تحقيقات وتقارير

ضمن تقرير لوزارة الصحة .. السجائر السوداني .. (الأخطر) في الشرق الأوسط ..!

بيّنَت العديد من الدراسات أنّ الأضرار الناجمة عن التدخين يكون تأثيرها السلبي في أعضاء الجسم كَافّة، الذي تنتج عنه مجموعة من الأمراض، بجانب الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية المُترتِّبة على المُدخِّنين، مُقارنة ما بين المُجتمعات التي قَرّرت مُحَارَبة التدخين واتّخاذ الإجراءات اللازمة من أجل ذلك، وتُشير الأرقام الإحصائية الواردة في عددٍ من البحوث عن العلاقة بين الأمراض والتدخين، منها سرطان الرئة، والدورة الدموية، وآثاره على الحمل والرضيع وأجهزة الجسم كَافّة بشكل عام، إلا أنّه ورغم ذلك وجدوا أنّ نسبة الإقبال عليه كَبيرةٌ بين الشباب وكبار السن وأحياناً الفتيات والسيدات.

(1)
في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الصحة ولاية الخرطوم، عن أنّ السجائر السودانية هي الأكثر خُطُورةً وأن نسبة النيكوتين فيها تُعتبر الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، في وقت قد أصدرت فيه الوزارة قراراً بإلزام جميع شركات التبغ بتخفيض النسبة من 2 إلى 1 والقُطران من 12 إلى 10 وأول أكسيد الكربون من 12 إلى 10.
(2)
من جانبهم، أكد عددٌ كبيرٌ من المُدخِّنين من الجنسين لـ(كوكتيل)، عن عدم مقدرتهم الإقلاع نهائياً عن التّدخين مهما بلغت نسبة خُطُورته التي ذكرتها وزارة الصحة، وأنّ استمرارهم في التدخين يكون وفق الضوابط والمعايير التي تضعها الصحة، التي تتوقّف على مَدَى التزام شركات التبغ بقرارات الصحة وإن لم يحدث فلا خيار لديهم غير الموجود، كذلك أوضح لـ(كوكتيل) تاجر الجُملة عبد الرضي الوسيلة قائلاً: (بيعنا للسجائر مُرتبطٌ بالمزاج والكيف مع علم كل الأطراف بمخاطره والأمراض التي يُمكن أن يُسبِّبها للإنسان، إلا أنه في حال التزام الشركات المُصنّعة سنرضخ بالتأكيد للضوابط حتى وإن احتج الزبائن من المُدخِّنين فهناك من يرغبونه).
(2)
من جانبهم، قال عددٌ من الأطباء، إنّ التدخين له علاقة مباشرة بتصلب الشرايين وتكوين الجلطات الدموية مما يؤدي للذبحة، كما يُسبِّب في اضطرابات الذاكرة وله تأثير مُدمِّرٌ على حَيوية الإنسان وقُدراته الجنسية، إضافةً إلى الشيخوخة المُبكِّرة وزيادة تجاعيد البشرة والجلد، كذلك نجد أنّ مجموعة من مرضى السكري يدمنون التدخين فهو يمثل ضرراً وخطراً لا حدود له عليهم، لأن مادة النيكوتين حسب أبحاث الأطباء تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية بالجلد مِمّا يُقلِّل من امتصاص الأنسولين المحقون وتأثير أول أكسيد الكربون على الكريات الدموية الحمراء ما يزيد من مُضاعفات مرض السكر بالقلب والشرايين وشبكية العين.
(3)
في الوقت الذي نجد فيه عدداً من الفتيات والسّيدات يدمنّ التدخين حتى وإن كان في الخفاء، وهو ما أكّدته مجموعة من السّيّدات اللائي فضّلن حجب أسمائهن بأنّهن أصبحن أكثر إدماناً له، بالرغم من أنّ بعضهن في مراحل مُبكِّرة من الحمل، الأمر الذي يكون له تأثيراته على المرأة الحامل، وأوضح الأطباء أنّ التدخين يُؤثِّر بشدة على الجنين والحمل نتيجةً لتأثير النيكوتين وأول أكسيد الكربون بِمَا يؤدي إلى نقص إرواء المشيمة وجسم الجنين بالأوكسجين.
وتشير دراسة طبية إلى أنّ انفصال المشيمة مُبكِّراً عن جدار الرحم وكذلك زيادة في إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يُسبِّب تقلُّص الرحم، وأنّ هذه الآثار مُجتمعةً تؤدي إلى الولادة المُبكِّرة ونقص أوزان مواليد المُدخِّنات أقل من 90% من الأوزان الطبيعية والإجهاض التلقائي وضعف المناعة الطبيعية لدى المَواليد.
(4)
من جانبه، في حَديثٍ سَابقٍ لـ(كوكتيل) قال رئيس مجلس المواصفات والمقاييس بروف هشام الهادي، إنّ السّيّد وزير الصحة ناقش الأمر مع الإدارة العامة للمُواصفات والمقاييس بأن يتم أخذ عينة من كل مصانع التبغ لتحليلها حتى تكون مُطابقةً للمعايير، وتَمّ الاتفاق على ذلك بأن تكون هناك مُواصفاتٌ مُعيّنةٌ للتبغ لتخفيف وتقليل نسب الخُطُورة.

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني