داليا الياس

كن واثقاً بنفسك

[JUSTIFY]
كن واثقاً بنفسك

# الثقة بالنفس صفة مكتسبة، بمعنى أنها لا تولد مع الإنسان، ولكنه ينميها بأعماقه يوماً بعد يوم، وتخضع للعديد من العوامل المؤثرة، وهذا يفسر لنا لماذا بعض الناس يتمتعون بالكثير منها، وبعض الناس لا يملكون ما يكفيهم منها، لمجابهة الحياة، على الرغم من أن التجربة أثبتت أن الإنسان في إمكانه تعزيز ثقته بنفسه أكثر، والتخلص من إحساسه الدائم بالدونية، فالأشخاص قليلو الثقة بأنفسهم؛ عادة لا يكفون عن التقليل من شأن أنفسهم وأهميتهم، ولا يتصورون أبداً أن الآخرين يمكنهم أن يروا فيهم شيئاً مميزاً.
# وانعدام الثقة بالنفس، وضعف الإيمان بالذات والقدرات هذا؛ دائماً ما يمنع صاحبه من اتخاذ أي مبادرة، أو التقدم إلى الأمام، فهو يستبعد دائماً احتمال نجاحه في ما يقوم به، لهذا غالباً ما يتراجع عن القيام بما يتمناه، ويتقاعس عن أي مبادرة، ويفوت العديد من فرص النجاح، بالإضافة إلى أن إحساسه بانعدام ثقته بنفسه يسبب له شعوراً بالضيق، وعدم الاطمئنان، فيركن للانطواء، ويتجنب الناس والحياة، لأنه إنسان في الأساس يواجه مشكلة في الإمساك بزمام أمور حياته اليومية، في حين أن الثقة بالنفس تعلم الإنسان كيف يفكر، وكيف يتصرف بكل استقلالية وحرية، وتعطي علاقته بالآخرين طابعاً مختلفاً ومتميزاً عن غيره.
# وإذا كنت تشعر بأنك غير واثق تماماً بنفسك؛ فتذكر أن لك هوية خاصة بك، ومختلفة عن الجميع، وعليك أن تكون على دراية تامة واقتناع بما أنت عليه، وبماهية شخصيتك، فكل إنسان لا يشبه الآخر، لهذا أنت لا تشبه أحداً، فلك ذوقك الخاص، واهتماماتك الخاصة، فحاول أن تتعرف على نفسك أولاً، ثم حاول تسليط الضوء على نقاط قوتك وإبرازها، واعمل على صقلها وإظهارها باستمرار.
# وعلينا أن ندرك أثر الطفولة الكبير في التأثير على معدل ثقتنا بذواتنا، فالنقد الدائم الذي كان يوجه لنا، أو الألقاب المتهكِّمة التي أُطلقت علينا يوماً وضايقتنا، يؤثران في تكوين شخصيتنا لاحقاً، لذلك يجب على الآباء ألا يعايروا أطفالهم بعيوبهم أو أخطائهم، وألا يحتدوا في توبيخهم، بل يجتهدوا في تشجيع الطفل على التحسن بطريقة حكيمة وإيجابية.
# وضع العارفون بأمور النفس خمسة مفاتيح محددة لتعزيز الثقة بالنفس، جاءت على النحو التالي:
1-تميز: تأكد أن لك الحق في تكوين أفكار وآراء شخصية والتعبير عنها بحرية في كافة المقامات، فلا تتقاعس عن طرح نفسك وآرائك بطريقة ملائمة ومميزة، ولا تتبنى آراء الآخرين لأن لديك آراءك الخاصة.
2-أثبت: كن على طبيعتك في علاقاتك مع الآخرين، ولا تحاول تغيير حقيقتك أو مواقفك ورغباتك، ولا تحاول أن تقلد الآخرين فقط لإرضائهم. ً
3-تحدى: ضع لنفسك كل يوم أهدافاً جديده وتحديات صغيرة ثم دعها تكبر. ويجب أن تضعها بما يتوافق مع قدراتك بحيث تكون معقولة وقابلة للتحقيق، لهذا يجب أن تعرف إمكانياتك ولا تتجاوزها.
4-تذكر: لا تتوقف عن ترديد جملة إيجابية محببة في قرارة نفسك، أو حتى بصوت مسموع عندما تكون وحدك كأن تؤكد لنفسك دائماً أنك الأفضل، وأنك قادر على العمل والإنجاز، ستساعدك هذه الحيلة على أن تصبح أكثر إيجابية في طريقة تفكيرك، وعلى التغلب على الإحباط.
5-واجه: يمر كل منا بمواقف محرجة ومزعجة تشعره بعدم الارتياح، فلا تهرب منها، وثق بنفسك بحيث تواجهها وتعالجها. ولا تنس أنك قد لا تنجح في رفع الإحساس بالضيق والدونية من أول تجربة، لكنك مع تكرار الأمر ستكتسب خبرة خاصة بك تجعلك قادراً على تفادي كافة العقبات ومواجهة جميع المواقف بثقة وقوة.
تلويح:
لو تعلَّق قلب الفتى بالثريا.. لنالها.. وعلى قدر ثقتك بنفسك يأتي إنجازك.. وربما لم يتبق لنا في زمن الخيانة والنفاق هذا سوى أن نثق فقط بأنفسنا.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي