تحقيقات وتقارير

وزير النفط “أزهري عبد القادر” : السودان يحصل على مبلغ (36) دولاراً عن كل برميل نفط من دولة الجنوب


في رحلة استغرقت ثمان ساعات، برفقة وزير النفط إلى حقل الوحدة (unity) بمقاطعة المابان, بولاية الوحدة الشمالية بدولة جنوب السودان. هبطت الطائرة التي أقلتنا من مطار الخرطوم إلى مطار بولاية غرب كردفان، المجاورة لدولة جنوب السودان, سلكنا الطريق الذي يربط منطقة هجليج النفطية، ودولة جنوب السودان، بطول (35) كيلومتراً، هي المسافة التي تفصل بين الدولتين.

حياة طبيعية

بيد أن المواطنين على الحدود بين الدولتين، يعيشون حياتهم الطبيعية، داخل منازل متشابهة ومشيدة من القصب (القش)، فيما يتجول رعاة الماشية في الغابات التي تكسوها أشجار (الطلح)، عبرنا النقطة الفاصلة على الحدود، حيث يوجد معسكر للجيش الشعبي الذي رافقنا أفراد منه يحملون أسلحتهم في عربات الدفع الرباعي, وصولنا إلى مقاطعة المابان، التي دشن فيها وزيرا النفط بالدولتين بداية ضخ النفط بعدد (15) ألف برميل يوميا ترتفع تدريجيا إلى (40) ألف برميل قريبا .
احتشد المئات من المواطنين بجانب عمال الشركات العاملة في النفط ابتهاجا بإعادة الإنتاج, وقدموا فاصلا من الرقصات الشعبية بمختلف أشكالها، وأكثر ما لفت انتباه الحضور أصوات الفنانين السودانيين (الأمين عبد الغفار وصلاح مصطفى وغيرهم) تعلو في المشهد، ثم تكرار الترحيب بالوفد السوداني والشكر لرئيسي البلدين “عمر البشير” و”سلفا كير”، على إنجازهما التوقيع على اتفاقية السلام، والرغبة في تحقيق الاستقرار لاسيما بعد توقف سريان النفط طوال خمس سنوات, وإعادة عمال الشركات السودانية والأجنبية لضخ النفط من جديد في حقل unity الذي يصل إنتاجه إلى (40) ألف برميل يوميا .

العودة إلى القائمة

وطمأن وزير النفط والغاز والمعادن “أزهري عبد القادر” الشعب بأن السودان سيعود قريباً إلى قائمة الدول المصدّرة للنفط. وقال لدى مخاطبته حفل تدشين حقل (يونتي) بمقاطعة المابان (ولاية الوحدة) بدولة جنوب السودان، (الاثنين)، بحضور وزير النفط بدولة جنوب السودان إن الحقل سينتج (40) ألف برميل يومياً وسيضيف عائداً بالعملة الأجنبية للبلاد. واتهم “أزهري” من سماهم بضعاف النفوس بأنهم وراء أزمة الجازولين والبنزين بسبب جشعهم وتهريب الوقود المدعوم، مؤكداً أن الوزارة تشتري لتر الجازولين بسعر (30) جنيهاً وتبيعه للمواطن بسعر (4) جنيهات، مشيراً إلى أن الشراء بالعُملة الأجنبية والبيع بالعُملة المحلية، وقطع بتجاوز الأزمة خلال ثلاثة أشهر، مشدداً على ضرورة تفعيل أجهزة الرقابة والمتابعة لضبط العمل ووضع سياسات لزيادة الإنتاج.

نهاية الأزمة

وفي سياق ذي صلة، كشف الوزير عن اتفاقيات جديدة مع المستثمرين ستعيد لهم الثقة في التعامل مع السودان لا سيما جمهورية الصين، التي وصل عدد كبير من مستثمريها إلى البلاد.

وقال وزير النفط “أزهري عبد القادر” إن السودان موعود بخير كثير ليس من عائدات النفط الذي يبلغ الاحتياطي منه مليار وستمائة ألف برميل، ولكن من الذهب الموجود في باطن الأرض، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ سياسات جديدة للإنتاج, تشجع المستثمرين الذين اشتكوا كثيرا من بطء الإجراءات , وتابع أما بشأن الأزمة الحالية للجازولين قال (أنا لا أكذب) عندما أقول إن الأزمة في طريقها إلى الحل لأن المواطن العادي يشاهد صفوف السيارات في محطات الوقود, الأزمة متشابكة وجزء منها متعلق بالمواطنين، مشيرا إلى أن المسؤولية العظيمة هي وضع خطط موازية ومتابعة تنفيذها بدقة مؤكدا وجود خلل في كافة المجالات لا تستثني أحدا، وجزء منها متعلق بالعادات والتقاليد السودانية، وأضاف من خلال متابعتي وفي زيارة إلى ميناء بورتسودان، وجدت في الطريق من عطبرة إلى مدينة بورتسودان أي صاحب سيارة يشتري أكبر كمية من الوقود بالسعر المدعوم، وقال الوزير إن أصحاب النفوس الضعيفة استغلوا الفرصة للتجارة في الوقود, وتحصلوا على أرباح خرافية, لاسيما أن سعر اللتر في المحطة (4) جنيهات والوزارة تشتريه بسعر العُملة الأجنبية بما يعادل (30) جنيهاً مشدداً على ضرورة إيجاد علاج جذري للمتاجرين من خلال سياسات ومتابعة لصيقة مؤكدا في خلال الثلاثة أشهر المقبلة ستزول الأزمة خاصة زيادات العائدات من نفط الجنوب التي تبلغ (36) دولاراً للبرميل الواحد.

عائدات التصدير

وكشف الوزير، عن حصول السودان على مبلغ (24) مليون دولار، مقابل عبور وتصدير مليون ومائتي برميل من نفط جنوب السودان. وأكد لدى مخاطبته الاحتفال ببدء ضخ حقل الوحدة بدولة جنوب السودان يوم (الثلاثاء) الماضي، دخول حقل الوحدة ب(15) ألف برميل قابل للزيادة مما يعتبر نقطة انطلاقة لبداية العمل في حقول ثارجاس وفلوج في القريب العاجل. وتوقع عودة إنتاج الحقل إلى مُعدله السابق والمقدر بـ(40)

ألف برميل يومياً.

وامتدح “أزهري” أزلية العلاقات مع دولة الجنوب في مجال النفط وإن الخير الذي يعود من النفط يسهم في استقرار البلدين .
وكشف عن الدور الطليعي الذي قامت به الشركات السودانية وحجم التحديات التي واجهتها في إعادة ضخ نفط الجنوب مرة أخرى بعد توقف دام لمدة خمس سنوات.

مكاسب إضافية

وكشف “أزهري” عن اكتمال الإجراءات لفتح تجارة الحدود بين الولايات المتاخمة لدولة جنوب السودان وموافقة دولة الجنوب على ذلك، وقال إن النقاط الحدودية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا أن البلدين سيحققان عوائد مجزية من التجارة الحدودية.
من جهته نوه وزير البترول بدولة جنوب السودان، “ازيكيل لول قاتكوث”، إلى بداية العمل في حقل ثارجاث وسط توقعات بدخوله الإنتاج شهر مايو المقبل. ودعا “قاتكوث” بالحفاظ على روح التعاون الإيجابية التي أعادت بترول الجنوب إلى دائرة الإنتاج والتصدير عبر السودان.
بدوره أوضح نائب رئيس شركة جيبوك المشغله لحقول الجنوب، “أنجلو شول دونقوى” أن حقل الوحدة هو أكبر الحقول معلناً عن بداية الإنتاج من (14) بئراً من جملة الآبار الجاهزة (19) بئرا مع الاستمرار لإدخال عدد (34) بئراً كمرحلة أولية مع العمل في إدخال كافة آبار الحقل التي تبلع (174) بئراً معلنًا عن تعاونهم التام مع الشركات السودانية التي تعمل على إعادة الإنتاج في حقول الجنوب.

هجليج: وليد النور
صحيفة المجهر السياسي.


تعليق واحد

  1. المعروف انه سعر البرميل متغير فكيف تثبت سعر المرور يعني لو عمل 50 انت تربح اكتر من المصدر يا كيزان والله تاني كذب ما بحلكم
    Just fall that’s all