تحقيقات وتقارير

الطريقة أعلنت مساندتها لجهود الرئيس البشير والختمية … سبر أغوار الـ( لقاء)

في خطوة مفاجئة التقى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ببيت الضيافة مساء الأحد وفدًا من الطريقة الختمية -الرافد الديني للحزب الاتحادي الديمقراطي – برئاسة مساعد أول رئيس الجمهورية نائب رئيس الحزب، محمد حسن الميرغني، وسلمه الوفد رؤية الحزب حول الأزمة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد للخروج بالوطن إلى بر الأمان ، و أعلن كبير خلفاء الطريقة الختمية الخليفة محجوب عبد القادر، خلال اللقاء الذي تم بتكليف من رئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى، دعم ومساندة الطريقة الختمية لجهود رئيس الجمهورية في تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد وتحقيق طموحات وتطلعات أهلها في تحكيم شرع الله ومرضاته، وأن لا يخشى في الحق لومة لائم.

ساعد أيمن
وشدد على أنهم وقادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ساعد أيمن للسيد الرئيس لما يرضي الله وخير البلاد والعباد.

وامتدح البشير مواقف مولانا محمد عثمان الميرغني وحزبه منذ توقيعه اتفاقية القاهرة مع الحكومة، وقال إنه ظل ثابتاً لم يتغير ولم يتبدل في مواقفه، وحيا جهود السيد محمد الحسن الميرغني والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لوقفته لتتجاوز البلاد هذه المرحلة. وقال البشير” رغم الصعوبات والغلاء والندرة في بعض السلع إلا أن ذلك يهون في مقابل أمن واستقرار البلد”، مشيراً إلى أن السودان كان على رأس 7 دول كان مقرراً تدميرها، حيث تم تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن لكن الله حفظ السودان. ونفى رئيس الجمهورية احتكار الحكم لحزب أو جهة وأن 121 حزبا وحركة مشاركة في البرلمان ، مؤكدًا أن الوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع وتعهد بالتوافق مع القوى السياسيه على مفوضية مستقلة للانتخابات لتقديم انتخابات حرة ونزيهة، قائلاً إن التصويت في الانتخابات أمانة وشهادة أمام الله لاختيار الأحسن. وأعلن قادة وخلفاء الطريقة الختمية دعمهم ومساندتهم لرئيس الجمهورية في مواجهة المؤامرات التي تستهدف استقرار البلاد. ومن المتوقع أن يكون محمد الحسن الميرغنى قد غادرإلى القاهرة أمس لعرض نتائج اللقاء على رئيس الحزب السيد محمد عثمان المرغني حاملًا رسالة له من السيد رئيس الجمهورية.

لقاءات سابقة

وبالعودة للقاءات التي تمّت بين الرئيس البشير والحسن الميرغني في الإطار السياسي للحزب أبرزها لقاء بالمركز العام للمؤتمر الوطني في (يناير 2015). وقد جاء اللقاء مُغلقًا في إطار تعزيز الشراكة السياسية بين المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الأصل وتنسيق المواقف السياسية بين الطرفين في الانتخابات العامة. وفي سياق لقاءات الرئيس البشير برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني ، نجد أنّ أول لقاء كان في العام (2000) بالعاصمة الأريترية أسمرا حيث نجحت جهود الوساطة الأريترية في ترتيب أول لقاء بينهما في ذلك الحين حيث كان الميرغني رئيسًا للتجمع الديمقراطي، و حدث بمُوجبه اختراقات كبيرة في مواقف الطرفيْن أفضى إلى توقيع اتفاق القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة. وبعدها توالت اللقاءات بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وزعيم الختمية رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا مُحمّد عثمان ميرغني، وكان آخرها اللقاء الذي التأم بدار السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم ، حيث لبّى الميرغني دعوة عشاء أقامها السفير عبد الحليم على شرف زيارة رئيس الجمهورية وانعقد لقاء مغلق بين الرئيس والميرغني وأنجاله فقط، دون مشاركة أعضاء الوفد الرئاسي وقيادات الاتحادي التي رافقت الميرغني وظل ما دار في اللقاء طي الكتمان .

رواية السنجك

ويرى مراقبون أن هذا اللقاء قد بدد الحديث الذي أورده رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالولايات المتحدة الامريكية أحمد السنجك، في بيان أصدره قال فيه، إن رئيس الحزب الميرغني كلفه في اتصال هاتفي بتبليغ جميع وزراء المشاركين بفض المشاركة في الحكومة الوفاق الوطني التي يعتبر الحزب الاتحادي الأصل من أكبر الحلفاء فيها مع حزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه الرئيس عمر البشير والانسحاب الفوري وذلك احتجاجًا على استخدام القوة المفرطة التى تتعارض مع حقوق الإنسان لفض المظاهرات وسعيًا من الحزب لتجنب إراقة الدماء.

شكوك وخلافات

وكانت كثير من الشكوك قد حامت حول صحة حديث السنجك وصحة صدور هذا القرار من رئيس الحزب محمد عثمان المرغني وبرزت تساؤلات من شاكلة إن كان صحيحًا لِمَ لمْ يتم إعلانه عبر الناطق الرسمي للحزب أو تبليغه لمؤسسات الحزب وهي القنوات الطبيعية لإعلان موقف الحزب .. بيد أنه ليس من العسير ملاحظة الخلافات التي يعاني منها الحزب والطريقة قد طلت عقب قيادات لقاء الختمية والرئيس خاصة الدائر بين الحسن ومنافسيه الذين يرون أنه لايمثل الطريقة في هذا اللقاء بعد أن تم إقصاؤه مؤخرًا، وقالت اللجنة المركزية العامة لشباب الختمية في بيان أن لقاء الوفد برئيس الجمهورية جاء في إطار مسؤوليات الحسن الميرغني التنفيذية الرسمية والتنظيمية الحزبية بصفته كبير مساعدي رئيس الجمهورية وصفته الحزبية كرئيس للحزب بالإنابة في الداخل، ولم يمثل اللقاء الطريقة الختمية التي الحسن الميرغني ليس جزءًا منها وأن للطريقة قنواتها الرسمية .

بطلب من الرئيس

وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، أحمد الطيب المكابرابي، لـ(الصيحة) إن اللقاء تم بطلب من رئيس الجمهورية في إطار إشراك القوى السياسية المشاركة في الحوار وحكومة الوفاق الوطني باعتباره الرئيس الفعلى للبلاد. وأشار المكابرابي إلى أنه قد تم عقد لقاء مغلق بين رئيس الجمهورية ومساعده نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الحسن المرغني استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، مبينًا أن أجندة اللقاء حملت بحث حلول وتصورات لوضع مخارج من الأزمة والاحتقان الذي تشهده البلاد الآن .

مبادرة وحلول

وأضاف المكابرابي أن الحسن المرغني قد طرح مبادرة وحلولًا أساسها حقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على وحدة البلاد من الانزلاق في أتون الفوضى، مشيرًا إلى أن الحسن سيبدأ جولة للتعريف والتبشير بهذه المبادرة بين القوى السياسية في الداخل والخارج وتشمل اتصالاته الرئيس المصري وزعماء الدول في المحيط العربي والإفريقي . ورفض المكابرابي ماجاء في بيان اللجنة المركزية العامة لشباب الختمية نافيًا وجود جسم بهذا الاسم، وقال إن هذا البيان صادر من جهة غير معلومة لديهم في الطريقة ، داعيًا جماهير الحزب والقوى السياسية للابتعاد عن مزالق التخوين التي تسود الشارع الآن ، وقال إنها ليست مجدية، مشددًا على التريث في إصدار الأحكام وإفساح المجال للزعماء وأهل الحل العقد وهم المعنيون بإيجاد الحلول .

لقاءات شمل

بدوره يرجح القيادي بالمؤتمر الشعبي، أبوبكر عبدالرازق، في حديثه لـ(الصيحة) أن يكون هذا اللقاء ابتدارًا للقاءات تمضى لتشمل كل القوى السياسية المشاركة والمحاورة لفك الطوق الإعلامي والسياسي الذي شكلته الاحتجاجات لإحداث مسار سياسي جديد يتسق مع الحوار، تمشيًا مع رؤية الحكومة التي ترى ان الذي ينشد التغيير ينبغي أن يذهب الى صناديق الاقتراع .

وأضاف أبوبكر “قد يكون تقدير الحكومة أن الحزب الاتحادي الديمقراطي وسيط فاعل ومقبول ومؤثر في العلاقة مع مصر التي هي وسيط مقبول لدى نداء السودان، وكذا يمكن أن يكون الحزب الاتحادي وسيطًا لدى القوى السياسية المعارضة الاخرى، لما له من علاقة خاصة مع نداء السودان .

الخرطوم الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. لن ولن يتقدم السودان خطوة واحده ما لم يتم التخلص من هذه العائلة ونفيها خارج السودان