تحقيقات وتقارير

ملتقى التعدين الرابع.. محاولات استغلال خيرات باطن الأرض


تساؤلات عدة طرحت من قبل الإعلاميين والمتابعين عن كيفية تنظيم الحكومة لمؤتمر وملتقى التعدين الدولي الرابع فى ظل الظروف السياسية الراهنة للبلاد ليجيب وزير النفط والغاز والمعادن خلال انعقاد الملتقى بقاعه الصداقة أامس بأنه لم يتخلف أحد عن المشاركة حيث وصل عدد الشركات المشاركة 75 شركة تمثل 37 دولة.

ماذا قال معتز موسى؟
رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية معتز موسى لم ينس خلال كلمته التذكير بالظروف المحيطة مؤكداً أن الملتقى ينعقد في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة وتحديات بالغة التأثيرعلى البلدان الفقيرة التي تزداد فقراً يوماً بعد آخر معلناً التزام الحكومة بفتح أبواب السودان لدخول المستثمرين لبناء الشراكات النافعة والاستفادة من الفرص وقانون الاستثمار الجاذب مبدياً ترحيبه بأي شراكات، وأكد أن السودان يتمتع بموارد اقتصادية هائلة وثروات ضخمة علاوة علي الاحتياطات المعدنية والنفطية.
موسى أكد وجود احتياطي ضخم من المعادن منها ما تم اكتشافه ومنها ما هو في مرحلة الإنتاج موجهاً وزارة النفط والغاز والمعادن المضي قدماً في تقنين وتنظيم وتطوير التعدين التقليدي وتحويله إلى منظم، مشيراً إلى أن التعدين المنظم بدأ بداية قوية في عمليات الإنتاج، متوقعاً أن يسهم في إعادة خارطة الاقتصاد السوداني. وأضاف:البلدان الإفريقية تعتمد على تصدير الموارد خاماً مما يفقدها القيمة المضافة، مبيناً أن الوضع يتطلب التعاون مع الدول المتقدمة للتمويل والتدريب لاستغلال الموارد وصولاً إلى التنمية المستدامة، معتبراً أن الملتقى فرصة لتبادل الخبرات وخلق تواصل بين الشركاء، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على بناء وطن فاعل وصولا للسلام والأمن والاستقرار، معلناً استعداده التام لتبني مخرجات الملتقى وتذليل كافة الصعاب، وأضاف: المخرجات تمثل الإطار الأوسع للتحول المنشود للاستقلال الأمثل للموارد لتحقيق واقع أفضل ومستقبل آمن للأجيال القادمة.

الطفرة الثانية
وزير النفط والغاز والمعادن أزهري عبدالقادر قال إن وزارته دفعت بخطتها الرامية لتطوير قطاع التعدين لمجلس الوزراء القومي للنظر فيها، وأضاف أن البلاد مهيأة لتحقيق الطفرة الاقتصادية الثانية في مجال المعادن، واصفاً منظومة المعادن بالبلاد بالفريدة ليس في مجال الإنتاج بل بتوفير المعامل التي ترتكز على المناهج العلمية علاوة على المواعين التخزينية وترتيب المعلومات الموجودة على الأرض مشيراً لتوقيع اتفاقية مع دولة جنوب السودان في نوفمبر الماضي لتدريب كوادرها فضلاً عن استفادة كوادر دول الجوار الإفريقي وتابع أن السودان منفتح على إفريقيا وآن الأوان للتعاون السوداني الإفريقي.

تلاقح الخبرات
أزهري شدد على ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد والخامات المتوفره فى الدول الإفريقية عبر المجلس الحاكم للتعدين والذي تولى السودان رئاسته معلناً جاهزيتهم لنقل العلم وتلاقح الخبرات لجميع الدول الإفريقية وتابع نتعهد بتوفير الدعم اللازم لمخرجات الملتقى لزيادة الإنتاج بما يعود بالخير الوفير على البلاد، وقال إننا نعول على هذا الملتقى في التعاون بين كافة المشاركين والتوافق مشيرأ إلى النموالسكاني المتسارع في القارة الذي يبلغ عدد الشباب فيه 60%، لافتاً إلى أن الوزارة تضطلع بكل المهام المتعلقة بالسياسات والخطط والتشريعات والاستكشافات والإشراف على االبحوث وتدريب الكوادر وتطوير العلاقات بين الدول، مشيراً إلى الجهود المبذولة لتطوير التعدين الأهلي الذي يعمل به مليونا شخص في 14 ولاية بمجال إنتاج الذهب بمساهمة تصل حوالي 80% في الناتج القومي من إنتاج الذهب والذي بلغ93 طناً مقارنة بـ 73طناً قبل 3سنوات، وقال أزهري رغم الظروف الحالية لم يتخلف أحد قدمنا له الدعوة من المشاركة في الملتقى.

متغيرات عالمية
من جانبه أشار مدير الهيئة القومية للأبحاث الجيولوجية د.محمد أبو فاطمة إلى الأمال المعلقة على القطاع في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة ودخول السودان في منظمة التجارة بما يتطلب تجويد الحوكمة وحسن إدارة الموارد لتعظيم عائداتها وخلق فرص استثمارية جديدة وبناء علاقات تكاملية في ظل ظروف اقتصادية وأزمة مالية طاحنة إضافة لتدني الأسعار وإحجام مؤسسات التمويل مشيراً إلى الجهود المبذولة في الإصلاح الإداري والفني واكتمال الدراسات لبناء 12مختبراً متكاملاً وإنشاء مصرف متخصص لتنمية الثروة المعدنية وبورصة للمعادن ووضع السياسات والتشريعات التي تمكن من جذب للاستثمار وزيادة الإنتاج والحفاظ على البيئة وتوطين صناعة التعدين، مشيراً إلى دخول أكثر من 460 شركة في التعدين المنظم والصغير وتوفر أكثر من 6 آلاف طن من الفضة و٥ ملايين طن من النحاس ومليوني طن من الكروم و٥٣ مليون طن من الاسبستوس و٥٥ مليون طن الكاولين والرخام ٧ مليارات طن والحديد ٥٢ مليار طن و٤٧ مليون طن من المايكا و١١ مليون طن من الرمال السوداء ومليار طن من الرمال البيضاء وأكثر من ٢٧٧ ألف طن من الملح، واعتبر الملتقى فرصةً لإبراز إمكانات السودان، وقال إن الدراسات الفنية أثبتت وجود خامات عديدة قابلة للاستثمار مثل البلاتين والجرانيت واليورانيوم والعناصر المشعة والذهب والفضة.
فرص كبيرة
مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مجاهد بلال اعتبر أن الملتقى محفل مهم، وقال إن السودان بلد الفرص الكبيرة وأضاف يمثل كل كيلو متر فيه ثروة قومية مشيراً للشراكات مع روسيا والصين وتركيا وكندا وأستراليا وقطر والمغرب، وقال بأنها شراكات مميزة وأعلن عن حجم الاكتشافات عبر الشركات العاملة والذي وصل إلى ١٥١٣طناً من الذهب معتبراً أن القطاع بكر ويمثل فرصاً كبيرة للاستثمار، وقال إن السودان يواجه تحدي انتشار التعدين التقليدي مشيراً لتوفر العزيمه لتحويل التعدين التقليدي إلى فرص تستفيد منها الدولة والمستثمر وأضاف أن القطاع المنظم يوفر أكثر من ٤٠ ألف وظيفة وتصرف فيه أكثر من 320 مليون دولار كمصروفات تشغيلية.
مدير الشركة المنظمة للملتقى شارف عبدالحي اشار إلى أن الشركة ظلت تنظم المؤتمر منذ ثلاث سنوات بشراكة جيدة مع الوزارة وعزا نجاح الملتقى إلى التنسيق والشراكة بين الجانبين، مؤكداً أنه بدأ يجذب الاهتمام الدولي والمستثمرين في مجال التعدين خاصة بعد رفع الحظر الاقتصادي عن البلاد لافتاً إلى بعض التغيرات والتدابير التي اتخذها السودان لإنجاح الاستثمار.

الخرطوم: الطيب علي
صحيفة السوداني.