تحقيقات وتقارير

أحزاب الحوار الوطني .. (سقطت ما سقطت صابنها)

ناشطون: قادة أحزاب الحوار مكانهم السجن.. ووجودها يؤكد أن النظام السابق لم يسقط
مراقبون : اياد خارجية وراء ظهور بعض هذه القوى
كنداكة : هذه الأحزاب سقطت مع النظام البائد

بدأت أحزاب الحوار الوطني تنشط في الأيام الأخيرة بشكل لافت وكادت أن تختطف الأضواء من قوى الحرية والتغيير التي ظلت تقود حراك الشارع السوداني وثورته منذ ديسمبر من العام الماضي. قوى الحوار التي ظهرت بنحو مفاجئ بعد سقوط البشير أبدى بعضا منها تأييدا للمجلس العسكري الانتقالي وحثته على الاستمرار في الحكم فيما دفع بعضها الآخر بمبادرات وصلت إلى أكثر من 80 مبادرة بحسب المجلس العسكري.

ورغم أن الشعب السوداني المنتفض منذ ديسمبر كان يردد وبقوة (الشعب يريد إسقاط النظام ) ورغم أن قوى الحوار الوطني كانت تشكل جزء مهم وفاعل في النظام البائد إلا أنها ظهرت في الساحة السياسية من جديد وهي تبصق على تاريخها القريب حتى قبل ليلة الحادي عشر من أبريل الجاري وتتنكر لنظامها وترفع شعارات الثورة وربما رددت عبارة (تسقط بس ) مع الثوار المعتصمين أمام ميدان القيادة العامة .

هذه القوى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن النظام السابق لم يسقط بعد ورغم سقوط رأسه فإن جسده لايزال حيا وبقلب نابض يدخ سمومه في فضاء العمل السياسي السوداني وينفث خبثه داخل لقاءات الغرف المغلقة بين تلك القوى وربما يقف وراء ظهور هذه القوى بقايا حزب المؤتمر الوطني والدولة العميقة التي مازالت تجثم على صدر مؤسسات الدولة .

أحزاب مثل الاتحادي الديمقراطي الأصل والاتحاد المسجل والمؤتمر الشعبي وغيرها يفترض أن تكون قياداتها خلف القضبان مثلما قال الناشط في ميدان الاعتصام عثمان منصور فهي أحزاب ثبتت أركان النظام البائد وساندت رئيسه المخلوع حتى آخر ثانية قبل سقوطه المذل والتحفظ عليه تظهر وبكل قوة عين سياسية لتلحق بركب الثورة السودانية التي انقض شبابها على نظامهم الهالك وأسقطه وتابع منصور بالقول (يبدو أن هنالك تراخي في التعامل بحسم مع هذه القوى السياسية التي ادخلت البلاد في هذا النفق المظلم من خلال مشاركتها المؤتمر الوطني كان الجرائم التي ارتكبها أيام المظاهرات وظل ترتكبها كتائبه ) وطالب بإيداع قيادات هذه الأحزاب السجون لتقبع مع أولياء نعمتهم السابقين. وأضاف محاسبة هؤلاء يجب أن تكون أشد وطأة لانها تسترت على جرائم اسيادها وصمتت في وقت كان الشعب السوداني يحتاج إلى من يدافع عنه من داخل النظام ويقف في وجه قادته التي أمرت بسحل وقتل وتعذيب واعتقال المواطنيين العزل ويضيف المحاسبة يجب أن تطالهم جميعا دونما تأخير لأنهم والمؤتمر الوطني سواء.

ولم تكن الكنداكة ماريا مهران ترغب في الحديث للجريدة عن هذه الأحزاب وظهورها على السطح حيث طلبت اعفائها لأنها لم تكن ترغب في التعليق على أحزاب ليست لها اي وجود في الساحة السودانية ولفتت إلى أن السودانيين قالوا كلمتهم داخل هذا الميدان منذ السادس من أبريل ورفعوا شعار تسقط بس منذ شهر 12 الماضي فالسقوط رغم أنه لم يتحقق كاملا لكنه شمل هذه الأحزاب الكرتونية التقليدية وأصبحت جزء من الماضي مثلها مثل المؤتمر الوطني واستغربت ماريا ظهور هذه الأحزاب لتقرير في مصير ملايين السودانيين رغم أنهم قرروا في مصيرها واسقطوها هي ومن كان يشكل لها الحماية ويدغدغ عليها بالأموال والسيارات الفارهة من مال الشعب السوداني وعلى حساب حليب أبنائه وتعليمهم وصحتهم.

عثمان تاج الاصفياء وهو ناشط في لجان المقاومة وعضو تنسيقية الميدان وصف أحزاب الحوار بعدم الحياء وقال إن هذه الأحزاب يبدو أنها لازالت تعيش في فترة ما قبل 6 أبريل وبنفس العقلية السابقة التي كانت تشارك فيها في السلطة تريد أن تختطف ثورة شعب كامل وتجيرها لصالح مصالحها الخاصة لكن نقول لهم عفوا فإن السلطة التي تريدونها من جديد لايمكن الوصول إليها حاليا فهي محروسة بالكنداكات والشفاتة والطريق اليها لم يعد سالكا إلا وفق شروط محددة للأسف لم تكن متوفرة في أي حزب أو كيان وضع يده في يد نظام القتلة البائد.
هذه الأحزاب مكانها السجن وليس القصر ومكاتب الوزارات أو قبة البرلمان فهي قد ارتكبت جرائم وفظائع في حق الجماهير هكذا قال للجريدة أحد شباب الأحزاب السياسية المعارضة رمضان إبراهيم وأضاف هذه الأحزاب سقطت مثلما سقط النظام والبشير ووصف تحركاتها بفرفرة المذبوح لكن الشعب السوداني سيطلق عليها رصاصة الرحمة .

المجلس العسكري الانتقالي يتمسك بضرورة توافق كل القوى السياسية كشرط لتسليم السلطة لقوى مدنية في وقت ترفض فيه قوى الحرية والتغيير القوى التي كانت تشارك النظام البائد ويشاركها في الرفض المعتصمين في ميدان القيادة العامة وبين هذا وذاك ظهر صوت ثالث ينادي بضرورة التفاوض على تحديد صلاحيات المجلس الانتقالي ورئاسة مجلس الوزراء وهذا الاتجاه يرفض أيضا قوى الحوار الوطني باعتبارها سقطت مع النظام البائد فتلك القوى أربكت المشهد السياسي السوداني تماما بظهورها المفاجيء بعد أن ظن السودانيين انهم سقطوا مع رئيسهم المخلوع.
لم يستبعد مراقبون اياد خفية عملت على دفع ظهور هذه القوى إلى سطح الأحداث من جديد ودلل المراقبون رأيهم بظهور بعض التيارات الإسلامية مثل المؤتمر الشعبي وحركة الإصلاح الآن من جهة وكتلت الوسط التي تمثلها أحزاب الاتحادي (الأصل والمسجل ). ويرى المراقبون أن ظهور الإسلاميين ربما يكون مدفوع من دول تحاول أن تسترد نفوذها في العمق السوداني بعد سقوط النظام البائد وتحاول أن تجد موطئ قدم جديد .

الخرطوم :علي الدالي
صحيفة الجريدة

‫4 تعليقات

  1. لا يمكن ربط أحزاب الحوار بكتائب النظام وأفعاله، فأحزاب الحوار لو لم تكن معارضة لما حاورها النظام وتوصل معها لعهد وإن تمت خيانة هذا العهد من قبل النظام الذي لم يلبي مطالبها، هي أحزاب اختارت أسلوب الحوار لإضعاف قبضة النظام بعدما ذاقت ويلات السجون والعزل، وإقصائها من قبل البعثيين والشيوعيين يأتي في إطار إقصاءهم للجميع بمن فيهم قوى الثورة وشبابها وحزب الأمة والمؤتمر السوداني (أصحابهم) وشعار الشيوعيين اليوم هو (نحن وبس) وهذا مرفوض.