الفاتح جبرا

العندو حل ؟


التظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية المتصلة لأكثر من مائة يوم التي انتظمت البلاد تندد بالغلاء والفساد وتدهور الاقتصاد والسياسات الخاطئة، كشفت وهن نظام يحكم منفرداً لمدة ثلاثين عاماً وعجزه في عيون شعب رفع بوجهه شعار (اتسقط بس) في محاولة لوضع حد لهذا الوضع الذي ينذر استمراره بكارثة في ظل عدم وجود أي رؤية أو برامج إسعافية أو إصلاحية .

إن تواصل الاحتجاجات في كثير من المدن والأحياء وإن هو بشكل متقطع أو بأعداد قليلة فإنه يشير إلى حالة الاحتقان في صفوف الشعب التي بدأت تتجه نحو الغليان الذي عادة ما يولد انفجارا يعرف بالحراك الاجتماعي أو الانتفاضة أو الثورة.
لقد بات من المؤكد أن النظام يواجه الكثير من الإشكالات التي لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها والتي جاءت نتيجة للفشل التام في إدارة الدولة التي تدار لسنين طوال عن طريق (المحاصصات) و (الغمتي) والتمكين.

لقد كان هنالك من الوقت متسع لمراجعة القوم لنهجهم وأسلوبهم في إدارة البلاد خاصة وأن مؤشرات الإنهيار قد كانت تطفو على السطح من حين إلى آخر ولكن للأسف لقد استمرأ القوم (الدعة) وحياة الترطيب وبريق السلطة وناموا في العسل ولسان حالهم يردد قولتهم المشهورة الزارعنا غير الله يجي يقلعنا ، (يعني ناس مبارك وقذافي ديل زرعتهم وقاية النباتات؟) .
غير أن السبب الذي يثير حنق السودانيين بصورة كبيرة، يكمن في إدراكهم أن لا فائدة ترجى من هذا النظام وأن لا أمل في إصلاحه على الإطلاق وأن بقائه يعني مزيداً من الدمار ومن الخراب حيث لا يزال يمارس منسوبوه (اللهط) و (اللغف) دون أي وازع من ضمير ، هذا اللهط الذي إشتدت وتيرته بعد أن لاحت في الأفق بوادر التغيير والرحيل .

إن الواقع يقول بأن النظام وإن تمكن من الإفلات من أزمات سابقة، إلا أن ما يواجهه في الفترة الراهنة يشكل خندقا عميقا من الصعب تجاوزه مما يعني أنو (الكلام دخل الحوش) وأنه من المرجح بقوة أن البلاد ستواجه قريبا ثورة عارمة تلفظ هؤلاء القوم الذين عبثوا بمقدرات البلاد واستباحوا أرضها وممتلكاتها وتنقلوا بين مناصبها كما الفراشات طيلة عقود من الزمان تنعموا (وحدهم) بخيراتها بينما عانى السواد الأعظم من الشعب (الفضل) !
ما يجب أن يعلمه القوم هو أن (الحال) لا يمكن أن يستمر كما كان، وأن أساليب القمع والترهيب لن تجدي مع شعب بات لا يجد قوت يومه وبلد صار يستجدي لقمة (العيش) رغم ثرواته الطبيعية المتعددة .

لعل ما يدل بأن (القوم) في واد وما يحدث في واد آخر هو تشكيلهم لهذه الحكومة الأخيرة والتي كان من المفترض ان يتم تشكيلها بعناية تستوجبها هذه الظروف الضاغطة فقد جاء التشكيل (كما ذكرنا في مقال سابق) هذيلاً لا يحمل بين طياته أي مقدرات لشخوص يمكن التعويل عليها لبذل أي جهود استثنائية تسهم في حل هذه الأزمات .
لعل الشيء الواضح الذي لا لبس فيه هو أن الشعب قد فقد الثقة تماما في هذا النظام وأن استمراره (محكوما) من قبله صار من سابع المستحيلات وذلك لكل الإخفاقات التي نعلمها طيلة هذه العقود والتي لا توجد نية صادقة (حتى هذه اللحظة) للعمل على إصلاحها ولهذا تبقى الثورة هي خيار الشعب الذي ظل متفرجاً 30 عاماً (ولو في زول تاني عندو حل اليقولو لينا) !

كسرة :
نظام نطالبه يومياً لمدة عشر سنوات بتقديم لصوص هيثرو للعدالة ولا يفعل … يسقط بس !

كسرة ثابتة :
أخبار ملف خط هيثرو شنووو؟ 104 واو – (ليها ثمانية سنين وتسعة شهور)؟ .. فليستعد اللصوص !

كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد