تحقيقات وتقارير

جولة على المطاحن والوكلاء للتعرف على موقف توفير دقيق الخبز


المطاحن: لدينا مخزون إسترايجي من القمح ونتوقع وصول شاحنات جديدة

وكلاء الدقيق: الحصة لا تصل كاملة لأسباب تتعلق بالشركات

اتحاد المخابز: لدينا ترتيبات لسد الفجوة وتوسيع دائرة الإنتاج

صاحب مخبز: حملات الرقابة ستحد من القيام بتوجيه دقيق الخبز لأغراض أخرى

مدخل

على الرغم من المعالجات الاقتصادية التي طرحتها الدولة مؤخراً خاصة المتعلقة بجوانب توفير الخدمات ومعاش الناس الا ان تحديات انفاذ الخطط والبرامجة الموضوعة بشأنها ما زالت قائمة، وشهدت الفترة الأخيرة أزمة في الخبز أدت إلي حدوث ندرة ادت الى اغلاق بعض المخابز لإبوابها بشكل جزئي خلال اليوم، المركز السوداني للخدمات الصحفية قام بجولة ميدانية لعدد من مطاحن الغلال ووكلاء الدقيق واتحاد المخابز بجانب زيارة عدد من المخابز بالخرطوم، حيث وقف على اسباب المشكلة وسير المعالجات المطروحة.

وفرة الدقيق

وكشفت جولة (smc) لشركات ومطاحن الغلال بالخرطوم عن توفير كميات كبيرة من الدقيق حيث تعمل جميع المطاحن بطاقتها القصوى الأمر الذي يشير إلى انجلاء الأزمة بشكل نهائي خلال الأيام المقبلة، وفي ذات الخصوص كشفت شركات الغلال عن وصول كميات كبيرة من القمح لميناء بوتوسوان إذ توقع وصول الشاحنات للمطاحن عقب تخليص الإجراءات الروتنينية المتعارف مباشرة، وأضاف أن آليات توزيع الدقيق تتم عبر الوكلاء بالخرطوم والولايات ولا توجد أي عوائق في إنسيابها خاصة بعد الإجراءات والترتيبات الجديدة التي وضعت مؤخرا لمجابهة هذه الأزمة التي شهدتها البلاد مؤخراً.

احتكار وهلع

وأيضاً أكد لنا صلاح احمد سالم وكيل مطاحن سين للغلال ان الدقيق متوفر ويتم توزيع الحصص وفقاً للجدولة الموضوعة حسب انتاج المخبز اليومي، ولكنه قال ان بعض المخابز لا تصلها الحصة كاملة نسبة لتعاقدها مع الشركات التي تباطأت في توفير الإحتياج اليومي، الأمر الي تسبب في خلق حالة هلع من قبل المواطنين تخوفاً من حدوث ندرة في السلعة، كاشفاً عن تكرار شكاوي بعض أصحاب المخابز من عدد من الشركات الكبيرة التي تحتكر الدقيق على مخابز بعينها توجه الدقيق لمنتجات أخرى غير الخبز.

وعن حلول مشكلات توفير الخبز وإزالة الصفوف قال سالم أن على الدولة ان تقوم خلال هذه الفترة بتوجه الدعم المخصص للخبز لمستحقيه عبر سياسات جديدة بجانب زيادة كمية الحصص اليومية للمخابز مع المتابعة اللصيقة والمراقبة لعمليات البيع والتوزيع.

وتشير المتابعات أن مطاحن سين للغلال لديها مخزون من القمح يكفي حاجة إنتاجها لمدة لـ(3) أشهر بجميع الولايات سيما وان لديها آليات محكمة لتوزيع الدقيق بصورة مستمرة الأمر الذي يشير إلى انتهاء أزمة شح الدقيق وتوفر الخبز بالمخابز.

جهود مكثفة

أما يحي موسى رئيس اتحاد المخابز لــ(smc) كشف لنا عن جهود مكثفة لزيادة حصص الدقيق المقررة للمخابز وتوسيع الانتاج بالأوزان والاسعار الرسمية وذلك بالتنسيق امع كافة الجهات المختصة، وقال أنهم شرعوا في وضع حزمة تدابير وترتيبات لسد فجوة دقيق المخابز وتوفير السلعة للمواطن بجانب مواصلة الحملات الرقابية لضبط عمليات البيع ومعالجات الخروقات التي يمكن أن تعيق إنسياب العمل خلال الأيام القادمة، مبيناً ان الاتحاد شرع في وضع حزمة تدابير ومعالجات لسد نقص المخابز خاصة التي تشكو من نقص الحصص اليومية بجانب مساعيهم لتوفير المعينات اللازمة وحل المشكلات التي واجهت عمليات الانتاج خلال هذه الفترة، مؤكدا حرصهم على إنتهاء الأزمة بصورة نهائية خلال فترة وجيزة خاصة وأن جميع أجهزة الدولة استنفرت آلياتها لحل هذه الأزمة الأمر الذي يضمن مساندة ونجاح الجهود المبزولة بهذا الشأن خلال الايام القامة.

حلول بديلة

وقال د. عادل عبد العزيز الفكي مدير قطاع الإقتصاد وشؤون المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة بولاية الخرطوم لـ(smc) أن حكومة الولاية شرعت في اتخاذ اجراءات لتقديم بدائل للخبز المصنوع من دقيق القمح المنزوع القشرة لتدني قيمته الغذائية مقارنة بالخبز المصنوع من دقيق الذرة كامل القشرة، وكشف عن مساعيهم لدعم جوال الذرة لتثبيت سعره ليصبح مثل سعر جوال القمح الأمر الذي يحقق جدوى اقتصادية عالية، خاصة إذا دعمت الحكومة جوال الذرة بحيث يصبح في سعره مثل جوال القمح، وتوقع حدوث ثبات في قيمة الدعم للذرة دون التأثر بإرتفاع سعر الدولار في السوق الموازي باعتبار أن الذرة منتج محلي عكس القمح الذي يستورد جله من الخارج.

واضاف عبد العزيز ان جميع الجهود والخطط المبذولة بشأن معاش الناس ارتكزت أولوياتها على توفير الخبز وحل المشكلات التي واجهت انتاجه بصورة نهائية، فيما توقع حدوث إنفراج كبير في الأزمة بجميع الولايات خلال أيام.

سد الفجوة

وأضاف محمد موسى صاحب احدى مجموعة مخابز بالخرطوم جنوب لـ(smc) ان الدقيق المتوفر بالمخابز والمخازن يمكنه يسد الفجوة بشكل كامل في حالة توزيعه بعدالة وبالصورة المطلوبة على المخابز العاملة بعدالة، وفي ذات الوقت كشف عن توقف عدد من المخابز عن العمل لعدم وفرة الدقيق ووصول الحصص المخصصة لها من بعض الشركات المتعاقدة معها، موضحاً أن هذا الأمر أحدث خللاً في الية توفير الخبز الأمر الذي يتوجب اعادة النظر في التوزيع وحصر المخابز المنتجة والمتوقفة، وأعرب في حديثه أسفه لبعض الممارسات والتي تسببت في زيادة الأزمة والتي كانت ابرزها احتكار الدقيق الموجه للخبز وتجيهه لاغراض تجارية أخرى، ولكنه قال ان الاجراءات والترتيبات التي شرعت فيها الجهات المعنية مؤخرا خاصة الحملات الرقابية ستحد من الظواهر وتسهم في حل الضائقة بصورة مباشرة، وشدد في حديثه على ضرورة تكثيف عمليات الضبط والمتابعة خلال هذه الفترة للقضاء على جميع المشكلات وحسمها بصورة نهائية لتخفيف العبء على المواطن وتمكنه من مجابهة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

تحقيق : الطاف الجيلي(smc)