تحقيقات وتقارير

الشائعات والاحتجاجات.. مبررات الكذب


مرة أخرى تتداول مواقع التواصل الاجتماعي أنباء وأخبارا تكاد تعصف بالهدوء النسبي الذي تمضيه الخرطوم بين الفينة والفينة، أخبار من شأنها إثارة الرأي العام وربما غضبه في تحريك ربما متعمد أو غير متعمد في احتجاجات استمرت طويلا، لتنجلي الحقيقة بعد برهة لتؤكد أن ما تم تداوله لم يكن سوى شائعات ليس إلا. (السوداني) سعت لرصد أبرز الشائعات التي عاشتها الخرطوم مؤخرا ومبررات إطلاقها.

اتهامات ومؤامرة
مسؤول دائرة الإعلام بالمؤتمر الوطني إبراهيم الصديق يذهب في حديثه لـ(السوداني)، إلى ما يوصف بالشائعات بل حملت تشويشا منظما يستهدف خلق البلبلة وإثارة الفوضى والفتن، كاشفا عن رصد حزبه لأكثر من 172 نموذجا ابتداءً بالطفل الأيقونة، فضلا عن تسريب وفاة الخطيب الذي كان محاولة لصرف الأنظار، بالإضافة للأكاذيب الصغيرة عن خلافات (فلان) وهروب (علان).
وأكد الصديق أن منهج التشويش يستهدف زعزعة الأمن الاجتماعي وهز بنية المجتمع وقناعاته وتفتيت الأواصر الإنسانية، متهما اليسار بالرغبة في إحداث توتر اجتماعي، وأن ذلك كان واضحا للمؤتمر الوطني من اللحظة الأولى، قاطعا بأنهم تعاملوا مع ذلك بفاعلية وهدوء خاصة أن الحملة تستخدم تقنيات عالية، وتم الإعداد لها خلال فترة طويلة وبدأت مرحلة التفتيت.
ونوه المسؤول الإعلامي بالوطني، إلى أن حزبه لم يكن وحده الذي يتولى الرد والمواجهة وإنما قوى سياسية وحركات فاعلة وشخصيات قومية وأئمة ودعاة مؤسسات ومجتمع مدني وطرق صوفية، وأضاف: تم عزل هذه المجموعات وكشفت حقيقة مواقفها.

نظرة أخرى
في المقابل، أرجع رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة القومي محمد الأمين عبد النبي في حديثه لـ(السوداني)، انتشار الشائعات في هذه الفترة لجهة أنها فترة التحول السياسي والاجتماعي في السودان بسبب انطلاق تحركات شعبية تنادي برحيل النظام، مشيرا إلى أن ما أسهم في انتشارها بكثافة بالأساس التعتيم الإعلامي من قبل النظام، متهما أجهزة نظامية بالوقوف خلف الشائعات بالإضافة إلى ما يعرف أو يسمى (بالجداد الإلكتروني)، منوها إلى أن هدفها إثارة البلبلة وتشكيك الناس في المسلمات، وأضاف: وعي الشعب وتكرار الإشاعات والإعلام البديل وكثرة الكذب جعل هناك ترياقا ضد الإشاعة وفرصة لنشر الحقيقة.
وأكد عبد النبي أن الشعب السوداني اختبر مصداقية الوطني فجاءت النتائج عكسية للمروجين والصانعين لها، خصوصا تلك التي استهدفت الأمة القومي في ظل حرص الحزب على التوضيح ونفي الشائعات التي تُحاك ضده من باب تبيان النهج الديكتاتوري في التعامل مع الحراك الثوري وكذلك للاستفادة من الإشاعة كفرصة للتأكيد على مواقف الحزب المعلنة.

الهدف منها

آخر تلك الأنباء ما تم تداوله تناقلت وسائط التواصل الاجتماعي وأثار القلق والشكوك في أذهان المواطنين الشائعات حول الأحداث في الأسابيع الماضية بالتزامن مع الاحتجاجات التي عمت عدة مدن سودانية بسبب انعدام الخبز والوقود وشح السيولة في البنوك. والكثيرون يتناقلون المعلومة قبل التأكد من صحتها ومصدرها وهل بثت لإبراز حقائق أم لتضليل الناس ويتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الإعلامية والاجتماعية؟

وبحسب الخبراء، فإن الشائعات التي وردت في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أو (واتساب) أو (تويتر) كان الغرض منها خلق رأيا عاما حول قضية معينة ولأهداف معينة نشرت من أجلها الشائعات في سبيل تعزيز موقف أو في اتجاه تغيير مواقف.
المعارضة ترى أن أيدٍ خفية تلعب لصالحها بتضليل الناس وخلق أجواء مواتية لكسب معركتها مع الحكومة، لجهة أن كثيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعلون مع كل ما يُنشر ويوجهونه إلى قروبات أخرى دون تقصٍّ حول حقيقة ما ورد. ويذهب ناشطون إلى أن أقوى الشائعات تأثيرا تلك التي ترد بمعلومات ذات مضمون إعلامي جيد يتخللها تفاصيل تضلل الجماهير.
الحكومة من جانبها كثيرا ما ترى أن الشائعات تصنعها المعارضة عبر ناشطيها بهدف تضخيم الاحتجاجات وما يحدث من عنف مع المتظاهرين للوصول إلى تنديد دولي وإقليمي يكون بمثابة كرت ضغط تفاوضي لصالح الاحتجاجات السلمية التي تقع في السودان للمطالبة برحيل الحكومة.

أبرز الشائعات

أول الشائعات تزامنت مع انطلاق الاحتجاجات في عطبرة، فبرزت شائعة مغادرة الرئيس البشير البلاد في زيارة غير معلنة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتضح أن الرئيس البشير كان مواصلا لبرنامج زيارته إلى ولاية الجزيرة في مخاطبة جماهير إحدى مدنها.
ثاني أبرز الشائعات ووجدت رواجا كثيفا وقالت إن نائب رئيس الجمهورية بكري حسن صالح مصاب ويتلقى العلاج في مستشفى رويال كير بالخرطوم، وهو ما كذبته المشاهدات المباشرة في احتفالات أعياد الاستقلال بالقصر الجمهوري.
كذلك انطلقت شائعة أخرى مفادها وفاة طفل يبلغ 14 عاما على (الفيس بوك) في احتجاجات منطقة بري، ولم تمض 24 ساعة حتى انجلت الحقيقة بأن الطفل السوداني يعيش في البرازيل حسب ما تم تداوله بصورة كبيرة.

كذلك تم تداول خبر وفاة أحد زعماء الحزب الشيوعي على مواقع التواصل الاجتماعي وتأكد فيما بعد أن الخبر غير صحيح وهو بخير وعافية.
كذلك برز خبر آخر أثر في الوسط الصحفي والإعلامي السوداني بوفاة الزميلة الصحفية رابعة أبو حنة واغتيالها، لتنفي صحيفة (الجريدة) خبر الوفاة التي تعمل فيها. واتهمت رابعه جهات قالت إن لديها مصلحة في ضرب مصداقية تجمع المهنيين السودانيين بفبركة خبر وفاتها منشورا بصورتها.

صحيفة السوداني.


تعليق واحد

  1. المشكلة ما فى الشائعات المشكلة فى القرعتهم فاضية ديل وبيطلعوا يظاهروا ويفرفروا والواحد ياخد ليهو بسطونه بسطونتين ويرجع البيت يلقى الرئيس فى التلفزيون حايم يتضرع جوه البلد وبره البلد.