تحقيقات وتقارير

هل يعود غندور إلى واجهة المشهد السياسي عبر بوابة الرئاسة؟


فتح استبيان أجرته مجموعة تضم (256) من القيادات الشبابية والطلابية ووزراء شباب من المكاتب التنفيذية بدوائر مركزية لأمانات المؤتمر الوطني، كان سؤاله الرئيسي: (من تقترح أن يكون مرشحاً في وجهة نظرك الشخصية لرئاسة حزب المؤتمر الوطني، ومرشحاً رئاسياً له في الفترة المقبلة؟).. فتح الاستبيان الباب أمام تكهنات عديدة، لا سيما عودة صراعات الجبهات الداخلية التي قد يشهدها الحزب في المرحلة المقبلة.

فالاستبيان الذي تصدر فيه البروفيسور إبراهيم غندور أعلى الأصوات بفارق كبير جداً عن الدكتور نافع علي نافع الذي أحرز المركز الثاني، كان قد شارك فيه نحو (84) شخصاً، فيما لم يرد عليه (165) من قيادات شباب الوطني، وامتنع (7) منهم عن إبداء الرأي. وبحسب نتيجة الاستبيان فقد حصل البروفيسور إبراهيم غندور على (34) صوتاً، يليه د. نافع علي نافع (13) صوتاً، ثم مولانا أحمد هارون (5) أصوات، فيما حصل علي عثمان محمد طه على (4) أصوات، وحصل كل من د.محمد طاهر أيلا، والفريق أول صلاح عبد الله قوش، بجانب معتز موسى على (3) أصوات، وحصل العميد م.محمد إبراهيم على صوتين، وصوت واحد لكل من الزبير أحمد الحسن ود.أمين حسن عمر وكمال عبد اللطيف وكمال عبيد والفريق أول كمال عبد المعروف والفريق أول ركن بكري حسن صالح واللواء أنس عمر وعبد اللطيف فضيلي والطيب حسن بدوي، ود.حبيب الله المحفوظ ومحمد عبد الله شيخ إدريس ونضال عبد العزيز وعبد السخي عباس عبد السخي.

وبالرجوع إلى تصريحات الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني، مولانا أحمد هارون، الذي قطع الشك باليقين وقال إن حزبه يعتزم اختيار رئيس جديد في المؤتمر العام المقبل، تبقى احتمالات التساؤل محصورة في مدى تأثيرات هذا الاستبيان على قيادات الحزب التي تتحول في مواقف كهذه إلى جبهات صراع مختلفة، لكن السؤال الأكثر إلحاحاً: لماذا تصدر البروفيسور إبراهيم غندور قائمة المرشحين للعودة إلى واجهة المشهد السياسي عبر بوابة الرئاسة؟..

تباينت الرؤى واختلفت تحليلات القادة السياسيين حول الاستبيان، ففي الوقت الذي استخف فيه بعض قيادات المؤتمر الوطني بالفكرة ككل، وتبعها بالنتائج التي تراوحت من شخص لآخر، يقول فريق آخر بغض النظر عن الاستبيان يبدو أنه قد حان الوقت لإحداث انشقاقات علنية داخل حزب المؤتمر الوطني، الذي كرس للانشقاقات داخل الأحزاب السياسية الأخرى. وما بين هذا وذاك يشير القيادي بالمؤتمر الوطني عبد السخي عباس عبد السخي إلى انشغال حزبه هذه الفترة بمعالجة الأوضاع الاقتصادية، بجانب تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية التي تنادي بتوسعة مائدة الحوار خاصة مع الشباب، ويضيف في حديثه لـ(مصادر) أن الاستبيان يعبر عن أصحابه الذين قاموا بفعله، وذلك لأنه قام أولاً بداخل “قروب دردشة” بأحد تطبيقات التواصل الاجتماعي لا يتعدى أعضاؤه (256) شخصاً، كانت الاستجابة نحو الموضوع لا تتعدى (8%)، وهذا قطعاً لا يمثل قواعد وجماهير الحزب، وقال (لذلك فإن النتائج التي أعلنت ليست ذات أهمية، كما أنها ليست لها أي قيمة لتصبح محور نقاش داخل حزب المؤتمر الوطني).

ويتفق القيادي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي مع سابقه في الحديث، ويقول للصحيفة إن ما جرى من عينات عشوائية لاختيار قيادة مستقبلية لحزب المؤتمر الوطني ورئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، جميعها مجافية للحقائق، فالأحزاب السياسية ليست كالدراسات العلمية التي تعتمد العينات العشوائية خاصة في المواضيع التي تتعلق بالرأي العام، فهي قائمة على الكثرة والأغلبية بعد انعقاد الجسم المعني للفصل في القضية المعنية، وبالتالي يستوجب القول أن ما تم من استبيان لا يعبر عن عضوية حزب المؤتمر الوطني. فيما يقول الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر “مثلما أقدم المؤتمر الوطني على تفتيت الأحزاب السياسية الأخرى، حان الوقت ليحدث انشقاق علني به، لكن بغض النظر عن الاستبيان الذي قد لا يعطي الانطباع الجيد عن الرؤى المستقبلية للحزب، فإن البروفيسور غندور هو إحدى الشخصيات السودانية التي وجدت الكثير من القبول، خاصة إبان موقفه مع العاملين بوزارة الخارجية واستجابته للإقالة بشكل هادئ ورصين”، ويضيف في حديثه لـ(مصادر)، “على أية حال إذا لم يكن غندور بداخل الوطني، فهو جزء من القيادات القومية والوطنية التي من شأنها أن تقود البلاد.

تقرير – فتحية عبد الله
الخرطوم: (صحيفة مصادر)


تعليق واحد