الفاتح جبرا

سواقو عبد الحي


كثيراً ما يملؤني الاستغراش كون أن بعض الدعاة والوعاظ من رجال الدين يتظاهرون أمام الناس بورعهم وزهدهم وبعدهم عن الدنيا وهم يتحدثون عن زهد الأنبياء والأئمة وبعدهم عن الراحة و(الترطيب) واكتفائهم بما يسد الرمق ويسند الجوع ويترفعون عن (أملس) الثياب بأخشنها وهم (أي الدعاة) يسكنون فاره القصور ويمتطون أغلى السيارات (فل أوبشن) ويتزوجون بعدد وافر من النساء (الكواعب) ويأكلون من (أطايب) الطعام ! وفي ذات الوقت يسعون إلى المال وتأسيس الشركات والترف والتبذير و (البيزنس) !

ومن يقرأ باب (زهد الأنبياء ) في (نهج البلاغة) يخلص إلى أن رجل الدين ينبغي أن يكون على درجة من التقوى والإيمان والزهد وتطليق الدنيا إذ بعرض الباب أمثلة رائعة للأنبياء والأئمة والأولياء ولقد كان لنا في رسول الله الاسوة الحسنة ومن منا لا يعلم زهد سيد المرسلين؟
لقد كان جميع الأنبياء يعملون من كد يمينهم وعرق جبينهم. كان آدم مزارعا، ونوح نجارا صنع السفينة، وإدريس خياطا، وإبراهيم تاجر قماش، وداود حدادا، وزكريا نجارا، وإسحق ويعقوب وشعيب وموسى عليهم السلام مزارعين، ولقمان خياطا، والنبي محمد صلوات الله عليه وسلامه راعيا للغنم ثم تاجرا كذلك كان الإمام علي كان مزارعا، وعمر دلالا… نعم.. لم يكونوا يفكرون في شراء القصور و(الفلل) أو الاستحواذ على النساء الجميلات أو (الدفع الرباعي) أو إنشاء (القنوات الفضائية) والشركات في بلاد يأكل بعض مواطنيها من (الكوش) ومقالب الزبالة ويعجز فيها السواد الأعظم عن شراء (مضاد حيوي)!

ثلاثون عاماً من البطش والظلم والقهر والفساد في نظام أعلن رئيسة المخلوع أنه يمارس شريعة (مدغمسة) لم يفتح الله على أمثال علماء الترطيب هؤلاء بكلمة واحدة ليقولوا للحاكم الظالم: (أين الشريعة الحقة؟) وهم يشاهدون بأعينهم رموز النظام وهم يفعلون كل المنكرات والموبقات ابتداءً بقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق مروراً بأكل أموال الناس بالباطل انتهاءً (بالربا) الذي توعد الله مرتكبيه بالحرب!

ثم يأتيك من يهدد بأن (الشريعة خط أحممممر) بل ويؤلب الناس أن اخرجوا لنصرة الإسلام؟ أين كنت يا رعاك الله؟ وهذا الشعب المسلم المؤمن الصابر يطالب بإقامة الحدود على ناهبي المال العام وأكلي أموال اليتامى والمساكين وقاتلي الآلاف في مختلف أصقاع البلاد؟ هل طالبت بإخراج مسيرة غيرة على حرمات الدين التي تنتهك؟

إن الدعوة التي أطلقها مؤخراً أحد الشيوخ غير الزاهدين (عبد الحي يوسف) والتي يطالب فيها اتباعه بالنزول إلى الشارع في مسيرة بدعوى الخوف من عدم تطبيق الشريعة هي دعوة للفتنة التي لعن الله من يوقظها وقد كان الأجدى للشيخ المبجل بدلاً عن إيقاظ الفتنة أن يناقش قضايا تهدف إلى الاستقرار، أو تضع حلولا لمشكلات البلد بغرض دفعها إلى الأمام وأمتنا تمر بهذا الظرف التاريخي الذي يتطلب المشاركة الإيجابية من جميع مكونات المجتمع لا تصدير الشك في نفوس المواطنين وملء نفوسهم بالحنق والغضب تجاه المجتمع بحجة الخوف على دين الله وكأن نظام (البشير) قد كان مطبقاً لتعاليم الإسلام ونشر فضائله وهذا العالم وكل أئمة الضلال يعلمون أن ذلك النظام قد خالف كل تعاليم الإسلام!

إن على الجهات المسؤولة ردع مثل هذه المواكب حتى لا تجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه ولو أن (الشيخ) المعني يبتغي وجه الله (لا الفتنة) في دعوته هذه لكان قد دعا بها خلال ثلاثين عاماً لم يطبق فيها شرع الله بل تم فيها فعل كل ما يغضب الله ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل إذا عاد نظام (البشير) سيكون (عبد الحي) راضياً عن تطبيقه (للشريعة)؟

كسرة:
إذا تحرك قطار الفتنة في هذه البلاد فمن المؤكد ح يكون (سواقو عبد الحي) … !

كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص.

كسرة (حتى لا ننسى):
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. لا تهرف يا استاذ جبرة بما لا تعلم، الشيخ عبدالحي يوسف عالم جليل وورع وخليك في كلامك الساذج ومخاطبة العامة واترك الاستهزاء بعلماء الدين ، وهل عالم الدين لا بد أن يكون فقيرا معدما؟ هناك من الصحابة من كانوا أثرياء هل عاب عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الثراء. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ}

  2. والله انت ايضا 30سنة ازعجتنا بكلامك الفاض فليس لك خلاف ان تدس سم كلامك مثل واحد من جماعتنا يدعاء بجعفر وهو ليس جعفر فكلكما تنغمسون بنفس اسلوب الحديث العفن الذي يسي لكثير من الاشخاص من غير ادله ومن كان له عند احد شي فليقدم البينة ويقدم بلاغ عن المفسدين ثم ينتظر نتيجة الحكم القانوني