مهاتما غاندي .. ذكرى 71 عاما على اغتيال “الروح العظمية”
تحيي الهند، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 71 على اغتيال زعيهما السياسي، مهاتما غاندي، الذي استطاع أن يحوز على لقب أبو الأمة، لدوره النضالي الكبير في تاريخ البلاد.
غاندي، السياسي الأبرز في تاريخ البلاد، قاد الهند نحو الاستقلال، وحارب الاستبداد والعنصرية، كما يعتبر مهندس حركة العصيان المدني الشامل الهندية، التي ألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية، ليس في بلاده وحدها بل في جميع أنحاء العالم.
مهاتما، ليس هو الاسم الحقيقي لغاندي، لكنه أحد الألقاب التي حصل عليها وهي تعني بالهندية “الروح العظيمة”، وانما اسمه الذي حصل عليه منذ المولد في 2أكتوبر/تشرين الأول 1869، موهانداس كرمشاند غاندي.
كما حصل الزعيم الراحل على لقب “أبو الأمة”، بعد أن كرمته الدولة، وجعلت من ذكرى مولده عطلة وطنية في البلاد، كما أنه يعتبر في الوقت ذاته “اليوم العالمي للاعنف”.
تاريخ طويل من النضال
قاد غاندي، حركة العصيان المدني، عندما كان محاميا مغتربا في جنوب أفريقيا، خلال الفترة التي كان المجتمع الهندي يناضل فيها من أجل الحقوق المدنية.
وعقب عودته إلى الهند في عام 1915، نظم احتجاجات للفلاحين والعمال في المناطق الحضرية ضد الضرائب المفرطة المفروضة عليهم ووقف التمييز في المعاملة.
وبعد سنوات تولى الزعيم الراحل، قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921/ وقاد حملات وطنية خلال تلك الفترة، للحد من الفقر، وزيادة حقوق المرأة، والعمل على نشر السماح بين الديانات المختلفة، وتحقيق الوحدة الوطنية.
وكان غاندي، من المناضلين، ضد الاحتلال البريطاني، والسيطرة الأجنبية، على البلاد، وقاد مع أنصاره في حركة عدم التعاون التي احتجت على فرض بريطانيا ضريبة على الملح في مسيرة ملح داندي عام 1930، والتي كانت مسافتها 400 كيلومتر.
التواضع سمة الزعماء
عاش الزعيم الراحل، حياة متواضعة بل قد وصفها البعض بأنه كان زاهدا، متقشفا، في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدوياً بالغزل على الشاركا.
لم يكن غاندي من آكلي البروتينات الحيوانية، وانما كان نباتيا بسيطاً، يأكل الخضروات، كما كان يصوم فترات طويلة كوسيلة لكل من التنقية الذاتية وكوسيلة أخرى للتعبير عن الاحتجاج الاجتماعي.
وكان الراحل قرر في عام 1932 البدء بصيام حتى الموت، احتجاجاً على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود؛ مما دفع بالزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى “اتفاقية بونا” التي قضت بزيادة عدد النواب “المنبوذين” وإلغاء نظام التمييز الانتخابي.
دراسة القانون في بريطانيا
امتهن الزعيم الراحل مهنة المحاماة، حيث درس القانون في بريطانيا عام 1882، وفور عودته إلى البلاد في يوليو/تموز 1890، عمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه.
ومع مرور الوقت، وبعد وفاة والدته، اكتشف أن المحاماة ليست طريقاً مضمونةً للنجاح. و حالفه الإخفاق من بومباي إلى راجكوت، حيث عمل كاتباً للعرائض، خاضعاً لصلف المسؤولين البريطانيين.
ولهذا السبب لم يتردد في قبول عرض للتعاقد معه لمدة عام، قدَّمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا. وبدأت مع سفره إلى جنوب أفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.
رحلة جنوب أفريقيا وبداية النضال
قرر غاندي السفر إلى جنوب إفريقيا عام 1893، وسكن في ولاية “ناتال” الواقعة على المحيط الهندي، مقيماً في أهم مدنها “دوربان”.، وخلال إقامته عمل الزعيم الراحل مدافعاً عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين في مزارع قصب السكر.
وبدأ كفاحه السلمي بتحرير آلاف العرائض وتوجيهها إلى السلطة البيضاء في جنوب إفريقيا.
وقام بتنظيم “المؤتمر الهندي” في الناتال، وأسس صحيفة (الرأي الهندي) Indian Opinion التي صدرت باللغة الإنجليزية وبثلاث لغات هندية أخرى.
الحياة داخل السجون
اعتقل غاندي أكثر من مرة، ولكن في عام 1906 بعد أن أصدرت حكومة إقليم الترانسفال قانوناً جديداً سمي بالقانون الآسيوي الجديد، وألقت قوات الشرطة القبض عليه وقادة آخرين بعد تطبيق القانون، وأطلق سراحه بعد مدة قصيرة، ثم قبض عليه مرة أخرى عام 1908، واقتيد إلى قلعة جوهانسبورغ بملابس السجن.
ناثورم جوتسي ينهي حياة الزعيم
لم تلق دعوات غاندي قبول لدي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه.
وأطلق في 30 يناير سنة 1948 أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعاً عن عمر يناهز 78 عاماًلتنهي حياته بعد أن تعرض من لستة محاولات لاغتياله، وقد لقي مصرعه في المحاولة السادسة.
بوابة العين الاخبارية