوجبة يومياً لهم من « بوفيه « المدرسة والعدد متذبذب أحياناً يفوق العشرين.
تقول الأستاذه بمدرسة أم عطية الأنصارية بنات بالموردة عفاف البغدادى انهم يقومون بتصنيف التلاميذ من أول يوم دراسى ولديهم مؤشرات لقياس مستوى الفقر وسط التلاميذ منها الزى المدرسى وإمتلاك ثمن وجبة الفطور واضافت ان لديهم عدد كبير من التلاميذ يعانون من عدم توفر هذه الأشياء واهمها وجبة الفطور قائله ان الكثير من التلميذات لايستطعن مقاومة الجوع فيأتين اليهم « متحايلات « بحيل مختلفة حتى نعطيهم ثمن الفطور وعلقت قائلة : نحن امهات قبل ان نكون معلمات ولن تتحمل أى ام ان تتمزق فلذة كبدها من الجوع دون ان تسعى لتوفير الطعام لها لهذا نسعى دائما لتوفير فطور المعلمات لنخصص جزءً منه لهذه الشريحة.
ويذهب مدير مدرسة الرميلة بنين عبدالله احمد بالقول قائلا : لقد تطرقتم لمشكلة حقيقية وهى تؤلمنا جداً يمكن لكم ان تتخيلوا ان هنالك تلاميذ يمكثون حتى الساعة الثانية ظهراً دون ان يتناولوا شيئاً ويمكن ان تتساءلوا هل يمكن ان يصمدوا امام قهر الجوع الإجابة هى : لا فكلنا رغم كبر أعمارنا الا اننا لانحتمل الجوع فكيف بأطفال اعمارهم بين 7 الى 13 سنه مشيراً الى ان هذه المشكلة تعد من الأولويات التى يجب ان يجد لها المسئولون حلاً عاجلاً مضيفاً انه من واجبه كمدير مدرسة ان يهتم بهذا الأمر لانها سبب ألمه اليومى أكثر من الإشكاليات التى تواجههم فى المبانى وتوفير الكتاب والإجلاس واضاف هنالك تلاميذ ليس لديهم زى مدرسى لا أسألهم لانى أعلم ان أسرهم ليست على إستطاعة لتوفيره كما اعلم انهم لايملكون حتى حق الفطور.
مدير مدرسة سهيل بـ(الصحافة) جمال عبدالله قال : ان 95 % من تلاميذ مدرسته تحت خط الفقر لان المدرسة يرتادها طلاب المناطق الطرفية ولديه قرابة 200 تلميذ لايملكون وجبة الفطور مبرراً ذلك بان هؤلاء أطفال حرب « نازحين « من مناطق الصراعات فى الغرب وان عدداً كبيراً منهم فقد أباءهم ويضيف : من غير المبالغة ان احسن تلميذ هو ابنى تقريباً بعض تلاميذ هذه المدرسة يأتوا إليها عراة !!
مديرة مدرسة الرميلة المزدوجة بنات ليلى صديق قالت لديها إحصائية من العام الماضى بأن 100 تلميذه لايملكون ثمن وجبة الفطور وتذهب الى ان المشكلة تزايدت هذا العام بوجود أكثر من 60 تلميذه فى فصل واحد لديهم هذه المشكلة وهؤلاء نازحين من الغرب وظروفهم سيئة للغاية بجانب ذلك فهم لايملكون شهادات ومستندات نسبة لظروفهم التى ذكرت وآخر الإفادات كانت للاستاذة احلام محمد زين بمدرسة الرميلة والتى قالت ان لديها العديد من النماذج بحكم قربها منهم وأشارت الى تلميذ لاحظت انه فى حالة غياب متكرر عند متابعتى له إكتشفت أنه لايتناول الإفطار وبعدها تقربت إليه وسألته عن سبب الغياب وقال إنه يذهب الى انه يمارس عملاً لكى يوفر لأسرته بعض المال واشارت الى انها أبلغته بأنها ستوفر له وجبة الإفطار يومياً فرفض قائلا : انه لن يقبل ذلك وسيترك المدرسة إذا تحدثت معه فى الامر وذهبت الى إستعراض نموذج آخر وهو ان هنالك إحدى الأمهات جاءت اليها مع أطفالها وقالت إنها من منطقة رشاد وهى تقوم بغسل الملابس بالمنازل من أجل لقمة العيش بعد ان فقدت والدهم فى الحرب قائلة انها لاتستطيع إلحاقهم بالمدرسة وتوفير متطلباتها من وجبة وخلافه وهنا علقت قائلة ان مدرستها لم تستطيع ان تفعلل أى شئ حيال هذه الأسرة وهؤلاء الأطفال .
وبعد ان تحصلت (الصحافة) على هذه الإفادات حاولت ان تتصل بالمسئولين فى وزارة الشئون الإجتماعية ووزارة التربية والتعليم بالولاية لتعرف موقفهم من هذه القضية، وقد علمنا حينها ان وزارة الشئون الإجتماعية بالتعاون مع منظمة الأرقم ستعمل على توفير وجبة منتصف شهر يوليو للتلاميذ الفقراء بمحلية الخرطوم وقد صرحت مديرة الرعاية الإجتماعية بالمنظمة بدرية عبد العزيز للصحافة قائلة ان منظمتها ستعمل بالتعاون مع وزارة الشئون الإجتماعية على توفير وجبة فطور للتلاميذ الفقراء بمحلية الخرطوم وهم الآن فى طور إعداد الإحصائيات وتهيئة الموقع والذى سيتم فيه إستيعاب عدد 10 نساء من صانعات الطعام بالسوق المحلى ليتم تشغيلهن فى الموقع الذى سيوفر الوجبات لهؤلاء الطلاب مشيرة الى ان المنظمة ستشرف على توزيع الوجبات بنفسها متوقعة ان يتم إنجاز كل التجهيزات والبدء منتصف شهر يوليو فى التوفير الفعلى للوجبات .
إنتقلنا بعدها الى بنك الطعام والذى تم إنشاؤه بمبادرة من عدد من رجال الأعمال السودانيين بحثاً عن دورهم حيال هؤلاء التلاميذ الفقراء فقالت المسئولة عن البنك نجلاء عبدالله : ان البنك يستلم وجبات من الأسر والمطاعم والمناسبات ويعيد صياغتها ويتم توزيعها على الداخليات والخلاوى والاسر المتعففة التى تأتى وتستلم حصتها وذهبت الى انهم لم يستلموا بعد طلبات من مدارس بشأن توفير وجبه مستدركه انهم إستلموا طلبات بشأن ملابس تم تحويلها الى بنك الملابس وترى نجلاء ان إمكانياتهم لاتسمح بتغذية عدد كبير من المدارس بالوجبات كما أنهم لايستطيعون تحمل مسئولية توزيع وجبة على أطفال صغار لكنها قالت يمكن إذا كانت هنالك طلبات ان يمدهم البنك بمواد غذائية جافة مثل البسكويت والمربى والعسل لكنها أكدت انهم لايستطيعون توفير وجبة وتذهب الى ان نسب الفقر فى السودان عاليه ذاكره ان هنالك 4 ألف أسرة تستفيد من وجبات البنك وحسب تقرير شهر مايو هنالك 1،5 ألف مستفيد من مختلف الفئات والشرائح بمافيها شريحة الطلاب وأكدت ان البنك سيدرس مسأله إعتماد بعض المدارس القريبة ومساعدتها فى توفير وجبة لتلاميذها الفقراء.
(الصحافة) إتصلت برئيسة مجلس شئون الأسرة والمرأة والطفل بوزارة الشئون الإجتماعية الدكتوره منى خوجلى والتى إعترفت بوجود المشكلة وإرتفاع نسب الفقر وسط الأسر مما ينعكس فى شكل ظواهر يتأثر بها الأطفال منها إستخدامهم فى أعمال شاقة وتشردهم وذهبت الى انهم يركزون فى المجلس على الفئات المتسربة من المدارس ويعملون على تأهيلهم نفسياً وتربويا لكنها ذهبت الى عدم إحاطتها بوجود أطفال بالمدارس لايتناولون وجبة فطور واكدت على إستعدادها التام لتقديم العون والمساعدة لهؤلاء بعد توفير الإحصائيات اللازمة بعدد الطلاب الفقراء .
أما مسئول الإعلام والعلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم الهادى زايد فقد أكد نيابة عن وزارته عدم إحاطتها علماً بوجود تلاميذ فى وسط العاصمة لايتناولون وجبة الفطور لأن إهتمامهم كوزارة منصرفاً نحو المناطق الطرفية مؤكدا استعدادهم وجاهزيتهم لمعالجة الأمر بعد بحثه مع المسئولين والمختصين.
نبوية سرالختم – هويدا المكى:الصحافة
لا حولة ولا قوة الا بللة……
هذا موضوع جد خطير خطير………
محلية الخرطوم هذة فى يوم من الايام كانت من السكة حديد الى النيل و كانت هنلك محلية الخرطوم وسط صاحبة اعلى عدد سكان صاحبة اعلى دخل كانت انموزج من لجان شعبية من خدمات للمواطنين للعابرين للمسافرين للفقراء و المهمشين .كانت ايضا محلية الخرطوم غرب كانت ايصا انموزج فى النظافة و النظافة هذة اعنى بها الكثير….
محلية الخرطوم وسط كانت تسمى (دبى) دخل محترم و انفاق محترم و رجال قائمين عليها جلهم محترمين يخافون اللة لا اريد ان اذكر اسماء…………..
كان هنلك تقصير للظل الادارى كان المسئولين يحسون بانة المجروح وحوجة المواطن وتصل لة عبر اللجان الشعبية فى الاحياء اللتى كانت لجان بمستوى .تحطم كل هذا لامر فى فس يعقوب لان الجان اصبح لها صطوة حينها…..
انتهى كل ذلك لان فلان اراد ذلك منة لللة………..
ماذا يحدث لو فرض على اى مؤسسة او شركة او حتى فطور القائد كل خميس بلمؤسسات العسكرية ان يكون لفقراء مدرسة .اين لجان التعليم بلمحليات ولا مازالوا يسعون لعدد الجلسات و شباك الخزينة تبرعوا بهذا المال لهؤلاء الفقراء من تلامذتكم . اين منظمة الشهيد .كل هذة المؤسسات اصبحت مركزية وضاع المواطن …..
اناشد الاخ الرئيس برغم مشغولياتة ان يوجة جهات الختصاص .اين وزارة الشئون الاجتماعية اليس هذا عيب فى حقك الست الوزيرة………….
الموضوع طويل ولكن الصفحة ارادت ان اقف هنا منكم لللة ………منكم لللة