تحقيقات وتقارير

الشيوعي وعبد الواحد .. أسرى حالة “التفكير السوداوي”


باتت دلائل التنسيق بين الحزب الشيوعي وحركة المتمرد عبد الواحد نور في إستغلال الإحتجاجات الأخيرة واضحة، وذلك من خلال المشاركة في عمليات التخريب والحرق التي طالت عددا من المؤسسات الحكومية والخاصة في عدد من الولايات.

ومؤخراً أعلنت السلطات القبض على إحدى الخلايا الموالية لعبد الواحد وتتكون من 25 شخصاً أوقفت بمنزل بحي الدباغة بمدينة سنار، والأخرى تتبع لحزبي المؤتمر السوداني والحزب الشيوعي بحي القلعة. كما تم رصد خليتان تعملان على تحريض المواطنين على التخريب وكانتا تخططان لحرق مبنى محلية سنار وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وحوت المضبوطات التي وضعت السلطات الأمنية يدها عليها كميات من الأسلحة البيضاء.

وفي العاصمة الخرطوم تم القبض فيها على خلية “تخريبية” تضم كوادر حزبية معارضة كانت ترمي لتنفيذ عمليات تخريبية على غرار ما حدث ببعض الولايات.

وظهر التنسيق خلال الإحتجاجات الاخيرة بين عبد الواحد والشيوعي من خلال المعلومات التى تم تداولها في وسائل التواصل الإجتماعي حول تحريض الحزب الشيوعي عناصره على حرق المرافق الإستراتيجية بالدولة ومحطات الكهرباء، وان تجعل دور المؤتمر الوطنى تحديداً هدفاً للحريق ، كما اشارت الانباء لتحريض الحزب لعناصره على توفير السند لمجموعات حركة عبد الواحد لتتولى عمليات التخريب والنهب والإتلاف.

يبدو أن حالة ” التيه السياسي” التى ضربت على الحزب الشيوعي جعلته يتجه الى التنسيق مع حركة عبد الواحد النور التى تعاني هي الأخري من ما يمكن أن نسميه “العزلة”.

وقد حفلت الخلفية السياسية للحزب الشيوعي بمجموعة من التناقضات، في رفع الديمقراطية كشعار في لافتات الحزب بينما تغيب في ممارساته الداخلية، خاصة أن قياداته التاريخية لازالت تحارب التجديد بل إنها ظلت تمارس الفصل والإبعاد لكل من يخالفها الرأي. وظل الحزب ينأي بنفسه عن الحراك الذي ينتظم الساحة السياسية، ويسعى للتنسيق مع الحركة الشعبية تارة وحركات دارفور أخرى، موصداً الباب أمام التفاعل مع أي حلول سلمية تضع حداً لمشكلات البلاد. في وقت رجع فيه الكثيرون من قادة الحركات المسلحة إلى بلادهم إنحيازاً للسلام وتحكيماً لصوت العقل، بل إنهم بدأوا تحويل حركاتهم إلى أحزاب سياسية وذلك بعد أن أدركوا أن ذلك وحده الطريق الموصل لتحقيق المطالب وليس البندقية.

يدرك عبد الواحد أنه بات مهدد بسيف العقوبات الدولية والإقليمية باعتباره أصبح معرقلاً للسلام وقنبلة موقوتة لإعادة دارفور إلى عهد الفوضى والدمار، كما أن وجوده الميداني قد تلاشى أو كاد إلا من جيوب صغيرة تنتشر في جبل مرة، ومعظمها قد شق عنه عصا الطاعة وسلك طريق النهب والسرقة. ولا شك أن هذه العزلة الخانقة جعلت عبد الواحد يمارس القفز من فوق الأسوار ومحاولة قلب الطاولة على الجميع بالزج بعناصره التي عادت من الدولة العبرية لتقوم بعمليات العنف والتخريب التي تدربت عليها في تل أبيب وكمبالا.

لكن عبد الواحد لم يعي الدرس من مصير قوات العدل والمساواة في أحداث أم درمان 2008م بعد أن رمت بكل ثقلها وأطلقت “سهمها الأخير” في عملية “الذراع الطويلة” فلم تحصد سوى الموت وذهاب العدة والعتاد، غير أن المشترك بين ما قامت به الحركتان أنهما عمدتا لتنفيذ مثل هذه المغامرات غير عابئة بما تحدثه من خراب وتعريض حياة المدنيين إلى الخطر.

لاشك أن محاولة التنسيق بين الشيوعى وحركة عبد الواحد تمثل فشلا جديداً في تجاوز حالة التفكير السوداوي باستخدام العنف وسيلة للتغيير، فمحاولة نفخ الروح في تحالف المعارضة مع الحركات المتمردة وسيلة أثبتت عدم جدواها، وليس أدل على ذلك ما انتهى إليه تحالف نداء السودان، الذي جمع حزب الأمة بالمتمردين واخفق في الوصول إلى “وزن المعادلة” بين دعاة العمل المدني ومؤيدي خيار حمل البندقية.. وفي نهاية المطاف حزم رئيس حزب الأمة العودة حقائبه عائداً إلى وطنه، بينما لم تجد حركتي مناوي وجبريل إلى سلوك آخر طريق متاح وهو الرجوع إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة.

تقرير (smc)


تعليق واحد

  1. دي ما بتحلكم . معركتكم مع الشعب السوداني و ليس الحزب الشيوعي او عبد الواحد .