الطيب مصطفى

قانون النظام العام .. عدلوه ولا تلغوه


منذ أن أصدر قاضي النظام العام كمال الزاكي حكماً أطلق بموجبه سراح فتاة اعتقلت بسبب ارتدائها ما اعتبرته النيابة العامة زياً فاضحاً، ظللت أطالب بتعديل المادة (152) من القانون حول الزي الفاضح، بحيث يُصاغ بصورة دقيقة تمنع التضارب بين القضاء والنيابة، فقد قال ذلك القاضي في حيثيات حكمه إن ما ارتدته تلك الفتاة من ملابس (يوجد ما هو أبشع منه في الأسواق)!
> كذلك فإن الحاجة تشتد إلى تعديل المادة (154) حول (ممارسة الدعارة)، ذلك أنها تخالف وبشكل مدهش روح الإسلام الذي صعب شروط إثبات الزنا، بينما صيغت تلك المادة بشكل فضفاض يوقع العقوبة على مجرد (احتمال) ارتكاب الفاحشة، فمما يضحك ويبكي أن اجتماع نساء ورجال لا تجمع بينهم صلة زواج أو قربى (في ظروف ــ يرجح ــ فيها حدوث ممارسات جنسية) يدين أولئك المجتمعين بتلك الجريمة الشنعاء!

> أعجب أن يتجاهل القانون روح (الستر) التي بثتها سورة النور من كتاب ربنا سبحانه والتي اشترطت أربعة شهداء لإثبات الفاحشة، واستخدمت عبارات تحذيرية في مواجهة من يشيعونها في المجتمع المسلم من خلال نشر الشائعات وأحاديث الإفك في المجتمع الذي يريده الإسلام محصناً من الأقاويل والشائعات التي تنال من قيمه وتماسكه وستره : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) ثم تمضي آيات سورة النور مرعدة ومبرقة ومحذرة من تداول أحاديث الإفك خاصة تناول أعراض الناس: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
> في الوقت الذي أطالب فيه بتعديل نصوص القانون بما يضبط تلك النصوص لتتماشى مع روح الإسلام، أحذر من الاستجابة لدعاة تفكيك المجتمع وتحريره من قيمه الفاضلة والذين يطالبون بإلغاء القانون جملةً وتفصيلاً.

> لطالما استشهدت بإحصائية أوردها شاهد من أهلها هو الأستاذ عثمان ميرغني الذي قال إن استفتاءً أجرته صحيفته (التيار) في (مجتمع البنات حول قانون النظام العام كشف أن (80)% منهن يؤيدن ذلك القانون، كما أن استطلاعاً آخر للرأي بين قراء صحيفة (التيار) أثبت أن أكثر من (95)% منهم أكدوا رغبتهم في بقاء قانون النظام العام مع إصلاح وسيلة تنفيذه).
> ذلك ما يثبت أن مجتمعنا مازال بخير، وأنه لم يستلب ثقافياً رغم محاولات اختراقه من قبل دعاة تفكيكه وإدراجه في نمط الحياة الغربية المتفسخة عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي يسعى شياطين الإنس في الداخل والخارج من خلالها إلى صهر مجتمعنا في تلك الثقافات المنحلة، سيما أننا أصبحنا منطقة ضغط منخفض تهب عليها الثقافات الوافدة بعد أن اخترقت التقنيات الجديدة الحدود الجغرافية ووصلت إلى داخل مخادعنا ودورنا.
> في هذا الصدد أود أن أذكر مجدداً بوقائع محددة غطتها الصحافة في أوقات سابقة لممارسات شاذة حدثت في مجتمعنا المحافظ ما أردت من إيرادها الآن إلا لفت نظر المطالبين بإلغاء قانون النظام العام حتى يعلموا خطورة ما يدعون اليه.

> فقد أوردت صحيفة (الأخبار) مانشيتاً بالأحمر عن (ضبط الفنان صاحب الرقص الشاذ على برش الدخان)، وكان معه ثلاثة من زملائه بينهم فنانة، بعد أن ظهروا في مقطع فيديو وهم يرقصون بصورة منحلة على برش الدخان)!
> قبلها دوت الأسافير بخبر القبض على بعض الفتيات اللائي ظهرن في مقطع فيديو وهن يمارسن الرقص الخليع والماجن في شارع النيل مع بعض الشباب، ثم تواردت الأخبار بعد القبض عليهم أنهم ظلوا يفعلون ذلك منذ زمن بعد أن اعتنقوا ديناً جديداً يعبدون فيه الشمس التي ينتظرون طلوعها، ثم ينصرفون بعد أن يعكفوا على أشعتها قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم تقرّباً إليها زلفى!
> هل تذكرون القصة التي أوردتها قبل فترة عن معرض مضبوطات شرطة النظام العام والتي عُرضت فيها صور لزواج مثليين سودانيين، وظهر فيها رجلان سودانيان تزوّجا ــ لا تندهشوا قرائي الكرام .. نعم تزوّجا (عديل كده) من بعضهما، ارتدى أحدهما زياً نسائياً وحقَن صدره وأردافه بهرمونات طبية حتى يظهر كامرأة، كما عرضت صور لفتيات لابسات (من غير هدوم) في أماكن عامة؟!
> بالله عليكم أبعد هذا هل من رجل أو امرأة سودانيين مسلمين ــ غير أولئك المنحلين ــ يرضى ذلك السلوك المشين في أسرته أو مجتمعه أو يُطالب بإلغاء (النظام العام)؟!

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة


‫4 تعليقات

  1. فعلا ربنا سبحانه وتعالي ستر الزاني بتصعيب اثباتها .. اربعة شهود .. اما الزي الفاضح دا واضح جدا ومافي زول راجل برضي لزوجته او بنتو .. والانثي البتلبس فاضح تستحمل التحرش اللفظي لانو في شباب هم فارغين .. بعدين في حديث بقول الا وجهها وكفيها .. جزاك الله خير الطيب مصطفي للتوضيح

  2. السيد / الطيب مصطفى المحترم
    تحية طيبة، وبعد
    من هو الذي يريد فرض قانون النظام العام ومن ذا الذي يستطيع تطبيقه على أرض الواقع، أنت خير من يعلم بأن الجهاز الشرطي في السودان للآسف أصبح بلا أخلاق وبلا ضمير إلا من رحم ربي، هذا على مستوى من سيطبقون القانون على أرض الواقع، ثم ثانياً رأيت وعايشت كثيراً في بلادي التي شلها التمكين وأقعدتها السرقة تطبيق قانون المرآة المخذومية فالقانون هذا يطبق على الضعفاء من أبناء الشعب أما من لديه (ضهر) فلا يصله القانون والقصص كثيرة وسبق على ما أعتقد أنك أشرت إليها. عليه، يجب قبل الشروع في تطبيق القانون إصلاح الجهاز الشرطي وجعل السودان دولة قانون.
    ثم أليس من الأجدر عمل قانون رادع لمن يسرق المال العام بدلاً من قانون التحلل الغير شرعي بدلاً من الألتفات فقط لتوافه الأمور.

  3. قانونكم هذا هو ما ادي لتلك الافعال الفاضحه كرهتوهم الدين فاصبحوا يبحثون عن دين غير دينكم هذا

  4. لماذا لا تتحدث عن قانون الفساد ومن نهبوا اموال البلاد والعباد وبنوا المصانع والفلل داخل وخارج البلاد صحيح الدنيا دار غرور فمن تظنه يدافع عن الإسلام تجده ينحاز الى كثير من الضلال حتى لا تتضرر مصالحه.