استشارات و فتاوي

10 آداب لتلاوة القرآن الكريم .. تعرف عليها من المفتي السابق


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن فضل القرآن الكريم معروف يعرفه كل من منَّ الله عليه بحفظه أو تلاوته،‏ ولذلك فمن المهم أن نتأدب بآداب التلاوة الظاهرة والباطنة.

واستشهد فضيلته بما جاء في الكتاب العزيز، قال الله تعالى‏: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ}، وقال تعالى‏: {ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله ﷺ فيما أخرجه أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه‏:‏ (أهل القرآن أهل الله وخاصته‏)، وأخرج البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن من حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ‏:‏ (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)،‏ وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول‏: (إن البيت الذي يتلى فيه القرآن اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين،‏ وإن البيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله عز وجل ضاق بأهله وقل خيره وخرجت منه الملائكة وحضرته الشياطين)، وكان الفضيل بن عياض يقول‏:‏ (حامل القرآن حامل راية الإسلام‏).‏

وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه من المهم أن نتأدب بآداب التلاوة الظاهرة وآداب التلاوة الباطنة،‏ وهذه الآداب الظاهرة هي من الفضائل وليست من الحتم اللازم إلا أن بالتمسك بها وإعطائها حقها ينال القارئ الخير العميم،‏ روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله ﷺ‏: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،‏ والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)،‏ وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ‏:‏ (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ‏(أ ل م‏)‏ حرف،‏ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)‏.

أما ‏آداب التلاوة الظاهرة العشرة‏، فقد حددها فضيلة المفتي السابق، في النقاط العشر التالية:

– أولها‏: أن يكون القارئ على وضوء، وأن يكون على هيئة السكينة والأدب سواء أكان قائما أو جالسا،‏ وأن يكون مستقبلا للقبلة،‏ وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما سواء أكان في المسجد أم في البيت،‏ وله أن يقرأ أثناء الصلاة من المصحف فإن ذكوان مولى عائشة كان يصلي بها رضي الله عنها التهجد من المصحف‏.‏

– ثانيها‏:‏ في مقدار القراءة،‏ وهذا يختلف باختلاف الناس‏;‏ فمنهم من يختمه في شهر ومنهم من يختمه في أسبوعين ومنهم من يختمه في أسبوع،‏ ولا ينبغي أن يختمه القارئ في أقل من ثلاث ليال لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما‏-‏ وقال الترمذي حسن صحيح‏-‏ (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه) وعلل العلماء ذلك بأنه لا يرتله‏.‏

– ثالثها‏:‏ من قرأ في شهر فإن المسلمين قد قسموا القرآن إلى ثلاثين جزءا وهذه الأجزاء متساوية في عدد الحروف ولذلك أمكن في طبعات القرآن أن يكون كل جزء في عشرين صفحة وقسموا كل جزء إلى حزبين وكل حزب إلى أربعة أرباع فأصبح في القرآن ‏240‏ ربعا‏.‏

– رابعها‏:‏ تعظيم المصحف وكتابته بخط واضح كبير،‏ وهذا التعظيم له أشكال كثيرة منها‏:‏ أن يوضع القرآن فوق كل كتاب،‏ وأن يحترم،‏ وأن يحمل باليمين‏.

– خامسها‏: الترتيل وهو مستحب لأنه يجود ألفاظ القرآن من ناحية ويعين على التدبر والتفكر من ناحية أخرى،‏ وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها فيما أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والنسائي كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا‏.‏

– سادسها‏:‏ البكاء فهو مستحب مع القراءة،‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ (فإذا قرأتموه فابكوا،‏ فإن لم تبكوا فتباكوا) أخرجه ابن ماجه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بإسناد جيد،‏ وطريق تكلف البكاء إحضار التأمل والجدية والتدبر في كلام رب العالمين من عهود ومواثيق ووعد ووعيد ومبادئ فإن هذا يؤدي إلى الخشوع والاهتمام بالأمر‏.‏

– سابعها‏:‏ أن يراعي حق الآيات‏;‏ فإذا مر بآية سجدة سجد،‏ وإذا مر بآية عذاب استعاذ،‏ وإذا مر بآية رحمة دعا الله سبحانه وتعالى أن يكون في رحمته‏.‏ وفي القرآن أربع عشرة سجدة،‏ وأقل ذلك السجود أن يسجد بوضع جبهته على الأرض،‏ وأكمله أن يكبر فيسجد،‏ ويدعو في سجوده بما يليق بالآية التي قرأها فيقول مثلا‏: (اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك أو على أوليائك)،‏ ويشترط في هذه السجدة شروط الصلاة من ستر العورة واستقبال القبلة وطهارة الثوب والبدن فمن فقد شيئا من هذا فلا يسجد حتى يستوفي الشروط فيمكن أن يسجد حينئذ‏.‏

– ثامنها‏:‏ أن يبدأ تلاوته بقوله‏:‏ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم‏; لقوله تعالى‏: {فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.. [النحل : 98],‏ وليقل عند فراغه من القراءة‏:‏ صدق الله العظيم كما نص عليه الإمام الغزالي في كتاب‏ (آداب تلاوة القرآن)‏ وذلك امتثالا لقوله تعالى‏: {قُلْ صَدَقَ اللهُ}.. [آل عمران : 95].‏

– تاسعها‏:‏ الجهر بالقراءة والإسرار بها‏، ولكل موطنه وفضله شأن ذلك شأن الصدقة كما ورد في مسند أحمد وأبي داود والترمذي والنسائي حديث (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة،‏ والمسر به كالمسر بالصدقة) وذلك من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه‏.

– عاشرها‏:‏ تحسين القراءة قال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ (زينوا القرآن بأصواتكم) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه‏.

مصراوي