ضياء الدين بلال: من يعي الدرس؟!!
-1- بعد انتقالي من قناة الشروق قبل سنوات، حيث كنت أُقدِّم البرنامج الحواري (فوق العادة) إلى قناة سودانية 24، اخترت تقديم برنامج (الكشاف)، وفيه كنت شديد الحرص على تناول تجارب سياسية سودانية، مثل حقب الرئيسَيْن عبود
ونميري، تُوفِّر عبراً ودروساً، تُمكِّننا من تجنب إعادة إنتاج الأخطاء،
وإنهاء حالة الإلفة معها.
فوجئت من خلال المقابلات والبحث بكثافة الشبه بين الحيثيات والوقائع وتطابق النهايات الفاجعة.
ما فعلناه أمس، نفعله اليوم وقد نُكرِّرُه غداً، دون أن نستفيد من
أخطائنا ونُعظِّم المكاسب أو على الأقل نُحافظ عليها!
-2-
ربما هناك من ألقى برهانه القاطع على أن الاحتجاجات الحالية بكثافتها
واتساع نطاقها الجغرافي، ومداها الزمني الطويل، كانت كفيلة بإسقاط النظام
وإعادة تجربتَي أكتوبر وأبريل على أجنحة الفرح الثوري.
وآخرون ربما يريدون من الاحتجاجات استدعاء نموذج الربيع العربي في
السودان، حرفاً بحرف.
غاب عن الأوائل ما انتبه إليه الدكتور جون قرنق في مستهل التسعينيات،
ووثَّق له دكتور منصور خالد في مذكراته الأخيرة.
قرنق قال إن قادة المعارضة الشمالية أرادت إيقاف التاريخ على نقطة قديمة
حددتها لنفسها، وهي أكتوبر وأبريل، وغاب عنها أن نظام الإنقاذ يختلف عن
سابقيه، فهو جزء من تلك الهبّات الثورية السابقة، يعلم طرائقها في العمل
ومنهجها في التعامل، فاحتاط لها بحزمة إجراءات استباقية سياسية وأمنية،
تحميه من أن يُلدغ من ذلك الجحر، فجعل من العسير أن يُؤتى في سلطته من
ذات المنافذ التي أودت بحياة نظامَي عبود ونميري.-3
النموذج المتكرر، صناعة واجهة بعنوان جديد (تجمع المهنيين)، يحمل ذات
المضمون القديم الذي رفعته (جبهة الهيئات) في أكتوبر و(التجمع النقابي)
في أبريل، للضعط على النظام عبر التصعيد الثوري في الشارع والعصيان
المدني، فتضطرُّ قيادة الجيش لإحداث تغيير فوري، وفق مُراد تلك الواجهات،
ذلك ما لم يعد متاحاً الآن لإحراز نتائج إيجابية تتمنَّاها المُعارضة!
قرنق كان يعرف طبيعة النظام وإمكانياته في هزيمة التكتيكات القديمة، أكثر
من القوى السياسية الشمالية، التي لم تَستَفِدْ من نصيحته، ولم تستذكر
تجاربها السابقة.
أما الذين أرادوا استدعاء تجربة الربيع العربي، فهم لا يعون أن
التَّعقيدات الداخلية والظرف الدولي والإقليمي بات يمثل حائط الصدِّ
الأول لمنع تكرار تجربة الربيع، فما أفضت إليه من دمارٍ وخرابٍ وفوضى في
دولها لا يُشجِّع على إعادة إنتاجها مرَّةً أُخرى في دولة باتساع
وتعقيدات السودان وتأثيره على دول الإقليم.
الربيع العربي في تلك الدول، أنتج واقعاً أسوأ من الواقع المُستهدف
بالتغيير، لذا فهو لا يُغري بإعادة التجريب.
-4-
إذا كانت الاحتجاجات الراهنة غير قادرة على إضافة تجربة ثالثة لسجلِّ
الثورات السودانية السابقة، ولا تستطيع إنتاج ربيع عربي جديد لانتفاء
شروطه المناخية، فإنها رغم ذلك فعلت ما هو مهمٌّ وضروريٌّ في الساحة
السياسية السودانية.
أرسلت رسالة قوية للحكومة وحزبها الحاكم بأنه لم يعد بإمكانهما إدارة
الشأن السوداني وفق قواعد وموجهات الكتلوج القديم!
الحقيقة التي جلتها الوقائع الآن:
المجتمع السوداني لا تستطيع التحكُّم فيه عبر مُنتجات الذهنية الأمنية
التي تختزل القوة في المقدرة على البطش بالخصوم والإحاطة بهم إلى درجة
التحكُّم في ردود الأفعال.
كما لم يعد احتواء الفاعلين سياسياً بالمناصب والامتيازات ذا جدوى
وفائدة، فهم يهربون من سفينتك في أول تعرضٍ لمطبٍّ مائي!
والأهم من كل ذلك إذا لم تهتم الدولة بقضايا الشباب، وهم يمثلون 65%من
السكان، وتوفر حلول لمشكلاتهم وتفسح لهم في المقاعد، فلن يستقر لها حكم
أو يسلم لها مجتمع.
-5-
مع كل ذلك إذا نجحت الحكومة في كسب معركة البقاء وعدم السقوط جرَّاء موجة
الاحتجاجات الأخيرة، فإنها بكُلِّ تأكيد ستُصبح أقلَّ مقدرة وأضعف
مقاومةً للتعامل موجات أخرى في توقيت آخر وظرف مُختلف.
ليس من خيار متاح أمام الحكومة وحزبها سوى التواضع والقبول بإحداث
تغييرات جذرية وعميقة، تفتح الباب أمام الجميع، لمُشاركة حقيقية غير
زائفة في إدارة الشأن العام، دون تمييز أو انتقاء على أساس الولاء
والمُحاباة.
ولن يتحقَّق ذلك إلا بنصْبِ موازين العدل وتمكين سلطة القانون وترسيخ قيم
النزاهة والشفافية في المُمارسة السياسية وإدارة الدولة.
– أخيراً –
ما لا يقتلك يجب أن يُقوِّيك، وما لا يُسقِطُك يجب أن يُنبِّهك لخطورة ما هو قادم، إن لم يكن اليوم، فالغد غير بعيد!
ضياء الدين بلال
إنت لفيت اللفة دي كلها عشان مقالك يُسمح له بالنشر في الجريدة بعد ما تشكر الحكومة كويس طبعا.
المهم يا سيدي العزيز ، فعلا الكلام القلته واقعي بس كان مفترض تتكلم عن إضاعة الحكومة للوقت و المال
عبر شراء الحشود .
لو الحكومة عايزة توفر الدم والمشوار مفترض تتكلم علنا عن عدم تعديل الدستور لأنه دا ممكن يخلي الشباب كلهم او معظهم يرجعوا
للمكاتب وللعكلة بتاعتهم
ما عايزين البشير تكسر سنك تكسر سنك ما عايزنك ما عايزنك
هههه ضياء الدين اصبح رمادي وسلبي وجبان… حدد نفسك هل انت ذباب او جداد الكتروني زي اسحق فضل الله والهندي عز الدين ولا انت زول نظيق ترى الحق وتصدح به دون خوف؟
كلام به بعض الموضوعية، يستغرب أن يصدر من ضياء الدين البلال.
“إذا كانت الاحتجاجات الراهنة غير قادرة على إضافة تجربة ثالثة لسجلِّ الثورات السودانية السابقة”
على كل حال الشباب مختلفين معاك في الحتة دي، هم بقولوا قادرين يضيفوا تجربة أفضل من أكتوبر وابريل، والفورة عندهم 15 مليون!
لا هناك تجربة جديدة لنج.
هي ان تختفي الاحزاب القائمة علي الأمر تكتفي بالتحريض واعلان مواقيت الاحتجاجات.من غير ما تظهر هي.
السبب واضح لانها لا تريد بأن تتحمل وزر هذا الحراك لكنها تريد بخبث قطف ثمار هذا لو حصل .
الآن الشباب كلو يوم يمر قد يدرك البعض الفخ الذي تنصبة لهم المهنيين لجعلهم حصان طروادة. للوصول للحكم .وهذا أمانيهم.
تسقط بس كلمة شيطانية من حزب شيطاني يعمل من خلف جدار مستتر بشعارات براقة جدا ولانها وفي داخلها النار.
الواضح من وعوا الفخ تذايد مع الايام التخلي عن مشروع الشيطان .
السوال لماذا تذهبون وراء كيان عفريتي..
هل سحركم بسحره
انتم هالكون لا بد.
ههههههههه ادريس غيرتا اسمك مالك ,,, تافه وضيع
ما لا يقتلك يقويك شكرا لاعترافك بالكوزنه
تسقط بس و شرعية السلاح مصيرها الزوال