سهير عبد الرحيم: الريموت عند منو؟!

تجاذبت أطراف الحديث صباح أمس مع أحد رجالات العمل المصرفي المميزين الذي يشار إليه بالبنان، قلت له: ( في رأيك وحسب خبرتك الحاصل في البلد دي اسمه شنو ..؟ والجماعة دييل البلد دي مالا غلبتم؟).

> اجابني من خلف ابتسامة ساخرة قائلاً: (عارفة يا سهير لما الزول يكون مستعجل وعاوز يغير القناة في التلفزيون بسرعة ممكن يضغط زر غلط، وياخد زمن اطول عشان يعمل الحاجة اللي ما كانت بتاخد زمن لو القرار كان بهدوء).
> هكذا لخص الرجل المشكلة الاقتصادية، بأنها مشكلة إدارية بحتة تتخللها فوضى وهرجلة.

> بمعنى أن الذين يمسكون بالريموت ممكن يجيبوا قناة تانية أو يطفشوا القناة الشغالة او يشيلوا الصوت، او يغلقوا التلفاز نفسه.
او انهم نفسهم لا يعرفون كيف يستخدمون الريموت، ومن الممكن ان يذهبوا لتعديل الطبق فتطش الصورة نفسها، او ربما وهم يوزنون الطبق يسألون الذين يتفرجون امام التلفاز:
> اهااا يا جماعة الصورة جات؟
اهاا جات؟
طيب كده كيف؟
اهااا كده كيف؟
طيب كده؟
اهااا كده كيف؟
بمعنى أننا أيها القراء الاعزاء قاعدين وصابرين ومنتظرين الصورة تظبط والصوت يكون واضحاً، ولكن مادام الذي يحمل الريموت مستعجل وما فاهم شغله وظبط الرسيفر ده اصلاً ما شغلته ولا يعرف حتى كيف يستخدم الريموت، فهو يقع في الاخطاء باستمرار، لذلك لن يستطيع البتة ضبط القناة.

> وأثناء محاولاته هذه لضبط الصورة سيضيع غطاء الريموت، وتنتهي حجارة البطارية ويسقط الريموت، وفي كل مرة يفشل في ضبط الصورة سيحمل المسؤولية للآخرين لأنهم لم يساعدوه في تحديد اتجاه الطبق.

خارج السور المشكلة الآن ان التلفزيون علّق وأصبحنا نحضر في إعادة نفس الحلقة من المسلسل المملل، والمأساة الأكبر ما عارفين الريموت عند منو؟!

بقلم
سهير عبدالرحيم
الانتباهة

Exit mobile version