الطيب مصطفى

عجائب وغرائب!


أدهشني وفقع مرارتي أن يطالب الأستاذ عبد الرحمن الأمين رئيس تحرير (الصيحة) بالغاء التعريب ليس في مناهج التعليم الجامعي فحسب، وإنما كذلك بالعودة الى التدريس بلغة المستعمر (الانجليزية) حتى في المرحلة الثانوية!
> أحمد للرجل انه لم يطالب بالانجليزية كبديل للغة الآباء والاجداد في مرحلتي الاساس والروضة والحضانة, بل وداخل الأسر والبيوت، بالرغم من أنه ألمح الى ذلك من خلال عنوانه الصارخ (دعوة الى الغاء التعريب)!!! ولكني فقط اود ان اسأله من اي مصدر استقى معلومة ان التدريس بلغة القرآن الكريم هو الذي ادى الى ضعف مستوى التعليم، او ان ضعف مستوى الانجليزية يخرج خريجينا من المعاينات، ثم اية معاينات تلك التي فضحت مستوى خريجينا حتى بات مشكلة كبرى تقتضي اعادة النظر في مشروع تتبناه كل الدنيا، واعني به الاستمساك بلغة الام باعتبارها رمزاً للهوية الوطنية والاستقلال الثقافي والحضاري والانعتاق من الارتهان للغة المستعمر؟!
> اخي الكريم عبد الرحمن إن مما استقرت عليه الحكمة الانسانية في كل الدنيا ان اللغة وسيلة تعبير كما هي وسيلة تفكير، ولذلك تجد معظم اقطار العالم ترجع الى لغتها الام ما لم تكن هناك مشكلة كبرى تعيق ذلك، الامر الذي جعل الدول الاوربية مثلاً، مهما قل عدد سكانها تدرس طلابها بلغات مواطنيها باعتبارها قضية سيادية ووطنية، فضلاً عن ان ذلك مما يقوي مستوى التعليم ولا يضعفه، ولذلك تجد حتى اسرائيل ذات الخمسة ملايين نسمة، بالرغم من ان معظم سكانها يجيدون الانجليزية، تحرص على لغتها العبرية.
> اللغة اخي عبد الرحمن وسيلة تفكير، ذلك ان الدارس بلغته يدخل الى المادة العلمية وغيرها مباشرة، بينما تجد من يستخدم لغة اجنبية يترجم الكلمات والعبارات الى لغته قبل ان يتعامل مع المادة المترجمة، مما يحد من سرعة تقبله ومن درجة تفهمه واستيعابه للمادة المكتوبة بغير لغته، سيما ان للكلمات ابعاداً حضارية لا يدرك اغوارها الا اهلها.
> أذكر أني، جراء قرار بعدم قبول ابناء العاملين في الشركات حيث كنت اعمل في شركة اتصالات في ابو ظبي، ادخلت طفلي مصطفى ــ الطبيب حالياً ــ مدرسة انجليزية في بداية تعليمه، وكنت اترجم له المسألة الرياضية فيحلها بسهولة، بينما يتعذر عليه ذلك قبل الترجمة، فما كان مني الا ان نقلته الى مدرسة اخرى عربية.
> الغريب ان عبد الرحمن لم يقدم ما يسعف منطقه باية حجة سوى تدني مستوى التعليم بالرغم من انه لم يثبت ان الضعف الذي اعترى التعليم، إن ثبت بالفعل ان هناك ضعفاً سواء في المساق العلمي او الادبي ناتج عن التعريب وليس من عوامل اخرى متعلقة برفع الدولة يدها عن دعم التعليم الذي كان مجانياً حتى المرحلة الجامعية.
> ثمة نقطة اخرى مهمة وهي ان هناك المئات من مراكز التدريب والمعاهد الثقافية التي انشئت لتقوية مختلف المهارات واللغات بما يمكن من استكمال اي نقص او ضعف في الانجليزية او غيرها من العلوم، فما هي المشكلة التي اقتضت اثارة تلك القضية الآن؟!
> لو راجع عبد الرحمن نفسه قليلاً لوجد ان نتيجة امتحان الشهادة الثانوية السودانية تدحض منطقه، ذلك ان المئة الاوائل كلهم او جلهم يدرس بالمنهج السوداني المعرب وليس من المدارس الاجنبية التي تدرس المنهج السوداني، كما ان اطباءنا الذين تخرجوا بعد التعريب بل بعد انشاء الجامعات في مختلف انحاء السودان بما في ذلك الولايات البعيدة شرقاً وغرباً، استوعبوا بالآلاف في السعودية ودول الخليج، بعد ان اجتازوا معاينات صارمة ثم تخصصوا وملؤوا الجامعات الاوربية مثل ايرلندا وعملوا في تلك البلاد.
> عجبت ان يقدح الاخ عبد الرحمن في امانة وخلق من اتخذوا قرار التعريب, حيث اتهمهم ــ بدون ان يطرف له جفن ــ بأنهم الحقوا ابناءهم بالمدارس الاجنبية ولست ادري هل الحق بروف ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي ابناءه بمدارس اجنبية ليتحايل على القرار الذي اصدره مثلاً؟ ام هل فعلها ابو تعريب التعليم الثانوي في ستينيات القرن الماضي بدوي مصطفى الذي سطر اسمه في سجلات التاريخ رحمه الله واحسن اليه؟!
> لا شك ان التعليم في السودان عانى من تدني ما يصرف عليه، فبالرغم من التوسع الكبير في التعليم الجامعي بصورة خاصة، الا ان التعليم عانى من ضعف الموارد والازمة الاقتصادية المستفحلة التي ظلت تمسك بخناق السودان لعقود من الزمان، وبالقطع كان لذلك تأثيره السلبي البالغ، وذلك ما ينبغي ان نوليه اهتماماً خاصاً، أما التعريب فينبغي أن نمضي فيه بما يستكمل استقلالنا الثقافي والحضاري، سيما أن هناك دولاً عربية سبقتنا كثيراً في هذا المجال.

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة


‫4 تعليقات

  1. الزول دا اصلا ما عنده مراره وما عنده عقل ولا تفكير
    التعليم باللغة الإنجليزية يجعل الخريج مؤهل لتطوير نفسه بالبحوث والتحضير مواكبة الثورة العلمية التى تحدث بالغرب فكل البحوث العلمية والأبحاث والتجارب التى تقود إلى التطور نجدها باللغة الإنجليزية المؤتمرات والمحاضرات العالمية تتطلب إجادة اللغة الإنجليزية فعندما يتفوق العالم العربى على الغرب فى النهضة والتطور حينها سيسعى الغرب لتعريب التعليم اما ما يتحدث عنه الخال الرئاسى لا يخرج عن فهمه السطحي وهوسه الدينى الذى جعله بتعصب تعصب أعمى للغة القرآن الذى اضاعه الكيزان بفسادهم وخطلهم
    ان الحال الرئاسى بؤرة من بؤءر الجهل والغباء وبالله عليكم عندما يتخرج الطالب وهو ليس لديه مقدرة على البحث فى المراجع الحديثه التى تصدر عن العالم المتقدم باللغة الانجليزيه كيف يكون بإمكانه تطوير نفسه ووطنه فى ظل التخلف الذى يسود العالم العربى والبحوث العربية

  2. من قال لك ان اللغة العربية لغة الاباء والابناء في السودان

    لم تكن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في السودان لطفا اقراء تاريخ السودان جيدا

    الم تقرا في تاريخ السودان دخول العرب للسودان
    اليس لديك فكرة عن القبائل السودانية
    كفاية تضليل وكذب
    ارجع لقراء تاريخ السودات جيد